الجزائر
80 "راغبا" قبل شهر من انتهاء آجال سحب استمارات الترشح

حملة انتخابية مبكرة.. ومفاجآت منتظرة

نادية سليماني
  • 13747
  • 55
الشروق أونلاين

سحب كل من الوزير الأول الأسبق، عبد المجيد تبون، ورئيس حزب التحالف الجمهوري، بلقاسم ساحلي استمارات اكتتاب التوقيعات، فيما لم ينتظر علي بن فليس كثيرا، ليفتح النار على تبون واصفا إياه “بمرشح العهدة الخامسة باسم جديد”، ليرد عليه تبون بطريقة دبلوماسية “سي علي حر يقول ما يشاء، أنا تربطني به علاقة منذ 1977 يوم كنت أمين عام بولاية باتنة وهو محام”.

ليبقى عنصر المفاجأة قائما، بترشح شخصيات جديدة وغير متوقعة، الأيام المقبلة، في وقت تتحدث فيه أنباء متواترة عن استعداد الأمين العام الأسبق للأفلان عبد العزيز بلخادم، ووجوه وازنة أخرى لإعلان ترشحها.

أبدى إلى غاية الخميس المنصرم، 80 راغبا في الترشح للانتخابات الرئاسية، بينهم 3 نساء، بعد سحبهم استمارات اكتتاب التوقيعات. وحسب تصريح المكلف بالإعلام لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، علي ذراع، فإنه من ضمن الراغبين في الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر، رؤساء أحزاب، ومنهم رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة الحكم الراشد عيسى بلهادي، رئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، بالإضافة إلى رئيس حزب التجمع الجزائري، علي زغدود، رئيس حزب الجزائر للرفاه، مراد عروج. كما سحب الرئيس الأسبق للحزب الوطني للتضامن والتنمية، رابح بن شريف، استمارات اكتتاب التوقيعات، بصفته مترشحا حرا.

تبون: عاقبوني ونزعوا صورتي من جدران قصر الحكومة

وفضلت شخصيات سياسية، سحب استمارات إكتتاب التوقيعات، بصفتهم مرشحين أحرار، ويتعلق الأمر بكل من الوزير الأول الأسبق، عبد المجيد تبون، والذي حضر شخصيا، الخميس، إلى مقر السلطة الوطنية للانتخابات، مبديا نيته في الترشح، مصرحا “الوقت صعب، لذا هو ليس للجدل ورفض الآخر”، مضيفا “يجب إعادة بعث البلاد والجزائر بحاجة لكل أبنائها، ومن باب أن لدي تكوينا اقتصاديا فإن الأولوية ستكون للاقتصاد ويجب أيضا إرجاع الطمأنينة للشعب وتهدئة الأمور”.
وقال تبون أنه يجب إحداث القطيعة مع الممارسات السابقة، متعهدا بضمان حرية الصحافة على سبيل المثال، مؤكدا مواصلة محاربة الفساد، مضيفا أنه كان هو وابنه ضحايا للعصابة “حتى صورتي نزعت من جدران قصر الحكومة”. وقد اختار السفير عبد الله باعلي، مديرا لحملته الانتخابية.

