الشروق العربي
من هي بوبية حجوط؟

حكاية المحل رقم 11 في زنقة لعرايس

فاروق كداش
  • 4663
  • 3
أرشيف

بوبيجة حجوط، أو بوبية لقواس، مثل قديم ألفناه على لسان الجدات والأمهات، يضرب للمرأة المتكلفة، بالغة الأناقة والتبرج… ولكن وراء هذه الدمية قصة ورواية وتاريخ يتغلغل في الأزقة وزنقات العرايس الشهيرة… الشروق العربي تطرق المحل رقم 11.. فمن سيفتح الباب يا ترى؟

في المحل رقم 11، من نهج لالير في القصبة السفلى، جلس تاجر محنك ينظر إلى المارين والمارات خاصة، بعين متمحصة، وبين الفينة والأخرى كان يلتفت للنظر في واجهة محله بإعجاب وفخر، وبين زخم الملابس الفاخرة انتصبت دمية ميكانيكية ترتدي أجمل الطلات والقطع الرائجة في القرن الماضي من الزمن… وبين عشية وضحاها، أصبحت هذه الدمية أو المانكان حديث البلد ومزارا لآلاف الفضوليين والفضوليات، لرؤية ما سترديه الدمية كل اليوم… فقد كانت هذه البوبية تغير ملابسها، حسب الموضة والرواج، وتتوشح أجود أنواع القماش، من الحرير والساتان والمخمل والديباج… بمرور الوقت، أصبحت هذه الدمية مثلا تتداوله النسوة للحديث، إما بالخير أو بالسوء، عن الثريات المتكلفات في زينتهن… وتحول إلى ذم وقدح غيرة وحسدا، وكناية عن كل امرأة لا تجيد تنسيق الألوان والقطع.

الرجل وراء البوبية

وراء هذه الفكرة التجارية رجل اسمه إبراهيم حجوط، ومن هنا جاء اسم بوبية حجوط… ولكن من هو؟ وما هي قصته؟

ولد إبراهيم حجوط عام 1897 في القصبة، وهو ينحدر من منطقة غرداية، درس في مدرسة في شارع بوتان آنذاك، المواجه لجامع كتشاوة… ترعرع على حس التجارة، فامتلك محله المشهور، وهو في ريعان الشباب ثم اشترى حماما في شارع سولفيرونو سابقا، حمل أيضا اسم حمام حجوط.

واشتهر في القصبة وضواحيها بفضل كرمه وأعماله الخيرية، وكان من مناصري مولودية الجزائر، وتقلد منصب رئيس الفريق في سنوات الثلاثينيات.

ولما ارتبطت الرياضة بالحركة الثورية، كان إبراهيم حجوط من بين النشطاء والساعين إلى استقلال الجزائر… وألقى المستعمر القبض عليه أول مرة، سنة 1956 ثم مرة ثانية في 1962.. وقد عذب أشد عذاب، فاستشهد متأثرا بجروحه عن عمر ناهز 65 سنة.

مقالات ذات صلة