الشروق العربي
داربيات العاصمة أصبحت تلعب على صفحات الجرائد والمدرجات

جمهور يصنع الفرجة ولاعبون لا يصنعون الفرحة

الشروق أونلاين
  • 2921
  • 0

أثبت الداربي العاصمي الأخير بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، أنه أصبح في خبر كان، بالرغم من التغطية الإعلامية التي لقيها، والضغط النفسي الذي شدّ مناصري الفريقين والجمهور الرياضي ككل، إلا أننا في الأخير حضرنا مقابلة لعبها المناصرون قبل اللاعبين، بحيث بقي الجمهور مشدودا إلى الأجواء التي صنعها محبي الناديين في المدرجات، بدل ما يقوم به اللاعبون على المستطيل الأخضر، ليس هذا الداربي فحسب بل وللأسف انتقلت كل داربيات العاصمة إلى المدرجات، إلا بعض المواجهات التي وصلت إلى درجة حسنة فحسب.

أصبح هذا الداربي يلعب على صفحات الجرائد قبل الملاعب، لأن المتتبع لتصريحات اللاعبين لكلا الفريقين، يتحمّس لعرس رياضي قبل كل شيء، لكن للأسف نحضر إلى شبه مقابلة ترمى فيه الكرة في كل الاتجاهات من دون عنوان، بالإضافة إلى الشد العصبي بين اللاعبين، فبدل الاجتهاد في تقديم عروض رياضية تليق بقيمة ألوان النوادي، والحضور القياسي للجماهير، ومحبي فرقهم والجمهور الرياضي ككل، يجتهد بعض اللاعبين في الشجار والمشاحنات مع الخصم وحكام اللقاء.

    أردنا من خلال هذا الاستطلاع أن نعرف أسباب ضعف مستوى هذا العرس الرياضي العاصمي في السنوات الأخيرة، وأصبح مجرد شبه مباراة -إن صح القول-، باستطلاع رأي بعض التقنيين في كرة القدم، وبعض من حضر هذا الداربي في سنوات العز وحتى رأي الجمهور الرياضي.

عز الدين رحيم: تخوّف اللاعبين وخلو الأندية من أبناء الفريق سبب تراجع مستوى الداربيات

رجح اللاعب السابق عز الدين رحيم تراجع مستواها، إلى أن جل اللاعبون يخوضون مثل هذه المقابلات وهم متخوفين من النتيجة، وهذا ما يؤثر على اللعب الجميل، كما أن أغلب هذه الداربيات تخلوا من أبناء الفريق ليس كما كانت في السابق، لذا غابت المنافسة بين اللاعبين وأصبحت مجرد مقابلات فحسب.

بسكري مساعد مدرب مولودية الجزائر: كانت نكهة الداربي لما كان الحي ضد الحي وليس ما نراه اليوم

“قبل الحديث عن مستوى الداربي والفرجة التي كان يصنعها في الماضي، وجب الحديث عن المستديرة الجزائرية ككل، بحيث لا يمكن الحديث عن المستوى في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها الكرة الجزائرية من عدم وجود حتى أماكن للتدريب. أمّا الداربي بالنسبة لي فيعني الحي ضد الحي كما كان في الماضي، أم اليوم فاللاعبون يحاولون تقديم الأفضل فحسب”.

المدرب مهداوي عبد الرحمان: السبب أنّ اللاعبين أصبحوا يركزون على النتيجة على حساب اللعب الجميل

” نقول نحن كتقنيين للكرة لمّا اللاعب أو المدرب يصبح يفكّر في النتيجة على حساب اللعب فإن المباريات تصبح بهذا الشكل، لذا يصبح هناك تخوّف وينقص اللعب الجميل، لكن يكون بالإمكان حضور مقابلات جميلة لو مثلا تسجل الأهداف في بداية المقابلات، لذا أرى أنّ التركيز على رهان المقابلة هو السبب في المستوى الذي نشاهده اليوم في الداربيات والكرة ككل”.

رأي بعض الجماهير: لو يلعب جيل داربيات الأمس اليوم لقدم أحسن مما يقدمه لاعبون اليوم

إذا كان رأي المختصين في الكرة، فإن للجمهور رأيه كذلك، بحيث يتأسّف الكثير إلى ما وصل إليه هذا العرس العاصمي الذي كان بالأمس يشدّ الأنظار ليس في الجزائر فقط، بل حتى خارج الوطن، اختلفت الآراء لكن اجتمع الكثير منهم على أن الشد العصبي للاعبين في هذا اليوم بذات، هو ما سبّب نقص المستوى، كان بالإمكان اللعب مقابلات جميلة لو يتخلص اللعب الجزائري من التفكير في الفوز فحسب، بل التفكير كذلك في الجمهور القياسي الذي يحضر الداربيات، وتقديم له الفرجة في المستوى أو على الأقل بدل جهد، كما رأى البعض منهم أنه برغم نجومية الكثير من اللاعبين، إلا أنّ مستواهم محدود وداربيات العاصمة أكبر منهم، ولو يلعب جيل داربيات الماضي اليوم، لقدموا أحسن مما يقدّمه لاعبون اليوم على حد تعبير الكثير منهم.

مقالات ذات صلة