-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تأسفت لعدم زيارتها الجزائر..

حنان ترك: حجابي زادني فتنة وإغراء

الشروق أونلاين
  • 11705
  • 0
حنان ترك: حجابي زادني فتنة وإغراء

أعربت الفنانة المصرية حنان ترك في الحوار الذي خصّت به مجلة “الشروق العربي” عن أسفها الشديد جرّاء عدم زيارتها الجزائر بعد، وأكدت لنا أنها تنتظر أي فرصة تسمح لها بذلك، كما عرجت على سيرتها الفنية وكيف انتقلت من عالم السينما والتلفزيون والمسلسلات إلى أعمال خاصة بالأطفال، هذا إلى جانب تطرقها إلى قضية حجابها والانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها، ودعت النخبة والمؤسسات الإعلامية والفنانين للنهوض بواقع إعلام الطفل والعمل على تصحيح مساره، رافضة كل أشكال العنف والتطرف وأمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار…

 *مرحبا بك ضيفة على جمهورك بالجزائر من خلال مجلة الشروق العربي؟

شكرا على الاستضافة، وأود أن أقولها بصريح العبارة “تمنيت زيارة الجزائر”، لكن لم أتلق دعوة. وأعترف أنني مقصرة جدا بهذا الشأن وباتجاه جمهوري العزيز بالجزائر، وإن شاء الله تكون لي فرصة  لزيارة هذا البلد الجميل.

  *الكثير روج لشائعات قرار اعتزالك الفن، بعد ما قررت ارتداء الحجاب؟  

صحيح، لكن الشائعات لن تتركني مهما حاولت، فهذا هو عالم الفن، بالعكس أنا جد مرتاحة ولم يمنعن الحجاب والالتزام عن ممارسة التمثيل، لكنه جعلني أكثر عرضة للانتقادات، وحسب ما استنتجته..”لما تحجبت أثرت الفتنة والإغراء أكثر مما كنت متبرجة”.

 *برأيك ما هو السبب وراء كثرة الانتقادات التي  تعرضت لها وما هو ردك عليهم؟

تبتسم.. وتواصل حديثها.. أنا أرى الأمور بإيجابية وأركز على النصف المليء بالكأس ولكن هذا لا يمنع أننا وسط مجتمع يفكر بسلبية. أعتقد أن الاهتمام بشكلي وبأناقتي وحبي للألوان، وعدم اعتزالي التمثيل وراء حملة الانتقادات، لكنني أقدم رسالة بفني ولن أتراجع وأقول لهم الحجاب لا يمنع من الفعالية في مجتمعك ويزيد ثقة المرأة بنفسها ويجعلها ترى الأمور بوضوح وليس عائقا لنجاحها بدليل أن مسلسلاتي بعد الحجاب كلها كانت ناجحة، أطالبهم بالاجتهاد والبحث أكثر مني في الدين. 

*حنان ترك أم لـ5 أولاد، كيف توازنين ما بين شغلك وبين تربيتك لهم؟

بطبيعة الحال الأمر ليس سهلا، لدي مسؤولية كبيرة وتربية الأطفال أمانة رهيبة وصعبة جدا، وأول شيء سنحاسب عليه عند ربنا. أنا أم لـ5 أبناء يوسف وعمره 20 سنة، آدم 16 سنة،محمد 8 سنوات، مريم 3 سنوات، منى سنة واحدة، وأود أن أضيف أنني لم أخبئ أبنائي عن الإعلام،  وأشكر الله الذي منّ علي بهم، لذلك قررت في الفترة الأخيرة أن أركز كل طاقاتي في تربيتهم وضحيت ببعض الأعمال من أجلهم. خبرة الحياة لا مفر منها، وأي حاجة ندركها يجب أن نطبقها وأدركت منذ فترة أنه من أولوياتي في حياتي الاعتناء بأولادي.

* هل تلقيت أي تكوين في مجال المسرح والسينما أو الفنون بشكل عام؟

لم أتلق أي تعليم أو تكوين من السينما أو المسرح.  درست في معهد الباليه حيث ظهرت موهبتي الفنية  لما كان عمري 9 سنوات، حتى شاهدها المخرج “خيري بشارة” أثناء عرض مسرحية “ماكبث” ورشحني للعمل عام 1991م في فيلم “رغبة متوحشة”، ثم شاركت في المسلسل الاجتماعي “المال والبنون” الذي شهد الجزء الأول منه بطاقة تعارفي مع الجمهور، لكنني اعتبر كل مخرج وكل كاتب سيناريو وكل فنان اشتغلت معه بمثابة المدارس الخاصة لي والتي تعلمت واستفدت منها الكثير وتتلمذت على يديه، مثل الفنان القدير يحيى الفخراني ونور الشريف اللذان ساعداني كثيرا على تقنيات التمثيل والمخرج يوسف شاهين اعتبره أهم محطة في حياتي المهنية منحني ثقته وكل دعمه حتى يسطع نجمي في عالم السينما.

