جواهر
يعرضن مُختلف المناطق والشواطئ بأسعار معقولة

حسناوات يُنافسن الوكالات السياحية في “التحواس” بالعائلات!

نادية سليماني
  • 18321
  • 39
أرشيف

انخرطت النساء مؤخرا في كثير من المهن، خاصة أولئك الماكثات في المنازل أو الجامعيات البطّالات، فمن يخطر على باله وجود فتيات ماكثات بالمنزل يشرفن على تنظيم رحلات سياحيّة داخلية لعشرات العائلات، فيوفرن بذلك مبالغ مادية يعن بها أنفسهن وعائلاتهن.
كثيرة هنّ الفتيات اللواتي قرّرن خوض مجال تنظيم الرحلات السياحية الداخلية، فهذا النشاط بات منتشرا وبشدة خلال الآونة الأخيرة، حيث يجتمع شابان أو أكثر لتنظيم رحلات سياحية إلى مختلف المدن الجزائرية، من تيبازة إلى وهران وتلمسان والصحراء… فكثيرا ما شاهدنا أرقام هواتف لمنظمي هذا النوع من الرحلات، ملصقة على واجهات المحلات وبالأزقة والشوارع، يعرضون فيها وجهة الرحلة والمبلغ الذي يصل حتى 10 آلاف دج للفرد الواحد.
ومن بين منظمي الرحلات صادفنا فتيات قرّرن خوض هذا المجال، ولكنهن يحبذن التعامل مع العائلات أو النساء فقط. سامية من مدينة العطاف بولاية عين الدفلى، متخرجة بليسانس إعلام منذ 5 سنوات، ولأن حلمها في التوظيف تأخر، قرّرت التوجه نحو مجال تنظيم الرحلات السياحية الداخلية، فاتفقت مع صاحب حافلة خاصة، وبدأت أولى خطواتها بعرض الفكرة على صديقاتها وقريباتها، وهؤلاء أمّنّ لها زبائن من معارفهن، بعدها تنقلت إلى ولاية وهران، واتفقت مع صاحب فندق على تأمين زبائن له مقابل تخفيض سعر المبيت.
وأوّل رحلة لها جمعت فيها 18 عائلة من ولاية عين الدفلى، نقلتهم إلى مدينة وهران حيث أمضوا 3 أيام كاملة. وعن هذا تقول: “سطرت للعائلة برنامجا سياحيا بسيطا، متمثلا في زيارة الأسواق الشعبية وشاطئ البحر والتنزه ليلا”، ومع ذلك أعجبتْ العائلات بالبرنامج ليتحوّلوا لاحقا إلى زبائنها الأوفياء.
وبعدما ذاع صيت محدثتنا في ولايتها، أصبحت تقصدها عائلات ونساء من مختلف بلديات عين الدفلى، كما وسّعت محدثتنا من برنامجها، فصارت تنظم رحلات إلى ولاية تلمسان والصحراء. وعن تكاليف الرحلات، قالت: “في البداية كان السِّعر الذي يدفعه كل شخص 3 آلاف دج، ليرتفع لاحقا إلى غاية 8 آلاف دج ويصل حتى 15 ألف دج في حال كانت الوجهة بعيدة، وأيضا بسبب غلاء التكاليف، فهي تقتسم المبلغ مع سائق الحافلة وبعض قريباتها اللواتي يساعدنها في التنظيم”.
وعائلة من بلدية عين النعجة بالعاصمة، متعودة على التسجيل في رحلات تنظمها شابتان من الحي، حيث تقول الزوجة: “زوجي لا يملك سيارة وليس من محبي السياحة، وهو ما يجعلني أرافق قريباتي وجاراتي في رحلات إلى مختلف الشواطئ تنظمها شابّتان مقابل مبالغ تتراوح ما بين 600 دج إلى 1000 دج للفرد”، والممتع في هذه الرحلات حسب محدثتنا أنها تضم نساء وأطفالا فقط، ولا مكان للرجال بينهم ما عدا سائق الحافلة.
فهل تنافس مثل هذه الأنشطة عمل الوكالات السياحية الرسمية؟ وفي هذا الصدد، يعترف سمير بونجاح، صاحب وكالة سياحية بالعاصمة، بأن كثيرا من العائلات الجزائرية تحبذ السياحة مع أشخاص تعرفهم سواء من الأقارب أم الجيران، لزيادة متعة السفر، وهو ما يجعلهم يفضلون الرحلات المنظمة من الأفراد بدل الوكالات السياحية، وأيضا بحثا عن التكاليف المنخفضة.
لكن الإشكال في بعض هذه الرحلات، حسب تعبيره “أن بعض الشباب لا يحوزون ترخيصا أمنيا لنقل عائلات إلى ولايات بعيدة، كما لا يملك بعضهم خبرة في التعامل مع الظروف الطارئة سواء في الفنادق أم الطريق، وهو ما يجعلها رحلات غير آمنة أحيانا”. ومع ذلك فهي “فكرة جيدة، تسهم في إدخال الفرحة على قلوب العائلات متوسطة الدخل، التي لا يمكنها تحمل تكاليف رحلة سياحية بمفردها”.

مقالات ذات صلة