-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواجهة ساخنة بينهما بمحكمة سيدي محمد

حنون تشكو التهديد ولعبيدي غاضبة من تشويه السمعة

نوارة باشوش
  • 2851
  • 0
حنون تشكو التهديد ولعبيدي غاضبة من تشويه السمعة
أرشيف

تحوّلت جلسة محاكمة أمينة حزب العمال لويزة حنون ووزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي بمحكمة سيدي امحمد، إلى مناظرة امتزجت فيها السياسة بالثقافة، فالأولى تدافع عن نفسها وكأنها لا تزال تحت قبة البرلمان وتتمتع بالحصانة وتؤدي مهمة “مساءلة” الوزراء، والثانية تحدثت وكأنها مازالت على رأس قطاع الثقافة، بالرغم من أن الوقائع تتعلق بقذف لويزة لنادية.
ووجها لوجه، وقفت لويزة حنون كمتهمة مع نادية لعبيدي كضحية، أمام هيئة محكمة الجنح بسيدي أمحمد، أين بدت الأمينة العامة لحزب العمال “هادئة جدا” ولم تحرك ساكنا بالرغم من أنها متهمة بجريمة “القذف”، فيما كانت علامات القلق بادية على وجه الوزيرة السابقة للثقافة من خلال تصرفاتها وتحركاتها، وكان دفاعها يقوم بين الحين والآخر بتهدئتها، بالرغم من أنها “ضحية” في قضية الحال.
وقبل أن تبدأ رئيسة الجلسة باستجواب المتهمة لويزة حنون، فسحت المجال لهيئة الدفاع لتقديم دفوعها الشكلية، أين أكد المحامي بوجمعة غشير، أن موكلته لويزة حنون كانت تتمتع بالحصانة البرلمانية التي تجعل النائب غير قابل للمساءلة وأن هذه الحصانة أبدية، مطالبا من هيئة المحكمة بإبطال إجراءات المتابعة.
في حين رد دفاع الوزيرة السابقة نادية لعبيدي، ممثلا في المحامي عدنان بوشعيب على زميله بعدم وجود ما يسمى بـ “الحصانة الأبدية”، بل ما هو موجود وقائم في القانون هي “الحصانة البرلمانية”، وقال: “سيدتي القاضي، نحن اليوم أمام المحكمة وليس أمام البرلمان، والمتهمة قالت في تصريحاتها السابقة أنها مستعدة للتنازل على الحصانة ومواجهتها، واليوم نحن أمام القضاء”، ليستظهر المحامي وثيقة تنازل لويزة حنون على الحصانة البرلمانية ويلتمس من هيئة المحكمة محاسبتها.

مارست مهامي كبرلمانية وتعرضت للتهديد من لعبيدي
بعد الدفوع الشكلية والتماس وكيل الجمهورية من رئيسة الجلسة ضمها إلى الموضوع، وهو ما أقرته هذه الأخيرة، انطلق استجواب المتهمة لويزة حنون:
القاضي: المتهمة حنون لويزة أنت متابعة حسب الأمر بالإحالة الصادر عن قاضي التحقيق بجنحة “القذف” ما ردك؟
حنون: أنكر هذه التهمة جملة وتفصيلا، فأنا كنت أمارس مهامي في إطار القانون وصلاحياتي المخولة لي كبرلمانية وممثلة للشعب، فكل وزير يتعرض للمساءلة ويراقب من طرف نواب الشعب والهيئة التي عينته، فنحن سجلنا ضد وزيرة الثقافة تعارض المصالح التي جرمها القانون مكافحة الفساد والوقاية منه 01 / 06 في مادته 34.
وضربت لويزة حنون مثالا تعارض المصالح، حينما قالت: “المرحوم الرئيس بوضياف لما تولى زمام أمور الدولة الجزائرية وأصبح رئيسا للبلاد، وهو يملك مصنعا لـ “الآجر”، طلب من ابنه مباشرة غلقه.. فنحن كشفنا جميع حالات تعارض المصالح المسجلة في الحكومة وأنا وصلتني خروقات وتجاوزات خلال التظاهرة عاصمة الثقافة العربية بقسنطينة، وعلى هذا الأساس طرحت هذا الإشكال أمام نواب المجلس الشعبي الوطني”.
وواصلت حنون ردها: سيدتي الرئيسة، أما فيما يتعلق بنقطة تصريحاتي أمام الصحافة، فهي من هاجمتني أولا عبر القنوات التلفزيونية، وكما يقال للضرورة أحكام، فهي أرسلت لي شخصين بالزي المدني “يخوفوا” إلى البيت، ورفضت أن أفتح لهما الباب، توّجها مباشرة إلى مقر الحزب واقتحموه بالقوة وتركوا لي رسالة تهديد.. سيدتي الرئيسة، لا يوجد وزير في منصبه فعل ما فعلته هذه الوزيرة، كان من الأجدر أن أقوم بتحريك دعوى ضدها عن محاولة الاعتداء على شخصي ومنزلي لكن قلت “معليش”.
وأردفت: التصريحات التي أدليت بها كلها لها علاقة بقطاع الثقافة وهذا يدخل في مهامي، كما أنني تنازلت على الحصانة البرلمانية وراسلت وزير العدل واستقلت من المجلس بإرادتي الحرة وبالضبط عندما انطلق الحراك.. فالأمر واضح وضوح الشمس، فالوزير يراقب ويحاسب ويقال من منصبه إن ارتكب تجاوزات وخروقات في قطاعه.. فأنا أديت واجبي ومارست مسؤولياتي، لأنني كنت حريصة على المال العام ومحاربة خرق الصفقات العمومية.
لتختتم حنون ردها بالقول: سيدتي القاضي، أنا ضميري مرتاح جدا، هاجمت طريقة تسيير شؤون الدولة، والعام قبل الخاص يعرف أن هذه هي سياستي وسياسة الحزب الذي أقوده.. لكن ما تعرضت له من تهديد شيء مخجل وأنا أبلغت الوزير الأول عبد المالك سلال آنذاك، وقلت له بالحرف الواحد “هذا انحراف خطير وفضيحة كبيرة”.

