الجزائر
هلع وسط المواطنين وترقب لنتائج التحاليل

حالة جديدة للفيروس القاتل بالبويرة والغموض سيد الموقف

أحسن حراش
  • 4396
  • 6
أرشيف

سجلت مصالح المؤسسة الاستشفائية، بشير محمد، بعين بسام غرب البويرة، الأربعاء، حالة جديدة للإصابة بالمرض القاتل المجهول الذي قضى على سيدتين وأصاب 3 آخرين من نفس العائلة، حولوا إلى مستشفى القطار بالعاصمة، ويتعلق الأمر بسيدة تبلغ من العمر 42 سنة حولت بدورها إلى نفس المستشفى، في الوقت الذي حلت بالولاية لجنة تحقيق طبية من وزارة الصحة وكذا أطباء مختصون في علم الأوبئة والجراثيم من معهد باستور قصد التحقق من نوعية المرض المجهول وأسباب الإصابة به لاسيما بعد إثارته لحالة من الخوف والهلع وسط سكان المنطقة والولاية ككل.
في اتصالنا، صباح الأربعاء، بأحد أفراد العائلة المصابة والمقيمة ببلدية الروراوة غرب البويرة، أكد لنا إصابة شقيقته الكبرى البالغة من العمر 42 سنة بنفس الأعراض المصاحبة للمرض الذي فتك بسيدتين من عائلته، وهو ما دفع به إلى نقلها فجر أمس إلى مستشفى عين بسام قبل أن يتم تحويلها منتصف النهار إلى مستشفى القطار بالعاصمة، فيما أبرز خلال حديثه عن أخذ المصالح المختصة عينات من الماء المستعمل للشرب وكذا الوجبات الغذائية قصد محاولة تشخيص نوعية المرض وأسبابه خاصة أنه -كما قال- تسبب للضحايا في قصور كلوي حاد .
هذا، وقد خلف انتشار خبر وفاة السيدتين وإصابة آخرين بالمرض المجهول حالة من الهلع وسط السكان خشية أن يكون المرض عبارة عن فيروس معد، لاسيما بعد رواج عدة إشاعات مصحوبة بحالة من الغموض حول أنه نوع من الكوليرا أو التيفويد، أدى بالعديد من السكان إلى الامتناع عن شرب مياه الحنفيات على سبيل الاحتياط ، وهو ما نفته مصادر من المستشفى والتي أكدت أخذ عينات من دم المصابين وكذا من إحدى الآبار التي تستعمله العائلة للشرب وعينات من وجباتها الغذائية، حيث لم يثبت تواجد للكوليرا أو التيفويد مع ثبوت سلامة الماء الشرب .
وعلمنا من مصادر من المستشفى كذلك أن لجنة تحقيق وزارية مكونة من أطباء في علم الأوبئة والجراثيم وكذا من معهد باستور بالعاصمة قد حلت نهار أمس، بولاية البويرة، وذلك قصد معاينة المنطقة المصابة والاطلاع على ملفات المصابين في محاولة للوصول إلى تشخيص نوع المرض المجهول وتحديد أسباب الإصابة به لدى العائلة، حيث أكدت في البداية عدم انتقال المرض عبر العدوى رغم اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية كالحد من توافد المواطنين لمصلحة الاستعجالات بمستشفى عين بسام مع تعقيم الغرف التي نزلت بها الحالات المصابة، في انتظار ظهور نتائج التحاليل التي تجرى على العينات المأخوذة من الماء والدم والغذاء نهار اليوم الخميس، كأقصى تقدير، وهي التحاليل التي تثبت نوعية المرض وأسباب الإصابة به، بما يسمح باتخاذ الإجراءات الوقائية الملائمة للحد منه رفقة الإشاعات المصاحبة له والتي تضاربت بشكل كبير بين السكان منذ بروز أولى خيوط القضية .
تجدر الإشارة إلى أن ولاية البويرة شهدت نهار الأربعاء، عقد اجتماع ولائي برئاسة الأمين العام للولاية وبحضور المديرين التنفيذيين أو ممثلين عنهم بحكم تواجدهم في عطل إضافة إلى رؤساء دوائر وبلديات، حيث تناول في جدول أعماله مناقشة التحضيرات المتخذة للدخول الاجتماعي المرتقب على غرار ملفات الدخول المدرسي وبداية موسم الأمطار ومكافحة الفيضانات، إلا أن الغريب في الأمر أن هذا الاجتماع ورغم أهمية وخطورة الموضوع، لم تتم الإشارة إلى المرض الخطير والمجهول الذي تسبب في وفاة ضحيتين وإصابة 4 آخرين أحدهم أصيب صبيحة نفس اليوم، وهو ما خلف استغراب بعض الحاضرين بالنظر إلى أهمية الصحة العمومية لاسيما بعد تسجيل وفيات من جهة وكذا حالة الخوف والهلع وسط مواطني الولاية بالتزامن مع تضارب الأنباء وكثرة الإشاعات حول هوية وخطورة المرض الذي يبقى مجهولا إلى حد الساعة.

مقالات ذات صلة