*لقد ركزت كل اهتماماتك في الفترة الأخيرة على الأطفال. حدثينا عن تجربتك وعن مشروعي استديو  مجلة نونة؟

لقد شاركت في عملية “الدوبلاج” وأضفت صوتي للعديد من الأعمال الكرتونية مع زملاء لي أذكر منهم الفنان أحمد السقا ومنى زكي وأضفت صوتي أيضا على العديد من المسلسلات الكارتونية الدينية التي كانت تبث شهر رمضان الفضيل. تُعد تجربتي في مسلسل “سارة” هي المحطة التي دخلت منها إلى تجربة العمل في المحتوى الفني المخصص للطفل، حيث جاءت فكرة “نونة” -شخصيتها الكرتونية- من شخصية سارة نفسها، حتى أن الفنانة “الرسامة” التي نفذت “نونة” استندت إلى ملامح سارة، وشخصيتها. المجلة راودتنا كفكرة سنة 2005 واشتغلنا عليها لمدة سنة ونصف إلى أن طبعنا أول نسخة سنة 2007، والآن الحمد لله وصلنا إلى العدد 33، ونحن نشجع الأطفال على القراءة والكتابة والرسم وكيفية صناعة أفلام الصلصال والرسوم المتحركة من خلال ورش ننظمها باستديو نونة.

*هل سبق وأن واجهتك مشاكل في المحتوى إثر قيامك بالدوبلاج لأحد الأعمال الموجهة للأطفال؟

نعم، للأسف وكان ذلك حول المحتوى الإعلامي والفني المستورد للأطفال. خلال مسيرتي الفنية عملت على “دوبلاج” واحد من أفلام كرتون الأطفال الأمريكية، وكنت جد متحمسة في البداية، إلا أنني  صدمت بعد تسجيل عدد من الحلقات، حيث وجدت سلوكيات، وأخلاقيات لا تنتمي للثقافة العربية والإسلامية بصلة، لذلك لم أواصل العمل في أجزائه الثانية والثالثة، وهذا ما يعرف بالعادات والثقافة الدخيلة والخطيرة على مجتمعاتنا العربية وعلى أجيالنا الصاعدة على وجه الخصوص.

* تطرقت في حديثك مع الإعلاميين إلى نقطة مهمة متعلقة بما يشاهده الطفل العربي حاليا بمختلف المنابر الإعلامية أو القنوات التلفزيونية؟ 

 نعم، وهذا أمر مؤسف وخطير يؤثر سلبا على مستقبل الأجيال الجديدة في ظل ما يقدم لهم من مواد تشجع على العنف والقتال، وأرى أنه من الضروري تكاتف جهود المؤسسات مع الفنانين للنهوض بواقع إعلام الطفل والعمل على تصحيح مساره، وسأتبنى مبادرة دعم وتوعية الشباب والطفل لمحاربة كل أشكال التطرف والعنف في وطننا العربي.

*حسب تجربتك الفنية، ما هو الصعب في نظرك ما تقدمينه للكبار أو للصغار؟

والله الصعوبة تكمن فيما نقدمه للصغار، لأن الطفل أمانة فهو مثل الاسفنجة التي تمتص المعلومات ويجب أن نحرص على المضمون والمحتوى الذي نقدمه له، كوننا نساهم في تنمية قدراته الفكرية ونمو خياله، لذلك يجب أن يكون المحتوى خاليا من السلبية، وكل همي الآن أن أنجح في تقديم شخصية “نونة” وأقدر أوصل لهم اللي أنا أحلم بيه، في فيلم كرتوني أو مسلسل موجه للأطفال وسأشرع فيه قريبا بعد شهر رمضان المعظم.

*هل ستصمد مجلتكم الورقية في ظل التنافس الشديد للنسخة الإلكترونية وقلة الدعم وغلاء الطباعة؟

هذا الأمر حقيقة جد صعب، لكننا نحاول قدر المستطاع الصمود في وجه الصعاب من خلال إرادتنا القوية ورسالتنا الهادفة ونبحث عن مصادر دعمنا من خلال بعض الإعلانات -الإشهار- لكن هذا غير كاف، ومجلتنا الآن تنشر خارج مصر بالسعودية، تصدر عن استديو نونة، وهي توزع بقطر والبحرين وعمان والإمارات ومصر والكويت  وتضم 52 صفحة.

