الشروق العربي

جزائر عزيزة.. وشعب ذليل!

ياسين فضيل
  • 2007
  • 4
ح.م

لم يحدث في تاريخ الجزائر المستقلة ولا جزائر العزة والكرامة أن عرفت حالة من التشنج شبيهة بالتي تحصل الآن في قطاعي التربية والصحة، بين الوزارة والنقابة، والأطباء والتلاميذ مع أوليائهم!

بن غبريط وبلغة “أكلوني البراغيث” هددت ونفذت وعيدها بعزل وفصل قرابة الألف أستاذ فقط في ولاية البليدة وحدها، بل إن الأساتذة المضربين “في بلاد القبائل” لم يمسسهم “تهديد” بن غبريط، رغم وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود ومغلق الآفاق ومقفول الجوانب، الحالة هذه من درجة الاشمئزاز أخرجت المراقبين والمتتبعين للشأن التربوي إلى تأويل أحلام اليقظة وأضغاث الأحلام، منها ازدواجية بن غبريط في التعامل مع الأساتذة المضربين، وتطبيق القانون فقط على “العرب” من أساتذة البليدة أغلبهم من قبيلة “بني جعد”، أما أساتذة “بلاد القبائل” فمعاقبتهم فيها نظر يحتمل السكوت أو التجاوز عنها للمصلحة العامة للبلاد!؟

نحن الآن في شهر مارس، ولم يبق لامتحان البكالوريا إلا شهر أفريل والنصف من ماي، ولحد الآن لا بوادر في الأفق تفتح الآفاق، و”حوار الطرشان” سيد المواقف والقرارات.

نفس السيناريو تقريبا تكرر مع وزير الصحة ونقابة الأطباء، والمتضرر دائما وأبدا هو ذلك “المريض” المغلوب على أمره، فالجميع يعلم أن الوزير إذا مرض “لا يداوي” في المستشفيات الجزائرية، مثلما هو الشأن مع مسؤولي البلاد وأبنائهم، فالدراسة في الجزائر للغلابى من الشعب، ولم أسمع عن ابن أو بنت وزير أو مسؤول ما في البلاد يدرس أولاده في مدارس جزائرية، كذا الطب، بل حتى الوطنية مقسمة عندهم إلى اثنين أو ما يعرف بازدواجية الجنسية، وعش أنت يا جزائري حياتك كلها راكضا وراء كيس حليب وفي أغلب الحالات لا تجده أمامك.. إنها جزائر العزة والشعب الذليل!

مقالات ذات صلة