بن فليس: عارضت بوتفليقة عندما كان في عز قوته وجبروته

مرشح طلائع الحريات، علي بن فليس، الذي أعلن الخميس، نيته الرسمية في الترشح للرئاسيات، خلال أشغال الدورة السابعة للجنة المركزية، لم ينتظر كثيرا ليفتح الجبهة ضد منافسه في الرئاسيات، فقال في تصريح غريب “ترشح تبون هو تشويه للرئاسيات”.
وقال بن فليس، خلال ندوته الصحفية الخميس، أنه عارض النظام السابق، والرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، عندما كان في عز قوته وجبروته، وعندما كانت تسانده كل المؤسسات الإدارية والولاة، مضيفا أن النظام السابق، جعل مؤسسات الدولة، كالمجلس الدستوري والبرلمان والحكومة، مكبلة الأيدي، وعاجزة عن إيجاد الحلول للأزمات المطروحة في البلاد.
وانتقد متابعون هجوم بن فليس على تبون، مذكرين اياه بأنه هو الذي كان محسوبا على النظام السابق، إذ سبق له ادارة حملة بوتفليقة لرئاسيات أفريل 1999، كما شغال منصب مدير ديوان الرئاسة ورئيس الحكومة في عهد بوتفليقة، مستغربين تزامن هذه “الهجمة” مع حملة شنها “الذباب الالكتروني” ضد تبون الذي أنهيت مهامه في صائفة 2018 بسبب محاربته للفساد ورموز العصابة، وقد اتضح ذلك للرأي العام في ما عُرف بـ”لقاء المقبرة”.
أما الهجوم الأكبر فناله المحسوب على أحزاب الموالاة، المُرشح بلقاسم ساحلي، والذي كان مدافعا شرسا حد الاستماتة عن المرشح للعهدة الخامسة، عبد العزيز بوتفليقة وفي عز تدهور وضعيته الصحية، وحتى مع بداية الحراك، لدرجة تهكم بعض المُعلقين على ترشح ساحلي فقالوا “أعطني وجه ساحلي نقابل بيه…”.

الأرندي يختار مرشحه وحمس تتحدث عن مفاجأة

حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يتواجد أمينه العام أحمد أويحيى في سجن الحراش في قضايا فساد، يبدي استعداده للمشاركة في سباق الانتخابات 12 ديسمبر المقبل، فحسب ما ورد في بيان للحزب الجمعة، فإنه تقرر سحب استمارات التوقيعات الخاصة بملف الترشح للانتخابات الرئاسية، يوم الأحد المقبل، مؤكدا بأنه سيعلن عن مرشحه من قبل المجلس الوطني يوم الأحد 4 أكتوبر المقبل.
فيما لوّحت حركة “حمس” بوجود مفاجآت في الرئاسيات المقبلة، ستكشف عنها دورة مجلسها الوطني المنعقدة السبت. فهل سيترشح عبد الرزاق مقري، أم سيتكتل “الإسلاميون” حول مرشح توافقي؟
ويرجح ملاحظون، أن يدفع “الأرندي” المحسوب على أحزاب الموالاة للسلطة السابقة، بأمينه العام، عز الدين ميهوبي لخوض غمار الرئاسيات، وهذا ما سنكتشفه يوم الغد.

بلخادم قد يعود هذا الأسبوع

أما المفاجآت الأخرى برأي متابعين، فقد تكون بترشح كل من أمين عام جبهة التحرير الوطني السابق، عبد العزيز بلخادم، في حال صدقت الأخبار المروجة حول الموضوع.

فالرجل “الهادئ” الذي تجاوز العقد السابع من عمره، وغادر الأفلان من “أضيق أبوابه” شهر أوت 2014، وتم حرمانه من كل المهام الرسمية داخل الدولة والحزب، بقرار من بوتفليقة آنذاك، ينتظر أن يعود هو الآخر من باب رئاسيات 12 ديسمبر كمرشح حر.

إلى ذلك، كشف المكلف بالإعلام بالسلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات، علي ذراع، أن عملية المصادقة على استمارات التوقيع للمترشحين لم تعد حكرا على البلديات. وتحولت عملية المصادقة، لتشمل المحلفين الحاملين لصفة الضبطية القضائية كالموثقين والمحضرين القضائيين.

وبرّر المتحدث، هذا الإجراء، بأنه جاء على خلفية طعون وشكاوى رفعتها، بعض ممثلي الأحزاب والشخصيات إلى السلطة الوطنية المستقلة، ومنها رفض بعض البلديات، المصادقة على استمارات التوقيع للمترشحين المحتملين.

مقالات ذات صلة