جواهر

حين تدافع”المزعوقات”عن السفور!

سمية سعادة
  • 3171
  • 18
ح.م
نول السعداوي

لما قامت المصرية هدى شعراوي، بإطلاق دعوتها إلى نزع الحجاب، كانت أول امرأة ترفع هذا المطلب علانية.
وككرة الثلج، كانت تلك الدعوة تكبر وتكبر، إلى أن قامت الكاتبة المصرية المعروفة نوال السعداوي بشن هجوم على الحجاب، بدعوى أنّه ضد الأخلاق.
وفي مثل هذا الموقف، لم تكن السعداوي تعبّر عن رأي شخصي فقط، وإنما عن موقف شريحة عريضة من النساء اللّواتي اتّضح أنّهنّ يتقاسمن معها نفس الشعور تجاه هذا اللّباس الإسلامي.
فهل من الطبيعي أن تشنّ بعض المخلوقات من النساء حملات مسعورة ضد الحجاب، بما يُمثله للمرأة من قيم الحشمة والوقار، خاصة وأنّ تلك الدعوات، تنطلق من بلدان مسلمة تنصُّ أسمى قوانينها، وهو الدستور، صراحة على ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي؟!.
ولم تكن الجزائر في منأى عن مثل تلك الدعوات، حيث تعالت أصوات قبل سنوات في محاولة للنيل من الحجاب، وتكفي دقيقة من التصفُّح على الشبكة العنكبوتية لتسجيل الكثير من الأسماء التي أبدت رفضها للحجاب تحت ذرائع مختلفة..
حين يتتبّع المرء خلفيات ذلك التحامل، يجد أنّ كثيرا من أولئك النسوة ينطلقن في حروبهنّ المعلنة والمضمرة ضد الحجاب من عقد نفسية مترسبة أدّت كلُّها في النهاية إلى اتخاذ تلك المواقف المتطرفة.
والملاحظ أنّه كلّما ارتفع منسوب “البشاعة” لدى هؤلاء النسوة، ازداد حجم معارضتهنّ للحجاب؛ وعادة ما كنّ يُغلّفن دعواتهنّ بحجج واهية، منها تحرير المرأة وإنصافها ممّا لحق بها عبر السنوات من إجحاف وظلم، إلى درجة أنّ نوال السعداوي مثلا تقول إنّ دخول الجنة لا يكون بقطعة قماش؛ وهو كلامٌ ظاهرة فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، فالمسلمون والمسلمات يعرفون أنّ الجنة مهرُها العمل الصالح والتقوى التي محلُّها القلب، وليست المظاهر التي كثيرا ما تكون كذّابة وخدّاعة، ولكنّ ذلك لا يعني أنّ الإسلام لم يهتمّ بمظهر المسلم أو المسلمة، بل ألحّ على ضرورة أن يكون المسلم والمسلمة في وقار دائم، وأن تكون الحشمة تاج المرأة وجوهرها، شريطة ألا يتناقض المخبر مع المظهر، لأنّ ذلك يُعدُّ من شيم المنافقين الذين يُظهرون أشياء ويُضمرون ما يعاكسها..
والمستغرب في كلّ ذلك، أنّ بعض النساء اللّواتي يرفعن شعار مناهضة الحجاب، “مزعوقات” وليس لهنّ علاقة بالجمال لا من قريب ولا من بعيد، ومع ذلك يوجّهن دعوات للمرأة لتظهر جمالها وزينتها، مع أنّ الإسلام شدّد على أن تقوم المرأة بذلك لزوجها فقط ؟!.
لا شك أنّ تلك التناقضات التي تقع فيها النساء الداعيات إلى السفور، تُعبّر في بعض جوانبها عن ما تُعانيه مجتمعاتنا الإسلامية من انفصام واستلاب؛ حيث تحاول هؤلاء النسوة التوفيق بين النار والماء، من جهة يؤكدن أنّهنّ مسلمات، ومن جهة أخرى، لا يرغبن في التنازل عن مظاهر المدنية التي وصلت إليها المرأة في المجتمعات الغربية، وشتان بين هذا وذاك..
ومن هدى شعراوي إلى نوال السعداوي إلى جزائريات الجمعيات النسائية الداعية للسفور ..يا قلب لا تحزن..

مقالات ذات صلة