منوعات
الحصيلة الأولية للتدافع تشير إلى 5 قتلى وأزيد من 60 جريحا

حفل “سولكينغ” يتحول إلى مأساة وطنية!

زهية منصر
  • 75106
  • 120

تحول الحفل الفني الذي أحياه المعني المغترب عبد الرؤوف دراجي، المدعو “سولكينغ”، بملعب 20 أوت ببلوزداد بالعاصمة إلى كارثة حقيقية بعد سقوط ضحايا بين قتيل وجريح بينهم قصر، نتيجة التدافع وضيق الملعب الذي لم يسع الجهور الغفير الذي تدفق على المكان منذ ساعات الصباح الأولى.

سجل الحفل الأول لسولكينغ بالجزائر حسب الحماية المدنية سقوط 5 قتلى وإسعاف 86 جريحا، حيث أفاد المكلف بالإعلام ياسين برناوي في اتصال مع الشروق بأن الحماية المدنية قدمت الإسعافات لـ86 شخصا بمركز الإسعاف والتدخل السريع الذي تمت إقامته بعين المكان وأسفر عن تحويل 32 شخصا إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي بعضهم كان في حالة حرجة. وقد تم تسجيل خمس ضحايا من بينهم طفلة لا تتجاوز 13 سنة .
كما قال المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا عبد السلام بنانة في تصريحات إعلامية إن المستشفى استقبل “5 ضحايا و17 جريحا”، مضيفا أن الموتى “3 إناث وذكران” لقوا حتفهم نتيجة “التدافع” وتتراوح أعمارهم ما بين “20 و25 سنة.” وأوضح المتحدث أن تحديد السبب الحقيقي للوفاة “لن يكون إلا بعد تشريح الجثث”.
وفيما تبقى الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث الأليم غير معروفة حتى الآن، أمر وكيل الجمهورية بمحكمة سيدي أمحمد، الجمعة، بفتح تحقيقات “معمقة بغرض معرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة المؤلمة مع تحديد المسؤوليات”، كما ورد في بيان وكيل الجمهورية.

بن صالح: يجب المتابعة “الصارمة” لحيثيات هذه الحادثة الأليمة

قدم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، الجمعة، تعازيه الخالصة إلى عائلات المتوفين والمصابين في الحفل الفني الذي نظم سهرة الخميس بملعب 20 أوت بالعاصمة، مؤكدا على ضرورة المتابعة “الصارمة” لحيثيات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.

وفي رسالة تعزية إلى عائلات المتوفين والمصابين في هذه الحادثة، قال رئيس الدولة: “ابتليت عائلات منا في الحفل المنظم البارحة بملعب 20 أوت بفاجعة صادمة أليمة، حيث أودى تدافع حشود بناتنا وأبنائنا الذين كانوا على موعد مع لحظات من الترفيه والابتهاج، إلى وفاة خمسة (05) من مواطنينا وإصابة عدد منهم”.

وأضاف قائلا: “لقد ألمتني وأحزنتني هذه الفاجعة والمحنة القاسية التي ألمت بعائلات المتوفين والمصابين، وهم الذين كانوا ينتظرون عودة أبنائهم سعداء فرحين من حفل بهيج تداعى إليه آلاف الشباب التواق إلى أوقات من الترويح عن النفس”.

وتابع بن صالح قائلا في رسالة التعزية: “وإنني وأمام ما قضى الله تعالى من آجال لعباده المؤمنين, احتسب مع العائلات المفجوعة إليه جل وعلا، معربا لهم في هذا الظرف الأليم عن خالص عزائي وصادق مواساتي وتعاطفي، متضرعا معهم إلى المولى عز وجل أن يتغمد بناتنا وأبنائنا المتوفين برحمته الواسعة ويلهم ذويهم صبرا جميلا وينعم بشفاء المصابين وبعودتهم إلى أحضان أسرهم”.

واستطرد قائلا: “وإذ أجدد تعازي الخالصة وتضامني مع أسر الضحايا، أؤكد على ضرورة المتابعة الصارمة لحيثيات هذه الحادثة الأليمة من طرف الجهات المخولة والإسراع في الكشف عن ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات واتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب الآجال لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا”.

بدوي يعزي وينهي مهام مدير “لوندا”

وفي السياق ذاته قدم، الوزير الأول نور الدين بدوي، التعازي باسم الحكومة لعائلات الضحايا، كما أمر بفتح تحقيق “بغية تحديد أسباب وملابسات الحادث الأليم واتخاذ الإجراءات اللازمة”، استنادا إلى بيان لمصالح الوزير الأول.

كما أنهى الوزير الأول نور الدين بدوي، الجمعة، مهام المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بن الشيخ الحسين سامي، حسب ما أورد التلفزيون العمومي.

