حزب “الجلد المنفوخ”

أكبر حزب في الجزائر الذي يعد بالملايين هو ذلك التجمع الكبير حول الجلد المنفوخ في ملاعبنا كلها، بل إن تضحيات أتباع هذا الحزب تصل إلى حد المخاطرة و المجازفة بالأرواح، ويموتون من أجل الكرة.فحزب كرة القدم في الجزائر لا يعترف إلا ببرنامج واحد هو الفوز فقط داخل الديار و خارجها ..

من هذه النافذة أرادت السلطة عندنا أن تستثمر فيها و تستغل عطش الشباب للأفراح،فأدخلت كرة القدم في برنامج الرئاسيات الماضية، وأقنعت وجوها رياضية بتقمص هذه الأدوار عوضا عنها فيما نجحت في ترجيح كفة الأتباع لصالحها، ولعلكم تذكرون قرارات الحكومة في قضية ما يعرف بموقعة أم درمان، وتسهيلات الدولة لنقل المناصرين إلى السودان بدون جواز سفررفعت قيمة الرئيس القديم الجديد،و حسبت له في كفة ميزان حسناته الذي إستغلها مديرو حملته الإنتخابية في جميع مهرجاناتهم عبر 48 ولاية.

مشكلتنا نحن في الجزائر أننا شعب يحب كرة القدم بجنون، و أن أنصار الفرق و الأندية المحلية تكسر و تخرب كل ما تجده أمامها لأنها ربحت مقابلة و تفعل نفس الشيء بنفس درجة الخراب و التكسير في حال إنهزام فريقها ،وهو الذي وقع مؤخرا حينما فازت مولودية الجزائر بالكأس، بل إحترقت عدة أحياء واشتعلت النيران في عدة محلات تجارية حينما صعدت نصرية  حسين داي إلى دوري الإحتراف الأول..  !

الآن و قد بدأت المعركة الحاسمة لأبناء “الكوتش” حاليلوزيتش في بلاد السامبا ..نجد المهووسين بكرة القدم يجمعون المال من كل جانب للذهاب إلى البرازيل تصل الى 100 مليون سنتيم.

و لو كان جمع المبلغ لمريض عضته الأوجاع و الآلام لمات من الإنتظار و لم يجمع ربع هذا المبلغ..مفارقة عجيبة ..بحق نعيشها ..

جلد منفوخ أعز علينا من التصدق لمريض و جلد منفوخ نجري وراءه و نلبي نداءه حبا جما و دفعا و تدافعا ..و لا نلبي نداء المساجد إلا يوم الجمعة في آخر دقائق الصلاة…

هكذا نجري وراء الجلد المنفوخ …حفاة عراة و نحسب أننا نحسن صنعا !