الجزائر
من باريس إلى باليرمو وانتهاء باجتماع الحكومة والولاة

حضور لافت ونشاط مكثف للوزير الأول!

محمد مسلم
  • 2395
  • 7
ح.م
الوزير الأول أحمد أويحيى

لم يترك الوزير الأول، أحمد أويحيى، التساؤلات تأخذ مجراها بشأن غيابه عن اليوم الأول من ملتقى الحكومة والولاة، وفضّل الحضور في اليوم الثاني، بل إنه حرص على تقديم مداخلة تعبيرا عن حضوره اللافت في المشهد في الأسابيع الأخيرة.

وقبل أن يلقي أويحيى خطابه أمام الولاة بسويعات، استقبل دافيد هيل، مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، وقبل ذلك، دشن “المشروع المندمج لتحويل الفوسفات” بتبسة بشراكة مع المجمع الصيني “سيتيك”.

أما على الصعيد الخارجي، فقد كلف أويحيى بتمثيل الرئيس بوتفليقة في العديد من المحافل الدولية، وكانت آخرها القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا، وقبل ذلك تمثيله الرئيس بوتفليقة في الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى بباريس، والمؤتمر الدولي حول ليبيا في باليرمو.

وعلى الرغم مما خلفته بعض تصريحات الوزير الأول من مطبات أحدثت جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرين، على غرار وصفه من باريس، عاصمة المستعمر الفرنسي، شهداء الجزائر بـ”الموتى”، إلا أن ذلك لم يؤثر في حظوة الرجل لدى الرئاسة التي عهدت إليه بتمثيلها في أشغال المؤتمر الدولي حول ليبيا، فضلا عن قمة أديس ابابا، كما هو معلوم، ما يؤشر على أن مطبته بباريس لم تزعزع ثقة قصر المرادية به.

إلى وقت قريب، كان الرئيس بوتفليقة يوزع تمثيله في المهمات الخارجية بالتساوي بين كبار المسؤولين في الدولة، فتارة يكلف رئيس مجلس الأمة، عبد القادربن صالح، وتأرة أخرى يحيل المهمة إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني، وحتى بعض الوزراء ومستشاريه الموثوق بهم.

غير أن اقتصار تمثيل الرئيس في الآونة الأخيرة على أويحيى يدفع إلى التساؤل حول خلفية هذا المعطى. هل الأمر تحركه أبعاد سياسية؟ أم أن المسألة تتعلق باعتبارات فرضتها معطيات ظرفية، مثل معاناة رئيس مجلس الأمة من متاعب صحية، وكذا الأزمة التي عاشتها رئاسة الغرفة السفلى للبرلمان، بذهاب السعيد بوحجة واستخلافه من قبل معاذ بوشارب، فبات أويحيى الشخصية الجاهزة والمؤهلة للقيام بتلك المهمات؟

ما قيل على المهمات الخارجية لأويحيى، ينسحب أيضا على مهماته الداخلية. فزيارته إلى ولاية تبسة تعد الأولى من نوعها منذ نحو سنة من تلك التي قادته إلى ولاية وهران. كما أن هذه المهمة كان يمكن أن تسند إلى وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي، باعتبار هذا النشاط جزء من قطاع (الصناعة والمناجم).

هل هي بداية أويحيى في سلسلة من المهمات إلى الولايات، أم أن الأمر يتعلق بتدشين مجرد مشروع قبل أن يعود الرجل إلى مكتبه في قصر الدكتور سعدان ويمارس نشاطه الحكومي المعتاد؟ إن الإجابة على مثل هذه الأسئلة ستزيل الكثير من نقاط الظل في الخروج اللافت للوزير الأول في المدة الأخيرة، لاسيما وأن الظرف يضغط من أجل طرح المزيد من الأسئلة بحكم اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المرتقب شهر أفريل من العام الداخل.

ليست هي المرة الأولى التي تطرح فيها مثل هذه الأسئلة، لأن اسم أويحيى ظل مطروحا كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية منذ ما يناهز العقدين من الزمن، غير أن تواجد الرئيس بوتفليقة كمرشح للسلطة منذ أربع عهدات متتالية، حال دون تحقيق أحلامه، فقد كان يردد دوما أنه لن يخوض سباقا رئاسيا يكون الرئيس بوتفليقة أحد فرسانه.

وبينما يقترب موعد الاستحقاق الرئاسي، لا يزال موقف الرئيس بوتفليقة غير واضح، فهل ساهم هذا المعطى في دفع أويحيى إلى تسخين عضلاته تحسبا لهذا الموعد؟ وما هو موقف قصر المرادية من هذا الطموح؟ وهل ماضي وحاضر أويحيى يسمح له بالطموح في خوض سباق بحجم الرئاسيات؟ أسئلة ستجيب عنها الأسابيع القليلة المقبلة.

مقالات ذات صلة