وفي الوقت الذي سارع فيه وزير الثقافة السابق والأمين العام للارندي بالنيابة عز الدين ميهوبي بتقديم تعازيه لعائلات ضحايا الحادث الأليم عبر تغريده له على توتير التزمت مريم مرداسي الصمت ومعها كافة مصالح الوزارة، بما فيها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المنظمة والمشرفة على الحفل الصمت المطبق، حيث حاولنا أمس مرارا الاتصال بمدير الديوان وخلية الإعلام لمعرفة خلفيات الحادث لكن دون جدوى. فيما تم أمس تداول تغريدة منسوبة لمرداسي تعوز من خلالها الأحداث إلى التدافع وتزاحم الجماهير في الخروج من الملعب وتخلي سبيل التنظيم.

سولكينغ: لم أكن أعلم بوقوع ضحايا!

وعقب ساعات طويلة عن الحادثة خرج مغني الراب الجزائري المغترب “سولكينغ” عن صمته، ونشر منشورا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، معبرا عن صدمته مما جرى، ودافع عن نفسه بسبب الانتقادات التي طالته بسبب مواصلة الحفل رغم وقوع ضحايا، وقال: “لم أكن أنا ولا الفنانين الذين رافقونني على المسرح على دراية بهذه الحادثة وعواقبها المؤلمة قبل وأثناء الحفل الموسيقي مما يفسر استمرار أدائنا”.

https://www.facebook.com/SoolkingOfficiel/photos/a.707095536091934/1608024429332369/?type=3&__xts__%5B0%5D=68.ARAQgEpQ6i4-JVNq3n3SJXh91yz-Qdpwy2xuvMZn2yEjyiep6sViSbXaGo6dVaQcKSC_Hf-ek-9sCwrO7i5TEd2Nf7_3VqVXs9rxCgj5plegB1OoeHuDNEa2toLMNjHfOK4mudPdKox9kUDiMWZGC8BQeo0ahfWKEqCaZZA397xPINBKHvkkpjP_CUPbIMGjsOZ5pXLWOdc3WhRu6EpcAFewkSZMNV_rhdaYr5xigwlnHwqubmM2qr_yJ1KejFEaZlVx75Mr8_n6OKPPTJJh0hbc_N2jJ9hTD9HkCtj93CWNn8TX0DXzLVbQZw4M88YOkLngDJVRszXMvApegBaQHxFhLA&__tn__=-R

جدل على منصات التواصل الاجتماعي

وخلف الحادث غضبا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء بمعاقبة المسؤولين، وطالب بعضهم بإقالة وزيرة الثقافة ومدير ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وفي هذا الصدد طالب النائب البرلماني شافع بوعيش بالإقالة الفورية لكل من وزيرة الثقافة مريم مرداسي ومدير ديوان حقوق التأليف سامي بن شيخ وكتب بوعيش على حسابه الرسمي على الفايس بوك “تسجيل 5 وفيات في حفل “سولكينغ” بسبب التدافع وسوء التنظيم على وزيرة الثقافة والمدير العام لـ” لوندا” الاستقالة”.

وفيما لم يتم حتى الآن الحديث بشكل رسمي عن الأسباب وخلفيات الحادث الأيم الذي حول فرحة الشباب والعائلات إلى مأساة وكارثة إنسانية، سادت الجمعة، حالة من السخط على الشبكات الاجتماعية حيث انتقد مغردون خيار ملعب 20 أوت الذي لا يسع لأكثر من 25 آلفا حضروا الحفل خاصة أن مريم مرداسي تفقدت قبل انطلاق الحفل الملعب الذي احتضن الحفل وكان البعض منذ البداية انتقدوا خيار الاعتماد على ملعب 20 أوت الذي لا يسع للجماهير الغفيرة التي توافدت قبل أربع ساعات كاملة على مكان الحفل. وحسب شهود عيان وشهادات جرى تداولها أمس فإن التنظيم كان كارثة حقيقية حيث فشل المنظمون في التحكم في الأمواج البشرية التي تدفقت على الملعب من مختلف مناطق الوطن لم تسعها مدرجات الملعب حتى إن البعض منهم لجأ إلى شرفات المنازل المقابلة للملعب التي قامت بعض العائلات بكرائها لمتابعة أطوار الحفل.

للإشارة، كانت الطوابير التي عرفتها مكاتب الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة أثناء بيع التذاكر مؤشرا قويا على حالة الفوضى التي أدت إلى وقوع الكارثة نظرا للأعداد الغفيرة التي أقبلت على اقتناء التذاكر ما دفع بالبعض إلى انتقاد خيار منح ملعب 20 أوت لمغني يعرف إقبالا كبير في أوساط الشباب والمراهقين وازدادت شعبيته في الجزائر بعد الأغنية التي أطلقها أثناء الحراك الشعبي بعنوان “لاليبيرتي”.

https://www.facebook.com/kada.benamar.7/posts/10220353756935274

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2595865937099382&set=a.894351833917476&type=3

https://www.facebook.com/faycal.metaoui.7/posts/904565043239726

مقالات ذات صلة