*حدثينا عن آخر نشاط قدمته للأطفال، وهل كان مُثمرا؟

شكرا لمنحي هذه الفرصة. آخر لقاء نشطته وحضره العديد من الأطفال من مختلف دول العالم اجتمعوا بنفس المكان والزمان كان إثر مشاركتي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل شهر أفريل المنصرم بدولة الإمارات العربية المتحدة. تجولت في مُعظم بلدان العالم العربي، وكنت ضيفاً على الكثير من مهرجاناتها، وملتقياتها، إلا أنني لم أجد عناية واهتماماً بالطفل مثل ما وجدته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث يرافق أجنحة دور النشر المتخصصة بأدب الطفل، فعاليات وورش حيّة تقدم للأطفال واليافعين مهارات ومعارف، تضيف إليهم خبرات، وتكشف لهم عن مواهبهم، الأمر الذي يستدعي القول إن الشارقة نموذج لم أجد له مثيل في العناية بالأطفال وثقافتهم، وينبغي أن تحذو حذوه سائر البلدان العربية، وأشكر جدا حاكم الشارقة وقرينته على الدعوة ولدعمهما المتواصل للأطفال والأسرة والمبدعين بمختلف دول العالم. حقا تفاجأت بثقافة الأطفال وخيالهم الواسع وسرعة إدراكهم لما سمعوا قصتي وتفاعلوا معها واستنتجوا الأفكار الأساسية والمغزى منها، طرحهم للأسئلة أكبر دليل على ذلك، ولو ركز العالم العربي على الأطفال في الأعوام المقبلة سيبني جيلا لا يقهره أي شيء. كما أود أن أوجه تحية لهيئة الشارقة للكتاب وفريق الشبكة الوطنية للاتصالات والعلاقات العامة على الجهود المبذولة لإنجاح هذا العرس الثقافي بامتياز.

*كلمة ختامية توجّهينها لجمهورك ولقراء مجلة الشروق العربي؟

أوجه لكم الشكر والتحية على منحكم لي هذه المساحة بمجلتكم الراقية التي سمعت عنها وأتمنى لكم المزيد من النجاحات والتوفيق، وأرجو أن تأخذ أفكاري بمحمل الجد، حقا نحن بحاجة إلى إعلام هادف يهتم بالطفل ويحارب الأفكار السلبية وكل ما ينشر الفتن والبغضاء ويدعو إلى التطرف والعنف، وأتمنى أيضا أن يوفقني الله وأنشر أول مجلة من صنع الأطفال من سن 7 إلى غاية 10 سنوات، و يا رب  يعم السلم والأمان كل دولنا العربية الإسلامية وفي مختلف دول العالم .


دردشة جانبية مع حنان 

*أنا لا أكتب القصص لكنني أعيد صياغتها وأقدمها بصوتي للأطفال.

*أقرب صديقة لي وعمرها ما خانتني “أمي الله يرحمها”.

* أحس أن النباتات تتنفس سعادة لما أحاورها وأتكلم معها وأعتني بها.

*صديقي الصدوق هو الكتاب.

*أطفال فلسطين من الأطفال المبدعين والمتميزين.

*محتاجين فعلا نثقف أنفسنا بما يقدمه الأطفال.

*رواد الثقافة الأدبية والفكرية همّشوا الطفل في أعمالهم.

*علينا أن نخرج من مسألة الأكل والشرب ونهتم بالفكر.

*أصوات النجوم تصنع نسبة مشاهدة الفيلم الكرتوني

*السعادة الحقيقية تكمن في تطبيق ما قرأت بحياتك.

*اكتشفت أنني أتمتع بشخصية طفولية وأميل لهذه الفئة أكثر من الكبار.

*الاختلاف هو الخيال الواسع ببساطة هو الإبداع.

*المبدع هو من يستطيع إيصال أفكاره لأكبر عدد من الناس.

 

محطات في حياة حنان ترك

*فنانة مصرية، اسمها بالكامل “حنان حسن محمد عبد الكريم”، ولدت يوم 7 مارس عام 1975م في اليونان، هي الابنة الوسطى لعائلة متوسطة الحال، حيث كان والدها يمتلك مصنعاً للملابس تحت اسم (الترك للملابس)، ولديها شقيقان هما “حسين – حسام”.

