حجار.. “نهدر وحدي”!

إذا كان صحيحا ما نُقل عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، قوله بأنه لا أحد يحق له التصريح عن الجامعة وقطاع التعليم العالي ما عداه شخصيا وأمينه العام، فنحن بصدد كارثة حقيقية في الاتصال الرسمي!
حجار قال بأن جميع التصريحات والكلام الذي يتردد هنا وهناك عن الجامعة ويتناقله بعض الجامعيين غير حقيقي، وسيكلف صاحبه التكذيب والمتابعة القضائية ما دام لم يمر على معاليه ويحظَ بموافقته “الكريمة” و”السامية”!
يبدو أن السيد حجار كان غاضبا جدا بخصوص ما تردد مؤخرا عن ارتفاع نسبة الرسوب الجامعي وتحديدا في السنة الأولى، حيث بلغت تلك النسبة 70 بالمائة، وترجع أولا، بحسب مختصين، إلى الأخطاء الكثيرة في التوجيه أثناء التسجيلات، وإلى جهل الطلبة الناجحين في البكالوريا طبيعة الفروع والتخصصات التي يمكن أن يدرسوا بها ويواصلون تعليمهم الجامعي فيها!
الغريب أن وزير التعليم العالي، وبدلا من الرد على تلك الأرقام بأرقام أخرى لدى الوزارة، فضل التهجم على أصحابها رغم أنهم أساتذة ولهم علاقة مباشرة بالقطاع والطلبة، ونتحدث هنا تحديدا عن المجلس النقابي المستقل لأساتذة التعليم العالي “كناس”!
تصريح حجار يعيدنا مرة أخرى إلى المربع الأول، وهو أن فشل منظومة التسيير في قطاعات شتى وليس في التعليم العالي فحسب، سببه، غياب ثقافة الاتصال بل وعدم الرغبة في التواصل، ولا يقاس الأمر هنا بحجم الندوات الصحفية والبيانات فقد يكون عددها كبيرا، لكن المعلومة تبقى شحيحة وغائبة أو بتعبير أدق، مغيّبة!