-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حزب الشارع .. وساساتنا!!

‬فوزي أوصديق
  • 4268
  • 0
حزب الشارع .. وساساتنا!!

بدل أن ينقص العد التنازلي للاحتيجاجات.. نلاحظ ارتفاعه كل مرة وبحده أحيانا وصولا للجرم التخريبي، وفي كل مرة سياسة التسويف والترقيع والأرقام والاتهامات المتبادلة من هو البادئ… وكيف انطلقت الشرارة الاولى!! كل هذه المبررات، تفسيرات خاطئة لتساؤلات مشروعة؟! ولذلك يجب أن نقف وقفة حقيقية دون خجل من النتائج، فالأمم والدول لا تبنى على النفاق والكذب بقدر ما تبنى على الحقائق الملموسة والواضحة للعيان!! …

  • أول درس مستخلص من تكرار الاحتجاجات ليس في الجزائر العاصمة، ولكن في الجزائر كلها من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، أن الأحزاب السياسية فاشلة، وتجذرها لا يتعدى مناضليها، وأنها أصبحت أحزاب نخب ومصالح لا أحزاب جماهير، وحتى لا أكون قاسي في تحليلي ففي كل مرة يتم معالجة الكثير من الملفات من الناخبين على اساس معيار الزبونية وهو الاساس في الاختيار أو الإقصاء.. وهو مؤشر على فقدان الجماهير للثقة اتجاه التنظيمات الحزبية والمجتمع المدني.
  •  الدرس الثاني المستخلص ان الحزب الوحيد المعتمد جماهيريا، وإن كان ملفه غير موجود في ادراج وزارة الداخلية هو حزب الشارع!! ولكن للأسف الشديد أحيانا يتخذ تعبيرات عنيفه لإبداء صوته ومطالبه أمام عجز السلطات العامة في رصد آماله وتطلعاته، وهذا التعبير العنيف إن لم يعالج بالحكمة فقد تكون عواقبه وخيمة. البعض قد يتهمني في الإفراط في السلبيات وذكر النقائص اثناء تحليلي.. ولكن أحاول بقدر المستطاع التفكير حسب منطق الشارع ونوامسه، فلنصارح انفسنا ولو دقائق لماذا الشارع يلتجئ إلى هذه التعابير؟؟؟ هل من أجل غنائم؟! أو من أجل السلطة وامتيازات سياسوية!؟
  • طبعا لا ولكن عادة من أجل مطالب اجتماعية متعلقة بتحسين مستوى المعيشة ورفع قدرات الافراد الاجتماعية، من سكن وعمل وراحة البال، ولكن يبدو أن ذلك لم يتحقق.. وإن تحقق فالغالبية العظمى لم يصلها ولو رائحة هذه الثوابت!!!
  • ومن تعبيرات الشارع الاجتماعية اللجوء للعديد من التعبيرات المنافية للاخلاق والنظام العام، من زلطة بأنوعها.. هروبا من الواقع المرير وحلما في الدورادو ما وراء البحار عن طريق سياسة الحرڤة.
  • وكذلك انتشار الفساد الاخلاقى من رشوة ورذيلة وأوكار للفساد بأنواعه، تعبير آخر، بدل ما يكون عنيفا يلجأ لسياسة النعومة، كل هذه الممارسات ان دلت على شيء فإنما تدل على فشل السياسات الاجتماعية والإسكانية المنتهجة.
  • الدرس الثالث، أن العنف المستخلص لن يخدم القضية أصلا، ولكن لما تكون القنوات مسدودة والأحزاب مستقيلة، والمجتمع المدني تائها، والكل يغني على ليلاه.. فالعنف والقوة والفساد والرشوة تكون هي الحاكم…
  • فالتسأول المطروح هل الجزائر تستحمل أكتوبر آخر؟! وهل الاحتجاجات قدر محتوم؟! وهل الإحراق والكسر والفوضى ستؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة؟!
  • طبعا الاجابة ستكون لا ..!!ولكن ما هو الحل؟! حسب اعتقادى المعالجة تبدأ من الدولة مرورا بالأحزاب وصولا لأفراد المجتمع سواء من خلال اختيار الرجال، أو من خلال إعادة هيكلة المنظومة المؤسسة والمسيرة للعديد من هياكل الدولة، أو من خلال الابتعاد عن سياسة البهرجة والتضليل والكرنفال بإرساء شفافية تامة.. فقضية ديار الشمس إن كان من نصوح أمين.. فألاحزاب حسب قناعتي هي آخر من ينصح أو يرشد.. بحكم أن العديد منها يتفنن في ممارسة سياسة النفاق السياسي أو التقية بالاختفاء والإيضاح، بالتنوير والتضليل.. كما أن الدولة مسؤولة بسكوتها وعدم تدخلها كسلطة منظمة، فديار الشمس وسطيف وعناية والقائمة قد تطول… إن لم تخمد فيها النيران بصفة جذرية، فقد تشتعل في أي لحظة، كما أنه من يلعب بالنار فقد تحرقة…؟!
  • لذلك يجب المعالجة الجذرية، فالقاسم المشترك بين هؤلاء كله الحڤرة، والبطالة، والتهميش، والإقصاء، وسياسة الكيل بمكيالين.. فالتوابل موجودة، والنار ما زال لهيبها لم ينطفئ.. فلنعمل على القضاء عليها نهائيا وليس مرحليا، أو حسب الطالب، أو لما تقتضي المصلحة تأجج ولما تنتفي المصلحة تطفأ.. فسياسة “الله غالب” لا تكفي، ولكن سياسة اللهم أعني على التغلب عن المصاعب هي الأجدر ما دمت تحمل عبء المسؤولية.    
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!