حج الرفاه بـ250 مليون!

تجاوزت قيمة حج الرفاه الموجه للأثرياء ورجال الأعمال وكبار المسؤولين في الدولة 250 مليون سنتيم في موسم 2022، وذلك في فترة لا تتجاوز 15 يوما تتخللها عروض خاصة متعلقة بالإقامة والإعاشة والنقل الفردي، ومبيت “vip” في مخيمات منى.

أماطت وكالات السياحة والأسفار المعنية بتنظيم موسم الحج هذه السنة، والمتحصلة على الضوء الأخضر لتنظيم الحج المميز، اللثام عن عروض خاصة بحج الرفاه الموجه لرجال الأعمال والمسؤولين الكبار في الدولة الراغبين في الحصول على خدمات مميزة على مستوى فنادق مكة والمدينة المنورة، إضافة إلى اقتصار مدة المكوث في البقاع المقدسة إلى 15 يوما بدلا من شهر كما جرت عليه العادة في الحج النظامي، وهي العروض الاستثنائية التي قدمتها وكالات السياحة والأسفار بقيمة مالية تفوق 250 مليون سنتيم .

وفي العادة يمنح الديوان الوطني للحج والعمرة، الاعتماد لوكالات السياحة المستعدة لتنظيم هذا النوع من الحج والذي يطلق عليه عادة تسمية “الحج المميز” نسبة إلى الخدمات المقدمة والقيمة المالية التي تفوق في الكثير من الأحيان 350 مليون سنتيمّ، هذه الأخيرة بلغ عددها هذه السنة حسب مصادر “الشروق” أربع وكالات كبرى أعلنت استعدادها لتنظيم الحج المميز في مدة زمنية لا تتجاوز 15 يوما، حيث أعلنت هذه الوكالات عن شروعها في استقبال الحجوزات، مؤكدة أن أول رحلة لحج “VIP” ستكون يوم 4 جويلية المقبل أي تتزامن مع آخر رحلة متجهة من الجزائر نحو البقاع المقدسة.

وحسب ما أعلنت عنه وكالات السياحة والأسفار المعنية بتنظيم هذا النوع من الحج، فإن عروضها لا تقتصر فقط على الإقامة في فنادق قريبة من المشاعر المقدسة، بل تتضمن أيضا نقلا فرديا مريحا ومميزا، إضافة إلى إعاشة ذات نوعية رفيعة على غرار وجبات الفطور والعشاء في أفخم الفنادق، وأشار نفس المصدر أن الأشخاص الراغبين في أداء الحج المميز عليهم دفع تكلفة 75 مليون سنتيم لدى بنك الجزائر، وهي قيمة مالية تضاف لها تكاليف الرفاهية التي تدفع للوكالات المعنية بنقلهم إلى البقاع المقدسة لأداء المناسك.

ورغم الانتقادات الموجهة لهذا النوع من الحج، الذي لطالما شكل جدلا في أوساط الأئمة والأساتذة المختصين في الشريعة، ما بين منتقد ومحرم لهذه الصيغة من الحج لما يترتب عنها من تمييز بين الحجاج، إلا أن الجهات الرسمية سواء كان الديوان الوطني للحج والعمرة أو وكالات السياحة والأسفار ترى فيه خدمة إضافية لمن يدفع أكثر، وهي خدمات لا تؤثر – حسبهم – في صحة الحج، خاصة وأن أغلب الراغبين في الحصول على هذه الصيغة هم رجال أعمال وأشخاص مسؤولين يفضلون أداء المناسك من دون انتظار انقضاء مهلة المكوث في البقاع، والتي تمتد في عادة إلى شهر كامل بسبب برنامج الطيران المكثف.

للإشارة، فإن آخر رحلة نحو البقاع المقدسة ستكون من مطار الجزائر وذلك يوم 4 جويلية الجاري، والتي سيكون في انتظارها أعضاء البعثة الجزائرية الذين تنقلوا قبل شهر إلى المملكة العربية السعودية تحضيرا للموسم.