لعبيدي: حنون وصفتني بـ “العصابة”
ونددت الوزيرة السابقة للثقافة نادية لعبيدي خلال منحها الكلمة من طرف رئيسة الجلسة، بما أسمته المساس بشخصها وسمعتها وسمعة ابنها، وقالت: “سيدتي القاضي، أنا انتظرت هذا اليوم على أحر من الجمر منذ 7 سنوات، لأنني كنت ضحية حملة شرسة أسفرت عن تشويه سمعتي وتلطيخ اسمي”.
واستهلت لعبيدي مرافعتها بالقول: السلام عليكم، الحمد لله سيدتي القاضي.. الحمد لله وصل هذا اليوم، الذي أواجه فيه هذه السيدة التي قامت بحملة شرسة ضدي، نعم حملة قذف وكذب وتشهير في الجرائد والندوات الصحفية والتلفزيون وكل تصريحاتها موثقة ومسجلة بالمكان والزمان، فالسيدة حنون رمت أطنانا من الأكاذيب إلي، ووصلت إلى حد القول بأنني رئيسة عصابة ومجرمة أمام الملأ.. وقالت أيضا أن وزيرة الثقافة تتلقى أوامرها من دولة موازية وذلك الكلام يعني أنني خائنة لبلدي ووطني.. هذا الكلام خطير جدا سيدتي الرئيسة”.
وواصلت الوزيرة السابقة كلامها: بل الأكثر من ذلك، قالت إنني منحت المسرح الوطني لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية مجانا ومقابل هذه الهبة استفاد ابني من منحة دراسية في أمريكا.. يا للعار أكذوبة حبكتها لتسيء إلى سمعتي وسمعة ابني ولا يمكن أن أقبل هذا الكلام الخطير جدا.. فعندما سألها قاضي التحقيق ووكيل الجمهورية عن دليل ذلك، ردت عليهما بالقول أن الكلام حول الأمر كثر، بل أخذت هذا من الشارع وهو الشيء المؤسف.. فحنون أصبحت هي العدالة وهي وكيل الجمهورية وهي القاضي هل هذا هو دور النائب.. بتشويه سمعة الناس؟
وتابعت لعبيدي تصريحاتها وهي تلتفت يمينا وشمالا: سيدتي الرئيسة، أعتقد أن محاكمة اليوم مثالية لأنها تخص المسؤولة الأولى عن الحملة الشرسة التي شنت ضدي، والتي انطلقت حينما طلبت من وزارة المالية أن تقوم بفتح تحقيق حول تسيير وزارة الثقافة قبل مجيئي على رأسها (في عهد خليدة تومي)، مثل ملف إنتاج فيلم الأميرعبد القادر.. سيدتي القاضي أنا عشت ضغطا كبيرا داخل الحكومة وعلى أعلى المستويات، حتى لا أرفع هذه الشكوى ولكنني الحمد لله بقيت صامدة لأنها قضية شرف”.
وأوضحت: الأمر المؤسف هنا هو أن هذه الحملة الشرسة ضدي تزامنت مع مجلس وزراء الثقافة العرب، الذي انعقد في بلادنا.. لكن هذه السيدة لم تفكر ولو لوهلة في الأضرار التي تسببها لي ولعائلتي، عندما يقول هؤلاء الضيوف إن وزيرة الثقافة الجزائرية إنسانة فاسدة، بل أن الأضرار لن تكون فقط على المستوى الشخصي بل على الدولة أيضا.. كلام خطير وغير مسؤول خاصة عندما يأتي من إنسانة مسؤولة، وأتمنى إن شاء الله أن تكون العقوبة بمستوى الأضرار التي لحقت بي وبعائلتي، فأنا انتظرت أكثر من 7 سنوات حتى يصل هذا اليوم، لأنني فعلا كنت ضحية حملة شرسة.. والحمد لله وصلت لحظة العدالة بعد الظلم والإهانة، ولدي ثقة كبيرة في عدالة بلادي وشكرا”.
وفي هذه الأثناء تتدخل لويزة حنون مجددا، قائلة: سيدتي الرئيسة “مارانيش ننافس في عبيدي”، فأنا لست وزيرة ولا مخرجة ولا تربطني أي علاقة بالثقافة والسينما والأفلام.. كما أنني لا أتعامل معها كشخص بل كموظفة.
والتمس وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح لسيدي أمحمد، توقيع غرامة مالية نافذة قدرها 30 ألف دينار جزائري، في حق المتهمة لويزة حنون.
واستظهر دفاع الوزيرة السابقة لعبيدي وثيقة تثبت أن ابنها مخرج سينمائي، وأنه لم يستفد من مشروع إنتاج فيلم سينمائي في فترة توليها حقيبة وزارة الثقافة. وطالب الدفاع بتعويض يقدر بـ 10 ملايين دينار جزائري، عن الأضرار التي تسببت فيها حنون لموكلته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!