درست “حنان” في معهد الباليه، حيث ظهرت موهبتها الفنية وهي لا تزال في التاسعة من عمرها، حتى شاهدها المخرج “خيري بشارة” أثناء عرض مسرحية “ماكبث” ورشحها للعمل عام 1991م في فيلم “رغبة متوحشة”، ثم شاركت في المسلسل الاجتماعي “المال والبنون” الذي شهد الجزء الأول منه بطاقة تعارفها مع الجمهور.

*كما ظهرت في بداية مشوارها الفني كموديل في عدد من الإعلانات التجارية والأغاني المصورة منها أغنية للفنانة “ماجدة الرومي” بعنوان “آدم وحنان” وأغنية للفنان “هاني شاكر”، إلا أن موهبتها الفنية لفتت الأنظار إليها لتشارك بعد ذلك في العديد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية منها “نونه الشعنونة” للمخرجة إنعام محمد علي.

*جاءت الانطلاقة الفنية للفنانة “حنان ترك” مع المخرج العالمي “يوسف شاهين” الذي قدمها بشكل مختلف من خلال فيلم “المهاجر” عام 1994م ثم فيلم “الآخر” عام 1999م ليخطو بحنان بضعة أميال إلى الأمام في طريقها الفني، كما ربطت بينهما علاقة قوية امتزج خلالها مستقبلها الفني مع حياتها الشخصية، خاصةً عقب وفاة والدها فأصبح “شاهين” صديقاً مقرباً لها ولزوجها وأولادها.

*من أبرز أعمالها التلفزيونية: نصف ربيع الآخر- لن أعيش في جلباب أبى – المال والبنون – أميرة في عابدين – أوبرا عايدة – سارة – أولاد الشوارع – هانم بنت باشا – القطة العميا، كما اشتركت بصوتها في بعض الأعمال للأطفال منها: “سوبر هنيدي” و”بسنت والدياسطي” و”عائلة سيمبسون”.

*بالإضافة إلى عدد من الأدوار السينمائية المتميزة منها: سهر الليالي – الآخر – العاصفة – إسماعيلية رايح جاي- جاءنا البيان التالي – تيتو – حب البنات – حراميه في كي جي تو – الحب الأول – أحلى الأوقات – الآباء الصغار- قص ولصق – أحلام حقيقية، إلا أنها لم تشارك سوى في عمل مسرحي واحد تحت عنوان “طرائيعو”.

*نالت الفنانة “حنان ترك” العديد من الجوائز خلال مشوارها الفني وقد تم تكريمها وتكريم أفلامها في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية والعربية، حيث حصلت علي جائزة أفضل دور ثان نسائي في المهرجان القومي للسينما المصرية عام 2001م عن دورها في فيلم “العاصفة”، كما حصلت علي جائزة أشجع ممثلة عن قبولها لدورها في فيلم “دنيا” عام 2005م.

*قدمت حنان ترك  العديد من الأعمال الفنية التي تناقش قضايا الطفل مثل ظاهرة انحراف وتشرد الأطفال من خلال مسلسل “أولاد الشوارع”، وفيلم “تيتو”، وكذلك تناولت بعض مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مسلسل “سارة” وكذلك مشكلة التسرب من التعليم ومحو الأمية من خلال العمل الفني “نونة الشعنونة”، شاركت في بطولة أعمال عربية بمشاركة أطفال من سوريا، فيلم “الآباء الصغار”، في عام 2005 أسست ستوديو نونة للإنتاج الفني للأعمال الفنية الخاصة بالأطفال حتى سن المراهقة وذلك من خلال تقديم مشاريع: مجلة نونة التي تمثل شخصيتها الكرتونية، وتحتوي على العديد من القصص المصورة والقصص النصية المدعومة بالرسوم وبالأبواب والموضوعات المتنوعة التي تقدم تراثنا الأصيل بشكل هادف وبناء. 

*في عام 2006م قررت “حنان ترك” بعد فترة طويلة من التردد والتفكير ارتداء الحجاب مما عرضها لانتقاد شديد من العاملين في الفن، خاصةً بعد قرارها الاستمرار في التمثيل بالحجاب، وإلى جانب العمل الفني قامت “حنان” بافتتاح “كوفي شوب” تحت اسم “صبايا كافيه” لخدمه المحجبات فقط، كما قامت بإنشاء محل لتصفيف الشعر (كوافير) للمحجبات فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!