الجزائر

حافظ لكتاب الله يعرض كليته للبيع ليوفر سكنا لأبنائه بالبليدة

الشروق
  • 895
  • 5
ح.م

بدل أن يحظى أهل الله وخاصته بالتقدير والتكريم يتخبط الحافظ لكتاب الله عبد المنعم من البليدة في متاهة تشرد لا متناهية منذ تسع سنوات ووصل به التفكير إلى حد عرض كليته للبيع بعدما فقد الأمل وضاقت به سبل الحصول على سكن.
عبد المنعم العربي 36 سنة من خيرة الشباب الذين أنجبهم حي الملياني بأولاد يعيش بشهادة الجميع، أتم حفظ كتاب الله وسنه لا تتعدى 14 سنة لا يتعدى حلمه أن يحصل على سكن للم شمل أسرته التي فرضت عليها الظروف أن تتفرق بين الأهل، وهو اليوم لا يتردد في عرض كليته للبيع مقابل أن يوفر مبلغ سكن يؤويه وأبناءه بعدما أجبروا على التشرد القسري، فقلة ذات اليد والظروف المتعسرة جعلته ييأس في الحصول على سكن اجتماعي بعدما مزق مسؤول سابق بدائرة أولاد يعيش ملف السكن الذي أودعه على مرأى منه ما عمّق إحساسه بالقهر، يقول عبد المنعم إنه تزوج سنة 2008، غير أن المسكن الذي يتقاسمه رفقة 14 أخا وأختا ضاق ما دفعه إلى المغادرة، فاتجه رفقة أسرته المكونة من زوجة وثلاثة أبناء إلى منزل أصهاره بعين الدفلى وهناك مكثت الأم وأبناؤها إلى غاية اللحظة أما هو فعاد إلى أولاد يعيش ليفترش الشارع ودخل في اعتصام لمدة عشرة أيام قبالة مقر الدائرة غير أن السلطات كان آخر همها هذا المواطن “اليائس”، وعرض عليه بعض المحسنين أن يقيم بقبو عمارة يتقاسم ظلمته إلى جانب الجرذان فقبل غير أنه طرد منه مؤخرا بأوامر فوقية على حد تعبيره، يقول عبد المنعم بنبرة يأس في حديثه إلى “الشروق”، إنه لم يتمن يوما أن تصل به الأمور حد القنوط والإحباط، إلا أن صبره نفد ولم يبق له غير “كليته” لعلها تكون السبيل لحفظ ماء وجهه وتجعله يجتمع رفقة أبنائه تحت سقف واحد، يضيف عبد المنعم أن جرحا دفينا لم يشأ أن يندمل منذ سنوات وكلما اتجه لزيارة أبنائه بمنزل أصهاره في عين الدفلى لا يتوقف أطفاله عن مطالبته بأخذهم “بابا أدينا” بينما يقف هو عاجزا لا يجد السبيل حتى لاستئجار غرفة في ظل فقدانه مصدر رزق وحتى ثيابه باعها.

مقالات ذات صلة