جواهر

جمالك في نضجك

جواهر الشروق
  • 3908
  • 0

خلق الله آدم وحواء، ولا ريب أن العالم جميل بفضل هذا التنوع البيولوجي، إلا أن آلاف قضايا الطلاق التي تصل أروقة العدالة سنويا تنذر بوجود خلل في العلاقة بين الجنسين، كثيرا ما يكون مرده إلى الافتقار إلى فن الاتصال بين الأزواج، وهنا وقفة للتأمل.

في الواقع المعيش نساء في غاية الاهتمام بالشكل الخارجي إلى حد وصل إلى التصنع، فما أكثر المتصنعات والمزيفات في المظهر والجوهر في زمن “النت” والفضائيات التي أوجدت جنسا لطيفا بسلوكات نمطية، يتكلمن بنفس الأسلوب ولديهن نفس الميولات والاتجاهات ويشتركن أيضا في ثقافة لا تتعدى آخر صيحات الموضة، والنتيجة أعشاش زوجية هشة ركيزتها امرأة تجهل أبسط فنون التواصل مع الشريك وطرق تفكير آدم، لاسيما في السنوات الأولى من الزواج، ولذلك لم يعد من المستغرب أن ينتهي الأمر ببناء جدار برلين بين طرفي العلاقة الزوجية في أحسن الأحوال.

وتحوم حول هذا الموضوع نقطة استفهام كبيرة مفادها أين الثقافة في زمن العولمة والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي، فرغم كثرة لقاءات بنات حواء على ضفاف نهر العالم الافتراضي، لكن يبدو أنها كثيرا ما تنتهي دون أن يرتشفن منه الوعي الكفيل باقتلاع شوائب المفاهيم الزائفة وفلسفة العقول الخاوية، فما أحوجنا إلى تقوية شخصية المرأة وتنمية تفكيرها لينسف الواقع أحلامها المستوردة من الشاشات، فهذه الأخيرة غيرت العديد من المفاهيم ورسمت في ذهن بعض النساء صورة لا تمت لواقع الحياة الزوجية بأية صلة. 

دعواتي أن تحرص المرأة على تثقيف نفسها لتدرك أن المظاهر لا تكفي لتشييد بيت الزوجية، حيث أن المطلوب هو النضج النفسي الذي يمثل سر الجاذبية الحقيقية وركيزة الصرح الأسري، فلا تسمحي للأفكار الخاطئة بأن تهدم جسور المودة بينك وبين الطرف الآخر.

مقالات ذات صلة