الجزائر
في تقريرها الخاص بالحريات الدينية عبر العالم

خارجية أمريكا تتهم “الشروق” بمعاداة السامية وتدافع عن “يهود الجزائر”!

حسان حويشة
  • 6463
  • 26
ح.م

اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية، جريدة “الشروق” بمعاداة السامية، من خلال نشر رسومات كاريكاتيرية تسيء لليهود، إضافة لنشرها المتكرر لمقالات تحمل اليهود مسؤولية الكوارث التي حلت بالمسلمين والتآمر عليهم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وجاء في تقرير وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في العالم، نشر الثلاثاء، في جزئه المتعلق بالجزائر، أن اليهود ما زالوا مستمرين في العيش محافظين على خصوصية هويتهم الدينية داخل المجتمع الجزائري، زاعمة أن “يهودا جزائريين صرحوا بأنهم لا ينخرطون في حياة المجتمع”.
وتطرّق التقرير إلى منشورات جريدة “الشروق” من رسومات ومقالات، التي وصفتها بأنها “معادية للسامية” (..)، حيث ذكر التقرير ما نشرته الجريدة في شهر أوت 2017 من خلال رسم كاريكاتيري صور رجلا يهوديا يجلس أمام رجل عربي وهو من دون ملابسه.
وأشار التقرير إلى أن رسم “الشروق” أظهر الرجل اليهودي يحمل لافتة مكتوبا عليها “المزيد.. أكثر”، وكأنه يوحي حسب التقرير بأنه غير مقتنع رغم ما تخلى عنه الرجل العربي!.
وتطرق تقرير الخارجية الأمريكية لرسم كاريكاتيري آخر لـ”الشروق” نشر في أوت 2017 أيضا، وصور رجلا يهوديا يحمل نجمة داوود، وعلى جبهته مجسم للكرة الأرضية، في دلالة برأي التقرير الأمريكي على هيمنة اليهود على العالم.
وعرج تقرير واشنطن على مقال نشر في الجريدة بتاريخ 10 أوت 2017، وأفادت فيه بأن اليهود كانوا يتآمرون ضد المسلمين منذ أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن اليهود كانوا مسؤولين عن معظم الكوارث التي حلت بالمسلمين، وإضافة لكون اليهود يسيطرون على وسائل الإعلام وصناعة السينما والفن والأزياء.
في نفس السياق، وحسب مصدر دبلوماسي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فإن هناك أقل من 200 شخص يدينون باليهودية في الجزائر(..)، مشيرا إلى أن واشنطن عبرت عن ارتياحها لتصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بأن مصالحه ستتعاطى مع مطلب اليهود لفتح معبد لهم إن هي تلقت ذلك.
وفي بقية تفاصيل التقرير، ورد بأن الجزائر تحظر على المؤسسات التعامل بطريقة تتنافى مع الإسلام الذي هو دين الدولة، كما ينص الدستور على حرية المعتقد.
ووفق التقرير، فإن التبشير من قبل غير المسلمين هو جريمة، حيث تواصل السلطات حظر هذا النشاط، ولفت إلى ما سماه الاعتقالات والتحقيقات التي طالت أتباع ما يسمى الطائفة الأحمدية بسبب أنشطة دينية غير مرخص بها، منها إقامة الصلاة وطباعة كتب دينية وجمع تبرعات.
وأشار تقرير واشنطن إلى بقاء خمسة من أتباع الطريقة الأحمدية محبوسين، إضافة لإدانة نحو 30 فردا منهم. وقال التقرير أيضا إن السلطات أغلقت كنيسة بروتستانتية في وهران وسعت لإغلاق أخرى في تيزي وزو، مع استمرار بعض المجموعات المسيحية في التبليغ عن صعوبات تواجهها في ظل غياب رد حكومي مكتوب على طلبات الاعتراف بها كجمعيات مسيحية رسمية، كما زعم أن مسيحيين اتخذوا من المنازل دورا للعبادة بسبب تأخر الحكومة في منحهم التراخيص القانونية اللازمة.
واتهم التقرير الجزائر بمنع منح أي تراخيص لاستيراد النصوص الدينية المسيحية خلال العام 2017، إضافة لما زعم أنها حالات عنف تعرض لها جزائريون من طرف أفراد عائلاتهم بعد أن اعتنقوا المسيحية من أجل تغييرها، إضافة لتعطيل منح تأشيرات الدخول لرجال دين مسيحيين.
وحسب المصدر الدبلوماسي بسفارة واشنطن بالجزائر، بشأن التقرير، فإن الجزائر سجلت عموما تقدما كبيرا بخصوص الحريات الدينية، خصوصا بعد إقرار حرية الدين والمعتقد.
وبحسب ذات المصدر، فإن الجزائر من المهم لها أن تواصل تكريس مبادئ العيش معا وثقافة التسامح المعروفة عنها، والمترسخة أصلا في المجتمع الجزائري، مشيرا إلى أنه واثق من أن هذه التقاليد ستستمر في الجزائر.
ووفق الدبلوماسي الأمريكي فإنه تم حث الحكومة الجزائرية على الحوار مع الكنيسة البروتستانتية، كما سيتم التطرق معها لقضية إغلاق كنيسة لها بوهران
وبحسبه، فإن “ملف الطائفة الأحمدية مثير للقلق، حيث شهد العام 2017 توقيفات متكررة لكن الأمور هدأت وتراجعت عمليات التوقيف لكن هناك محاكمات جارية”، وعلق بالقول “نتمنى أن يتواصل هذا المنحى”.

مقالات ذات صلة