حملات لتسقيف المهور وتخفيف تكاليف الزواج
أثارت موجة التقشف التي تمر بها البلاد وتداعياتها السلبية التي قد تزلزل العائلات محدودة الدخل والفقيرة بأكثر حدة خلال الشهور والأيام المقبلة حالة من الخوف لدى المقبلين على الزواج، ولم يجد الشباب سوى اللجوء إلى صفحات المواقع الاجتماعي لنشر مقترحاتهم على البنات والأولياء بغية تسقيف المهور وتخفيفها بالقدر الذي يمكن كل مقبل على الزواج إكمال نصف دينه دون استدانة، وبالتالي تسهيل فك “شبح العنوسة” الذي عشعش في مجتمعنا بسبب الغلو في المهور حتى أصبح الفقير في يومنا ينافس الغني ويكلف نفسه لإرضاء عروسه وأهلها كي لا تكون أقل شأنا من صديقتها..جارتها والقائمة تطول.
المهر أو “الصداق” تلك القيمة المادية التي حددها الشرع يلتزم بها الرجل “الزوج” إكراما للمرأة قبل زواجه منها، ولأن الظروف والإمكانيات تتغير بتغير الأزمنة، فقد يجد الشاب نفسه بين مطرقة الاستدانة وسندان غلاء المعيشة، لا سيما ببعض مناطق الوطن التي تعرف غلوا في المهر كولايات بشرق وغرب الوطن شأن عنابة، قسنطينة، تلمسان ..وغيرها، ولمعرفة آراء المواطنين حول الموضوع، تقربنا من بعضهم فكانت أصداءهم مختلفة ما بين مؤيد للفكرة ورافض لها..ولأن القضية تخدم الشباب على وجه الخصوص فقد بارك أغلبهم الموضوع الذي بإمكانه التخفيف من شبح العنوسة بين الفتيات .
يقول أحمد الذي اقترح مبلغ 80 ألف دينار كمهر مسقف بين مختلف المقبلين على النكاح، بالمقابل تباينت آراء الفتيات حول الموضوع، فمنهن من تشجعت للفكرة التي يمكن بها أن تساعد زوجها المستقبلي على تخطي هاجس الخوف من الزواج بسبب غلاء المهور التي أصبحت بمثابة تباهي بين العائلات والجيران والفائز في القضية هو من تقدم بأكثر لابنته، وتقول في هذا الصدد جميلة إنها مع الفكرة، لكن ضد جمع التسقيف ما بين ميسوري الحال والفقراء، فعلى كلاهما منح زوجته “صداق” حسب مقدوره إكراما لها.
وفي هذا الإطار يقول الأستاذ والإمام بمسجد السنة ببرج البحري عبد الصمد قويدر، إن الفكرة يجدر طرحها خدمة لمشروع الزواج، وتيسرا على كثير ممن أصبح هذا الرابط يمثل لهم هاجسا مجهولا، جعل الكثير يعزفون عن فكرة الاقتراب منه، وأضاف المتحدث أن المهر هو المال الذي تستحقه الزوجة على زوجها بالعقد عليها، حيث اتفق جماهير المسلمين على مشروعيته والشريعة الإسلامية لم تجعل قدرا محددا للمهر أو الصداق، قائلا إنه إذا ما استحضرنا تجربة آباءنا وأجدادنا وأقمنا مقارنة بينها وبين واقعنا لوقفنا على فوارق عجيبة وكبيرة تتسم باليسر وكانت نتائجه الاستقرار والمودة، الرحمة.
وعاد الإمام ليتحدث عن ما نعيشه اليوم من تغال في المهور ومزايدات في الصداق مشبهه بالمزاد، الأمر الذي أخرج الزواج عن مقصده وما كثرة الديون الناتجة عن مثل هذا النكاح والتعدد الرهيب لحالات الطلاق إلا نتاج وثمرة لهذا السلوك الخاطئ، مضيفا أنه لا يوجد مانع من اللجوء إلى تسقيف المهور تسهيلا وتشجيعا للشباب على المساهمة في بناء مجتمع، تكون باستشارة المهتمين بمثل هذه المواضيع من أئمة وأهل اختصاص وتجربة وفي حالة تغير الأوضاع –يقول الإمام فلا مانع من رفع هذا التسقيف.