-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحروب شرّدت رياضيين وألغت منافسات عالية المستوى

خاليلوزيتش كاد يقتل نفسه والقذافي قاطع “الخضر” بسبب أمريكا

صالح سعودي
  • 6234
  • 0
خاليلوزيتش كاد يقتل نفسه والقذافي قاطع “الخضر” بسبب أمريكا

أكدت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا تأثير الاعتداءات العسكرية على الجانب الرياضي، حيث أن الحروب كثيرا ما تسببت في تشريد رياضيين وإلغاء أو تأجيل منافسات كروية ورياضية عالية المستوى، على غرار ما حدث لكأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية، وعدم مواجهة المنتخب الليبي لنظيره الجزائري نهاية الثمانينيات بسبب الحصار الأمريكي، فيما وظفت جميع المساعي لحرمان العراق من المشاركة في مونديال 94، ناهيك عن تعرض لاعبين ورياضيين للتشريد والتعذيب، في صورة البوسني خاليلوزيتش والعراقي سعد قيس.

عرف القرن الماضي، انعكاسا مباشرا للحرب والسياسة على الرياضة، حيث تسببت الحربان العالميتان الأولى والثانية في إلغاء دورات أولمبية ونسخ من بطولات كأس العالم، كما عوقبت ألمانيا المنهزمة في الحرب العالمية الثانية بحرمانها من المشاركة في البطولات العالمية التي تلته ، وهي العقوبة التي يبدو أنها شبيهة لقرار الفيفا الأخير ضد روسيا التي أبعدت من المشاركة في مونديال قطر 2022، مثلما حرم المنتخب العراقي من المشاركة في مونديال 94 بأمريكا، رغم حيازته على نجوم كروية بارزة آنذاك، في صورة شرار حيدر وسعد قيس والبقية، حيث وجد في طريقه عراقيل بالجملة في عز الحصار الممارس عليه بعد حرب الخليج مطلع التسعينيات. وفي تلك الفترة تم إلغاء عدة منافسات كروية إقليمية بالخصوص، على غرار كأس الخليج ومنافسة كأس العرب الخاصة بالأندية والمنتخبات، حيث كانت مولودية الجزائر معنية بتمثيل الجزائر قبل أن يتقرر خيار الإلغاء بسبب الوضع غير المستقر في المشرق العربي آنذاك.

الحروب

القذافي رفض مواجهة “الخضر” بسبب الحصار الأمريكي

كثيرا ما خاض الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في شؤون الرياضة وكرة القدم بالخصوص من خلال إعطاء وجهة نظره في عديد القضايا التي تخص الجلد المنفوخ، ناهيك عن اتخاذ قرارات مختلفة في هذا الجانب، من ذلك رفضه مواجهة المنتخب الليبي فوق ميدانه لنظيره الجزائري نهاية الثمانينيات، في إطار تصفيات مونديال 90 بإيطاليا، وجاء هذا القرار احتجاجا على الحصار الأمريكي بسبب ما اصطلح عليه بقضية “لوكيربي”. وكان المنتخب الوطني قد سحق في الجولة الأولى منتخب زيمبابوي بثلاثية نظيفة، ليتنقل بعد ذلك إلى ليبيا لمواجهة المنتخب الليبي، لكن القذافي كان له رأس آخر، فقرّر حينها مقاطعة تصفيات مونديال 90، علما أن القذافي كثيرا ما عبر عن كرهه للفيفا التي تحدث عنها في كتابه “الأخضر”، ويرى أن المنافسات الكروية عبارة عن ألعاب وهمية للحصول على المال. كما وصف القذافي (حين كان في أعز أيامه) كأس العالم بأنها سوق للعبيد والاتجار في البشر، فيتم شراء اللاعبين وبيعهم من دولة إلى أخرى ومن نادٍ إلى آخر”، مشيراً في أكثر من مناسبة إلى أنه من الأفضل توظيف الأموال التي تصرف على كرة القدم في محاربة الفقر والمرض والمحافظة على البيئة.

