حملات تحسيسية لمواجهة مجازر الطرقات في رمضان

أضحت حوادث المرور الهاجس اليومي للجزائريين، ومصدر حصد الكثير من الأرواح، والجرحى، فرغم كل القوانين الرادعة، والحملات الداعية إلى توخي الحيطة والحذر، لا تزال هذه الحوادث تتصدر تدخلات رجال الحماية المدنية.. رمضان هذا الشهر الذي تزداد فيه حمى السياقة المجنونة، وخطرها، ويصبح” النعاس”، وقلة النوم من أكبر أسبابها، الأمر الذي جعل بعض الجمعيات والمختصين في الوقاية من حوادث المرور يدقون ناقوس الحذر مع اقتراب الشهر الكريم.
وأطلقت الجمعية الوطنية للوقاية من حوادث المرور “طريق السلامة”، هذه الأيام حملات مكثفة للتوعية والتحسيس بمخاطر الاستهتار في أثناء السياقة، والمجازر التي يتسبب فيها التجاوز الخطير، والسرعة الفائقة، حيث أكد رئيس الجمعية حسين بورابة، أن الحملات شملت لافتات ورقية تحمل صورا مؤثرة لحوادث المرور، ومكتوب عليها شعار “أبي.. نحن في انتظارك”، علقت خلف مقاعد سائقي السيارة والحافلات عبر 27 ولاية في انتظار تعميم ذلك على باقي الولايات.
ودعا حسين بورابة، في تصريح لـ”الشروق”، إلى تطبيق عقوبات صارمة ضد المتهورين والمستهترين في أثناء السياقة، وتوقيف كل من يخالف قوانين المرور، وعلى أن يكون الردع الحقيقي خلال شهر رمضان 2024، ليكون بداية لتحقيق جزء كبير للوقاية من حوادث المرور في الجزائر، وزرع التربية المرورية، والسياقة الجيدة عبر طرقات رئيسية وسريعة وداخل المدن.
وقال بورابة، إن الإجراءات الصارمة خلال رمضان القادم ستتزامن مع مشروع قانون المرور الجديد، الذي عرضه مؤخرا وزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، أمام لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية بالمجلس الشعبي الوطني.

هاجس النعاس والمناورين في الطرقات.. البحث عن حلول!
وأوضح رئيس جمعية الوقاية من حوادث المرور “طريق السلامة”، حسين بورابة، أن الخطر الكبير الذي يهدد الحركة المرورية خلال رمضان وبداية من الأسبوع الثاني، هو استهتار الكثير من السائقين الشباب الذين ينامون إلى منتصف النهار ثم يخرجون بعد الظهر أو العصر، للتجول بمركباتهم بحجة “قضاء الوقت” أو ما يقال بالعامية “نجوزو الوقت”، في حين إنهم يعرقلون الحركية المرورية ويعرضون سائقين آخرين للخطر ولحوادث بعد الخروج من العمل.
ويرى أنه من الضروري تكثيف دوريات مصالح الدرك والأمن، ووضع السائقين تحت مجهر الجهات والسلطات الأمنية.

مساجد مدعوة إلى الدخول على خط حملات “حوادث المرور”
وفي ذات السياق، أكد علي شقيان، رئيس الأكاديمية الوطنية للسلامة المرورية، لـ”الشروق”، أن حوادث المرور تعرف زيادة رهيبة مع بداية ونهاية رمضان في الجزائر، وعلى هذا الأساس يجب التجنّد بكل الطرق والأساليب لتفادي عدم تكرار نفس السيناريوهات السابقة، حيث تحضر الأكاديمية بحسبه، لحملة واسعة النطاق تحت شعار “رمضان بدون حوادث مرور”، لتكون بالموازاة مع حملات مصالح الأمن والدرك والجهات المعنية بالتقليل من حوادث المرور.
وقال إن مرافقة كل القطاعات المعنية، سيعمق هدف الحملة، ويأتي بنتائج حسنة، من خلال التأثير والاستجابة، حيث اتخذت الأكاديمية، بحسب شقيان، إجراءات استباقية للتنسيق أيضا مع المساجد التي ستكون لها التأثير القوي من خلال خطب الجمعة، ودروس الوعظ والإرشاد، خاصة أن الإقبال عليها خلال الشهر الكريم سيكون كبيرا.
وأوضح أن مشاركة قطاع الشؤون الدينية، من خلال المساجد والمسجد الأعظم سيسهم كثيرا في غرس الوعي، والتربية المرورية، واحترام قوانين المرور.

المسجد الأعظم.. إقبال كبير يستدعي التنظيم الكبير للحركة المرورية
وقال المتحدث، إن بداية دخول خدمة المسجد الأعظم مع رمضان 2024، سيشكّل ضغطا مروريا، خاصة مع بداية صلاة التراويح، حيث بدأت بعض بلديات الوطن، تنظم رحلات للنقل الجماعي، وهذا يساهم في تقليل المركبات، مضيفا أن مثل هذه الإجراءات يجب أن تعمم عبر جميع بلديات الوطن، وأن تتخذ أيضا إجراءات استباقية تنظيمية على مستوى محيط المسجد لمواجهة الحركة المرورية والاكتظاظ وتجنب حوادث المرور.
وقال علي شقيان، إن المسجد الأعظم الرمز الديني الذي دخل الخدمة سيشد اهتمام وانتباه المصلين والزائرين له، ويمكن من خلال دروس الوعي والوقاية من حوادث المرور أن يترك أثرا بالغا وإيجابيا للحد من مجازر الطرقات، ودعا وزارة الثقافة إلى المشاركة في حملات الوقاية من حوادث المرور، وخاصة خلال شهر رمضان، عن طريق أفلام قصيرة ومحتويات ثقافية توعوية.
للإشارة، فإن حوادث المرور في الجزائر تحصد سنويا 3400 ضحية وأكثر من 30 ألف جريح و3 آلاف معوق وتتسبّب في خسارة مالية تقدّر بمليار دينار جزائري.