-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حكام لا يخشون الله

ياسين معلومي
  • 2891
  • 1
حكام لا يخشون الله

تأثرت منذ عشرين سنة خلت وأنا أضع خطواتي الأولى في ميدان الصحافة، بقضية بقيت راسخة في ذهني إلى يومنا هذا، وامتدت آثارها وتبعاتها يومها إلى كل أنحاء العالم. وهي مطالبة فريق مرسيليا الفرنسي نادي فالونسيان بالتنازل له عن نقاط المقابلة. وكلف يومها رئيس مرسيليا برنار تابي أحد لاعبيه بالاتصال هاتفيا بلاعب من فالونسيان من أجل التنازل عن نقاط المباراة.. أشهرا بعد هذه القضية، رفعت الاتحادية الفرنسية دعوى قضائية بعد تلقيها رسالة من مجهول. وبعد البحث والتنقيب، ظهر الخيط الأبيض من الأسود، وكانت “مكالمة هاتفية” مفتاح القضية، وتم ضبط رئيس مرسيليا متلبسا، وحكم عليه بالسجن رغم أنه كان من الشخصيات الفرنسية الأكثر نفوذا في الميدانين السياسي والرياضي وقتها. وتقلد مناصب سامية في فرنسا، فكان وزيرا في الحكومة الفرنسية وصاحب شركات عالمية وله ثروة طائلة، ورغم ذلك دخل الزنزانة، ولم تُجد أمواله نفعا وكان عبرة لكل من يحاول التلاعب بنتائج المباريات…

أسبوعيا ومنذ سنوات يطل علينا رؤساء الأندية الكروية يتحدثون عن وجود الرشوة في الملاعب الجزائرية، دون أن تتحرك السلطات من اتحادية ووزارة، لرفع دعاوى قضائية ضد أولئك الذين يريدون تبرير فشلهم أمام أنصارهم وجمعياتهم العامة؟ المسؤولون عن الرياضة في الجزائر يبررون دائما عدم لجوئهم إلى القضاء بعدم توفرهم على دليل مادي يدينهم، وربما “محاباة” تمنعهم من إدانة هؤلاء الفاشلين، والقضايا التي تم اللجوء فيها إلى القضاء بقيت حبرا على ورق وأجلت إلى أجل غير مسمى.

تحضرني قضايا عديدة وئدت في المهد رغم أنها أحدثت يومها زلزالا رياضيا، غضت عنها الأبصار والقلوب، على غرار ما صرح به عضو المكتب الفيدرالي السابق نصر بغدادي الشجاع أمام مرأى ومسمع أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الجزائري منذ أكثر من أربع عشرة سنة، حين قال بأن الكرة الجزائرية متعفنة وبها حكام مرتشون يتقاضون أموالا، وذهب يومها بعيدا في طرحه.. وقال إن اللجنة المركزية للتحكيم التي كان يترأسها بلعيد لكارن ساهمت في تعفن سلك التحكيم. هل يعقل أن تباع ضربة الجزاء بعشرين مليون سنتيم والتسلل بخمسة ملايين والبطاقة الصفراء والحمراء لكلٍّ ثمنها.

المسؤولون عن الرياضة الجزائرية، يريدون القضاء نهائيا على ظاهرة الغش في كرة القدم الجزائرية، فالوزير محمد تهمي قال في افتتاح الملتقى الإقليمي لمكافحة الغش في الملاعب والفساد في كرة القدم، الذي نظمته الجزائر بالتنسيق مع منظمة الشرطة الدولية “الأنتربول”، بأن الجزائر تسلحت بالقوانين اللازمة في هذا المجال، والتي ستسمح لها بالتصدي مستقبلا لظاهرة الغش والفساد في كرة القدم. وحتى روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم أشار إلى أن ظاهرة الغش أصبحت تمس جميع القارات، مؤكدا على ضرورة تكاتف جهود جميع الهيئات الرسمية وكافة العاملين في الحقل الرياضي في الجزائر لمكافحة هذه الظاهرة بكل الطرق القانونية الموجودة، لكن الحقيقة أن الشارع الكروي أصبح يتداول قضايا غريبة، يعرفها العام والخاص، ويتحمل الجزء منها الحكام الذين أصبحوا لا يخافون الله، ولا حتى مسؤوليهم الذين يضعون فيهم الثقة ليكونوا نزهاء ويحافظوا على الميثاق الرياضي، فيدخلون الحرام إلى عائلاتهم ولا يعلمون أن الراشي والمرتشي والساعي بينهما في النار..

يحدث هذا أمام مباركة مسؤوليهم، الذين لا يهمهم ولا يستهويهم سوى المال الحرام.. تمنيت لو تضرب العدالة بقوة وتعطي درسا لهؤلاء الذين أفسدوا حلاوة الكرة على الأنصار والمتفرجين… كرة القدم التي كانت في وقت مضى فرجة ينتظرها الأنصار أسبوعيا في شتى أنحاء الجزائر ليشاهدوا لالماس وكالام وبطروني وبن شيخ وفندي وكروكرو وفريحة وبلكدروسي… أصبحنا اليوم لا نجد من يلعب في المنتخب الوطني ولجأنا إلى “استيراد” لاعبين لتشكيل منتخب وطني…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سقراط

    هذي يسموها القفازة فjargon ديالهم.......ربي يجيب الخير