خاليلوزيتش كاد يقتل نفسه بمسدس في حرب الكروات

يملك المدرب السابق للمنتخب الوطني البوسني خاليلوزيتش ذكريات مؤلمة عن الحرب ضد الكروات، حيث خسر الكثير من المال الذي جمعه في رحلته بين أقوى أندية الدوري الفرنسي بين عشية وضحاها، منها منزل من 500 متر مربع، وقال في هذا الشأن “كان علينا الذهاب إلى باريس، وكان أربعة منا ينامون في غرفة واحدة صغيرة ورأيت أنه يجب علي بدء حياة جديدة”. وروى خاليلوزيتش في تصريحات سابقة الكثير من فصول الحرب في كرواتيا قائلا: “باعتباري كنت لاعبا مشهورا، فقد تعرضت لعديد محاولات القتل، منزلي تعرض للتفجير بالقنابل والقصف بالطائرات، وتم جلب قناصة لاغتيالي، لكن لحسن حظي نجوت من كل ذلك”، وعن تلك القصص الغريبة في الحرب يقول وحيد خاليلوزيتش إنه مات إكلينيكيا وعاد للحياة بأعجوبة مرة أخرى: “في تلك الأيام خضعت لعملية جراحية في الكتف، وبسبب الأوضاع الأمنية السيئة لم يتم تخديري بشكل جيد، وهو ما جعلني أموت إكلينيكيا، ليجد الأطباء صعوبة كبيرة في استرجاعي، ولم أتنفس سوى بعد أن تم صدمي كهربائيا ثلاث مرات كاملة، ولم أعلم بما وقع لي إلا بعد مرور شهر كامل”، وأضاف: “لقد كنت شخصا غنيا في تلك الفترة ولكن في لمح البصر وجدت نفسي لا أملك سوى قميص وسروال، لا أتمنى تكرار تلك الأيام من جديد”. وكان لخاليلوزيتش قصة أخرى جعلته عرضة للموت: “لقد منحني شرطي أيام الحرب مسدسا لحماية نفسي، ولسوء الحظ لمست المسدس بطريقة خاطئة عندما كان في سروالي، لتخرج رصاصة طائشة وتخترق جسمي بخمسين سنتيمترا، لقد بقيت معاقا لمدة تتجاوز الشهر، قبل أن أستعيد عافيتي بمرور الوقت”.

حرب الخليج حرمت العراق من المونديال و”الكاب” فكّ الحصار رياضيا

من جانب آخر، فقد سدّد المنتخب العراقي فاتورة حرب الخليج غاليا، ورغم أنه كان يملك تعدادا ثريا وقويا بقيادة المدرب الراحل عمو بابا ولاعبين بارزين في صورة أحمد راضي وعدنان درجال وشرار حيدر وسعد قيس، لكنه لم يتسن له كسب ورقة التأهل إلى مونديال 94، بسبب الحصار المضروب على العراق وتوظيف جميع السبل لحرمانه من التواجد في نسخة أمريكا، وفي هذا الجانب يقول الدولي العراقي السابق سعد قيس: “الإقصاء كان مقصودا ومرتبا له بسبب الأحداث السياسية والمشاكل بين العراق وأمريكا في ذلك الوقت، وعندما لعبنا التصفيات كانت الصحف العربية والعالمية تكتب كل يوم صباحا بمنع العراق من المشاركة في كأس العالم حتى لو تأهل العراق طبعا، وهذا ما خلف جوا نفسيا سلبيا عند اللاعبين، عانينا من ظلم التحكيم الذي  كان يتسبب في منح البطاقات الحمراء والصفراء دون سبب واضح، لذلك أقول بان السياسة حين تدخل بالرياضة فإنها تفسدها”. كما للاعب العراقي سعد قيس تجربة مريرة في عز الحصار، بعدما عانى من التعذيب، وأرغم على اللجوء إلى النرويج في العام 2001، حيث قال في تصريح سابق للشروق “تعرضت للتعذيب والاعتقال والإهانة، على غرار الكثير من الرياضيين بالعراق، لذلك قرّرت الهروب من العراق وطلبت اللجوء إلى النرويج، حيث لم أسكت بل أوصلت صوتي للعالم عما يجري للرياضيين بالعراق. أخذت عهدا على نفسي بقول الحقيقة حتى ولو كانت مرة”، علما أن سعد قيس سبق له أن خاض تجربة احترافية مع شباب باتنة منتصف التسعينيات في عهد الرئيس السابق رشيد بوعبد الله، وهذا رفقة زميله شرار حيدر ولاعبين آخرين اختاروا الكاب ومولودية وباتنة واتحاد الشاوية وأندية أخرى، في إطار المساهمة لفك الحصار الرياضي على العراق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!