-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انهيار الأسطورة البرازيلية في معاقلها

حكايات المونديال… سقوط ألمانيا والأرجنتين لا تضاهيها

ب. ع
  • 1747
  • 0
حكايات المونديال… سقوط ألمانيا والأرجنتين لا تضاهيها

يتحدث متابعو مونديال قطر بإسهاب عن فوز السعودية على الأرجنتين، واليابان على المكسيك على أنهما مفاجأتان نادرتان، لكن الحقيقة، أن أكبر مفاجأة هي سقوط البرازيل عام 2014، بسباعية في عقر الديار، وفي نصف النهائي، فلكل مونديال مفاجآته، ولكن مفاجأة مونديال البرازيل هي مفاجأة كل الدورات.

البرازيليون دخلوا الدورة من أجل دفن أسوإ ذكرى في تاريخهم، تعود إلى عام 1950 عندما خسروا الكأس أمام أروغواي، معتمدين على لعبهم على أرضهم وأمام أنصارهم وامتلاكهم لنجم يدعى نايمار، ولكن مباراتهم في ربع النهائي شهدت إصابة نايمار، وحوّلوا لقاءهم في النصف النهائي، أمام ألمانيا إلى أكبر تحدي، شارك فيه المناصرون، على أمل أن يكون التعب الذي نال من ألمانيا في الدورين السابقين خاصة أمام الجزائر بوقت إضافي، كفيل بترجيح كفتهم، وفي ملعب بيلو هوريزونتي، المفاجأة كانت في دفاع برازيلي بائس، تلقى في الدقيقة 11 طعنة أولى من ركنية حولها مولر في الشباك البرازيلية، ثم جاء دور الهداف التاريخي كلوزو ليضيف هدفا ثانيا في الدقيقة 23 ولم تمض سوى دقيقة حتى سجل كروس هدفا ثالثا، وبينما كان البرازيليون تحت الصدمة قتلهم برابع، بعد دقيقتين وأجهز عليهم سامي خديرة بخامس في حدود الدقيقة 29. تصوروا خماسية في أقل من نصف ساعة، فكان مناصرو البرازيل غير مصدقين، بعضهم طلب من الجالس أمامه أن يوقظه من الحلم أو الكابوس وآخرون بكوا مثل الأطفال إلى درجة النحيب، خمسة أهداف في مرمى البرازيل بعد 29 دقيقة، سجلت جميعها منذ الدقيقة 11 في ظرف 18 دقيقة فقط، وهو رقم لم يحدث في التاريخ إلا نادرا، فما بالك أن يكون في نصف نهائي كأس العالم وفي مرمى البرازيل.

الألمان بعد نهاية الشوط الأول راحوا يفكرون في النهائي، فليس منطقيا أن يبحثوا عن مزيد من الأهداف، على حساب طاقتهم البدنية بعد ست مباريات عالمية في ظرف وجيز، فمرّ الشوط الثاني بردا وسلاما على البرازيليين الذين صار حلمهم هو تسجيل هدفين أو ثلاثة، لحفظ ماء الوجه، ولكن اللاعب شورلي رفض حتى هذه الأمنية الصغيرة للبرازيليين، فسجل هدفين في عشر دقائق بين 69 و79 وأصبح الخوف من المزيد في شباك أكبر منتخب والمشارك الوحيد في العالم في كل المونديالات، بينما خشي البعض من أن يحطم البرازيل رقم سالفادور التي تلقت في مونديال 1982 عشرة أهداف كاملة من الهجوم المجري، ولكن رقم التهديف الألماني توقف عند السباعية مقابل هدف لصالح البرازيليين، وخرج أشبال المدرب سكولاري يبكون ويتوسلون جمهورهم بالسماح والصفح عنهم، بينما كان الشعب البرازيلي في شبه صدمة كادت تفقده وعيه وذاكرته.

السقوط البرازيلي المدوي، حوّل منتخب السامبا إلى منتخب من ورق، وهناك من شكك حتى في تاريخه وفي ألقابه الخمسة التي تحصل عليها، عار وفضيحة ومهزلة تلك كانت عناوين الصحف، بينما صار هدف الألمان هو الفوز بالكأس لأن الذي عبث بالبرازيل بهذه الطريقة لا يمكنه سوى أن يكون بطلا، وإذا كان الكثيرون قد اعتبروا النتيجة أكبر مفاجأة في التاريخ، فإن البعض لا يتصور حدوث مفاجأة مماثلة في العقود القادمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!