-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب تلوح بوادرها في الأفق القريب!

حرب تلوح بوادرها في الأفق القريب!

الحرب الإقليمية في الخليج العربي، تتصاعد وتائر اقتراب نشوبها، هي قائمة أصلا وفق مقاسات الحرب الجانبية، في جغرافيا محددة، لكنها حرب غير متكافئة، بين ميليشيات طائفية تستقوي بحاضنة إقليمية، خلقت أدوات اختراق، قواعد الأمن القومي العربي، لفرض وجود استراتيجي غير مرغوب فيه في شبه الجزيرة العربية، وتحالف عربي، تقوده المملكة العربية السعودية، بهدف حماية النظام الشرعي في اليمن، وغلق الطريق أمام إيران الراغبة في الوصول إلى مضيق باب المندب، وفرض استحكاماتها على أهم طرق الملاحة العالمية.
فما يجعل الحرب الإقليمية، أمرا محتملا في جغرافيا اتساعها :
• فشل المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة دون جدوى منذ ثلاث سنوات، رغم ما تتلقاه من دعم دولي، يتبنى قاعدة حماية الشرعية التي يقود نظامها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
• التصعيد الحوثي بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية، بما يهدد أمنها واستقرارها.
• التهديد بوضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مرمى الصواريخ الباليستية.
• تعطيل أو اعتراض حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.
تجتمع هذه الأسباب، الأولية، كعوامل كفيلة بنشوب حرب أشمل، خلقت مبرراتها، بغض النظر عن مدى اتساع مخاطرها في بيئة جغرافية أوسع، تنعكس دون شك على الأمن العالمي، في ظل عودة سباق التسلح بين القوى العالمية الكبرى، والمتقابلة في قواعد نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط .
لكن تبقى الحلقة المفقودة في تحديد الأطراف المتقابلة في حرب مرتقبة، فإذا ما سلمنا أن مواجهة التحالف العربي لميليشيا الحوثي، أمر قائم بحد ذاته، في نطاق محدود، فالحرب التي نترقبها مع من؟ وضد من؟
حرب سعودية– إيرانية تبشر بها مختلف وسائل الإعلام، وتبرر عوامل اندلاعها في نزاع استباقي حول فرض الهيمنة المطلقة على منطقة الخليج العربي!!
اندلاعها سيجعل المواجهة في شكل صراع عربي/ إسلامي– إيراني، وستنقسم القوى الكبرى بين طرفي النزاع، فالتحالف العربي الذي كسب شرعيته من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، انخرطت فيه دول عدة، باستثناء العراق ولبنان وسوريا التي فقدت مقعدها العربي، ويتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من دول إسلامية.
لكن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة “أنصار الله” لا يدرك عواقب حرب يسعى إلى تصعيدها في عامها الرابع، حين يتعهد بتطورات عسكرية كبيرة تخترق ما وصفه بـ “أنظمة الحماية الأمريكية التي يستخدمها التحالف العربي، وطائرات مسيرة على مدى بعيد، وتفعيل غير مسبوق للمؤسسة العسكرية”، ويضع دولة الإمارات في دائرة العدو المستهدف، غالقا الأبواب في وجه كل مبادرة تحفظ وحدة اليمن واستقراره :
• وقف القتال والدخول في هدنة يعقبها السماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
• الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة القضايا الخلافية.
• وقف إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية.
• عدم التعرض للملاحة في مضيق باب المندب.
• تسليم الحوثيين سلاحهم ودمجهم تدريجيا في صفوف قوات الجيش اليمني.
أما صدق المبادرة تلو المبادرة التي ينأى الحوثيون عن قبولها، هي قطع الصلة بالنظام الإيراني، لضمان استقلال قرارهم، من أجل يمن سعيد بحق، لا تأكله حرب أشمل تلوح بوادرها في الأفق القريب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • Abdou

    و اخرى في المغرب العربي، وقودها الصحراء الغربية، حيث بدأت في الايام الاخيرة يظهر دخانها في الكركرات.
    و العجيب في الامر ان هذه الانظمة و اعلامهم المأجور يصبون الزيت على النار و يتراشقون فيما بينهم دون النظر في عواقب الامور.
    خفظفوا من التوتر و الدعوة الى ظبط النفس قبل ان تنفلت الامور. و حين لا ينفع الندم.
    الدماء اذا سالت ستصعب الامور، و لكم في الشام عبرة.

  • Mokhtar

    بعثي حاقد يريد تسليم الشرق الاوسط لاسرائيل انتقاما لحزبه المقبور . لن تنخرط ايران في اي لعبة من العابكم الشيطانية لانها تدرك ان كل ما يجري اليوم في المنطقة يستهدفها ، والمؤسف انه حتى من كانوا يتظاهرون امس بالقومية والتصدي للمشروع الغربي انبطحوا امام امريكا لانهم يعلقون عليها احلامهم باسقاط النظام الايراني وهذا ما لن يحدث ابدا .

  • دردور

    تحليل بسيط وغير محايد.
    بعد هجمات 11 سبتمبر و تورط جل المهاجمين من السعودية أراد الصقور مهاجمة هذا البلد و اقترح اكثرهم تطرفا قصف مكة بالقنبلة الذرية.
    المشكلة كانت التأتيرات الإقتصادية الكارثية بحكم التبعية للنفط "الإسلامي" عامّة و السعودي خاصّة.
    الهدف إذاً هو التخلص من التهديد "الإسلامي" عبر التخلّص من التبعية "الطاقوية" و هذا ما حدث فعلا منذ 2012 ثم إلهاء "الأعداء" ببعضهم و ترتيب المنطقة لجغرافيا جديدة لدولة ناشئة "إسرائيل الكبرى" بمباركة العرب.
    آل سعود يعرفون هذا جيدا لهذا قبلوا و سيقبلون كل شيء من أجل سلطانهم و سنرى العجب من آل الشيخ...

  • محمدي الأحمدي

    السياسة محبوكة منذ زمن و منفذوها بيادق تحركها أيادي العقول التي تحكمت في الفضاء بأقمارها فهي تشاركنا حتى في ما نملك من كرامة . فهم يراقبون حركاتنا و أحاديثنا و حتى دعائنا و ما نرجوه من الله عز و جل . أين نحن من هؤلاء ؟ أما الحرب القادمة بين كما سميتهم التحالف و إيران تحت أي مسمى هي التدافع بين القوتين العظميين . فبعد تقهقر روسيا في أوربا و وصول الحلف الأطلسي إلى حدودها ، تغيرت دفة التدافع من الغرب إلى الشرق و هذا ما حدث في حرب الكوريتين و طايوان و الصين و الأفغان و هلم جرا . و اليوم السعودية و إيران .

  • حسين أحمد

    الشرعية تحت عباءة عملاء الناتو