-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خارج المحكمة!

الشروق أونلاين
  • 1708
  • 0
خارج المحكمة!

سالم زواوي

وقائع المحاكمة الجارية حاليا لبنك الخليفة كشفت، من جملة ما كشفت، أن رجال السلطة مثل بعض الوزراء والمسؤولين الكبار المعينين بمراسيم رئاسية على رأس المؤسسات والأجهزة الحساسة ليسوا هم وحدهم الفاسدون المرتشون والقابلون للإرتشاء والبيع في سوق المصالح بأبخس الأثمان وأرخس الهدايا وأبسط بطاقات الدفع و”التكييس” والتدليك في حمامات الطلاسو”.ولكن هناك كذلك، في أوساط ما يسمى بالمعارضة، رجالا ونساء عبروا عن هذا الاستعداد لديهم من خلال المواقف المعبر عنها تجاه ما يجري في المحكمة وأبدوا نواياهم في التصرف مثل المسؤولين الحكوميين لو كانوا في أماكنهم ووضعياتهم لو أتيحت لهم الفرص التي أتاحها الخليفة للآخرين لنهب المال العام وأموال المودعين البسطاء.

ويحضرني هنا، من جملة ما يحضرني، موقف سيدتنا الحديدية زعيمة حزب العمال التي لم تخف تضامنها مع القادة النقابيين المتورطين في دفع آلاف الملايير من أموال العمال والموظفين إلى نار جهنم الخليفة، وثارت باللوم حتى على الصحافة، لأنها أوردت شهادة زعيم المركزية النقابية أمام المحكمة والتي اعترف فيها بعظمة لسانه بما فعله بمحتويات صناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد والبطالة والخدمات الاجتماعية إلخ.

وقالت يجب على الصحافة الكف عن التحامل على القادة النقابيين وتشويه سمعتهم.. تقول ذلك على الرغم من أنها من أكبر ضحايا هذه النقابة وأدرى من الجميع بما فعلته المركزية النقابية بالبلاد والعمال وما أحدثته من ويلات نتيجة تكالبها على ارادة الشعب والعمال في بداية تسعينات القرن الماضي عبر لجنة إنقاذ الجزائر وفرق الموت التي حولت الجزائر إلى انقاض، لا لشيء إلا بهدف الوصول بالبلد إلى ما وصل إليه، وخلق الظروف الفوضوية التي سمحت للقادة النقابيين بالإثراء الفاحش على جماجم عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء الذين لايزال سقوطهم متواصلا مع سرقة أموالهم وما يقتصدون من عرقهم ودمهم وتقديمه للنسور والضباع في الخليفة وغير الخليفة.

قد يكون في موقف السيدة حنون شيء من السياسة أو السياسوية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، وقد تكون أدرى بالعلاقة المحمومة الحميمية بين المركزية النقابية والسلطة والنظام وحبل السرة الذي يربطهما وتداخل المصالح والأسرار العظيمة بينهما، ولكن مهما يكن فإن هذا الموقف المعبر عنه على هامش محاكمة البليدة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك “كما يقال” وجود محامين كثر خارج المحكمة بقدر ما هناك من متهمين خارج المحكمة كما أكدت ذلك شهادة الشهود والمتهمين، وذلك هو سر الأسرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!