-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خبراء أمريكيون يؤكدون الجزائر ليست خطرا على الشركات الأجنبية

الشروق أونلاين
  • 1724
  • 0
خبراء أمريكيون يؤكدون  الجزائر ليست خطرا على الشركات الأجنبية

أكد خبراء أمريكيون أن الظروف الأمنية الراهنة في الجزائر لا تشكل مصدر قلق للشركات الأجنبية لا سيما الناشطة في قطاع المحروقات ولا حتى على الاستثمارات الأجنبية على المدى القصير. وعقب الاعتداء التي تعرض له عمال شركة “سترويتراس غاز” الروسية مؤخرا ثم التحذير التي أصدرته السفارة الامريكية اعتبر هؤلاء الخبراء المختصين في دراسة شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن المخاطر الأمنية في الجزائر قد تراجعت كثيرا مقارنة مع التسعينات ولا تشكل تهديدا على الشركات العالمية.وقال جيف بورتر الخبير لدى “أورازيا غروب” المكتب الأمريكي للدراسات حول الوطن العربي في تقرير نشر بواشنطن أول أمس ان الاعتداءات الأخيرة التي طالت عمال شركة امريكية وروسية لن تعرقل نشاطات الشركات النفطية وغيرها اللهم الا إذا استفحلت الهجمات الارهابية وعادت الى الوضع الذي كانت عليه في التسعينات. لكن الجزائر هي الآن قد ابتعدت عن هذا السيناريو.

ويقوم المكتب بنشر تقارير شهرية حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تعد مرجعا بالنسبة للعديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بما فيها الأوساط المالية. واضاف في تصريح الى وكالة “يو بي أي” الأمريكية، يعد جيف بورتر المسؤول لدى مكتب أورازيا عن دراسة الأوضاع في المغرب العربي أن “الاعتداءات التي قام بها في الأيام الماضية تنظيم القاعدة في الجزائر والمغرب يعتبر استفزازا من شأنه اثارة القلاقل.

وأشار ان الشركات النفطية في الجزائر تحقق ارباحا تفوق ملياري دولار سنويا ويستحيل بالتالي أن تغادر الجزائر وتتخلى عن هذه الثمار اذا كان هدف الارهابيين دفعها الى الرحيل. وكان عمال شركة “سترويتراس غاز” الروسية قد تعرضوا لاعتداء مسلح بداية شهر مارس ان السبت الماضي بعين الدفلى أدى الى مقتل أحد موظفيها وجرح آخرين.

وغداة الهجوم قامت ادارة الشركة بتقديم مذكرة للسلطات الجزائرية تطالبها باتخاذ “اجراءات متشددة لتعزيز سلامة المواطنين الروس”. وأفادت وكالة “برايم تاس” للأنباء الروسية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية أنذاك أن مجلس ادارة شركة سترويتراس غاز قد عقد اجتماعا طارئا ناقش خلاله ما وصفه بالوضعية الناجمة عن “المأساة”، وأكد أن ما حدث في الجزائر عملا لا يؤثر على مشاريع الشركة في الجزائر.

كما ذكر من جهة أخرى السيد بورتر أن الجزائر لها وزنها الاقتصادي وتعد أكبر الممونين في سوق المحروقات، مشيرا الى أن الجزائر تشكل سوقا مغرية للشركات الأجنبية لا سيما في مجال الغاز الذي يوصف بأنه المصدر الاستراتيجي في السنوات المقبلة. ومعلوم أن مخزون الجزائر من النفط قدر بـ12 الف مليار برميل مما يجعلها في المرتبة الثالثة في افريقيا وراء ليبيا ونيحيريا و الـ14 عالميا.

وفضلا عن ذلك فإن زيادة الطلب العالمي على النفط يجعل الشركات العالمية تأخذ في الحسبان المخاطر الأمنية على انها ضمن جدول الأرباح والخسائر التى تدخل في استراتيجيتها لاسيما في المناطق التي تعاني الاضطرابات. وحسب نفس الخبير فإن الهجومين اللذين تعرضت لهما شركتي “براون روتس كوندور” الأمريكية و”سترويتراس غاز” الروسية لن يجبرا جميع الشركات على اعادة النظر في استثماراتهم في الجزائر المقدرة بملايير الدولارات لا سيما وأن اغلبها قد اكتسبت “تجربة قوية” في مناطق مضطربة من العالم مثل العراق وجنوب نيجيريا وكذا أمريكا اللاتينية”.

أما زميله جون روبرت ليغري الاختصاصي في الارهاب الدولي بجامعة سان لويس فقد ألح بأن الوضعية الأمنية في الجزائر جد مريحة بالنسبة للشركات الأجنبية مقارنة مع دول اخرى كالعراق، أفغانستان، نيجيريا، وحتى لبنان، مؤكدا بأن “المناخ الاقتصادي في الجزائر أفضل مما هو عليه في بلدان شمال افريقيا الأخرى”. الا انه أشار بأن الجزائر بحاجة الى استقرار سياسي حتى يتسنى لها ترقية اقتصادها بالتعاون مع شركائها الأجانب. ومن جهته اعتبر يوغ روبرتس مدير فرع “شمال افريقيا” لدى منظمة “انترناشيونال كرايزيس” مجموعة دراسة الأزمات الدولية: ان “الجماعة السلفية للدعوة والقتال لن تستطيع تحقيق أهدافها الفكرية، لكنها تحاول زعزعة المناخ السياسي في الجزائر”.

وقال في تصريح لوكالة “اسوشياتد براس” ببروكسل، مقر هذه المنظمة غير الحكومية، أن التطورات الأمنية الأخيرة في الجزائر مقلقة بالنسبة للسلطات التي تسعى لإحلال المصالحة الوطنية، لكنها لا تنذر بمخاطر تغير المعطيات في البلاد وتهدد مستقبل الشركات الأجنبية.

كمال منصاري

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!