خريجو معهد برج الكيفان يعيدون الاعتبار لأقدم معهد تكوين فني في الجزائر

أعاد رمضان لهذه السنة الاعتبار للمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، المعهد العالي للفنون الدرامية سابقا، حيث برز خريجو هذا المعهد في الأعمال التي عرضت في مجال الدراما والكوميديا. بروز خريجي المعهد كان على كافة الأصعدة، سواء كان في مجال التمثيل أم الإخراج أم حتى الديكور والإضاءة والتصوير.
أعاد بروز طلبة وخريجي معهد برج الكيفان إلى واجهة النقاش أهمية التكوين في الرقي بمستوى الإبداع وقد ظهرت هذه الأهمية في مستوى الأعمال، التي جمعت خريجي المعهد الذين تألقوا في التمثيل والإخراج وحتى تسطير ديكورات الأعمال التي استقطبت المشاهدين طيلة الشهر الفضيل. وهو الأمر الذي وضع أيضا في الواجهة معهد برج الكيفان، بصفته أقدم معهد والقلعة الوحيدة للتكوين حاليا في البلاد، مر عليه كبار المبدعين منذ الاستقلال.
استعاد المنتسبون إلى معهد برج الكيفان مكانتهم كواجهة للإنتاج الفني خلال رمضان هذه السنة، بعد موسمين كانت فيهما الواجهة لمؤثري مواقع التواصل ونجوم التطبيقات والمنصات، الأمر الذي كان محل نقاش وجدل ساخن حول دور ومكانة الفنان وأولويته في الأعمال الفنية.
واعتبر مدير معهد فنون لمهن فنون العرض والسمعي البصري، الدكتور محمد بوكراس، أن بروز طلبة المعهد أمر طبيعي لأن “هذا هو الدور الحقيقي الذي يفترض أن يلعبه معهد برج الكيفان في تزويد الساحة الفنية” بخبراء مهرة في اختصاصاتهم يؤدون أدوارهم باقتدار، ويضفون لمستهم الفنية على الأدوار التي يؤدونها”. وأضاف المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، أن الموسم الدرامي الحالي منح الفرصة للمشاهدين لإدراك الفرق بين ممثل متكون وممثل هاو. وأرجع بوكراس بروز دور المعهد هذا العام خلافا للسنوات السابقة إلى كون الساحة عرفت هذه السنة وخلافا لما سبق بعض الوفرة في إنتاج الأعمال. وهو ما أعطى فرصة لخريجي المعهد لإظهار ما يملكونه من قدرات، فالوفرة تؤدي إلى المنافسة ومن ثمة بروز وظهور النوعية في الأعمال والأدوار. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يؤكد بوكراس أن المعهد كان دائما حاضنة للطاقات الفنية والمبدعين، وقد أظهروا هذه السنة تميزهم عندما أتيحت لهم الفرص وبرهنوا واقنعوا.
من جهة أخرى، كشف بوكراس أن الفريق الإداري ومسيري المعهد بصدد مراجعة برامج عروض التكوين لتكون مهيأة لاستقبال طلبة البكالوريا الفنية، وهم من الذين استفادوا من تكوين في مجال السينما والسمعي البصري أو المسرح لمدة سنتين. وأوضح بوكراس أن البرامج المطروحة ستأخذ بعين الاعتبار المعارف السابقة للطلبة والبناء عليها لمواصلة المشوار، وسيكون بحسب بوكراس لهذه المراجعات التي ستمس البرامج دور في مخرجات العملية التكوينية في مجال الفنون التي ستنعكس مستقبلا على الساحة، بتقديم نخبة من الفنانين والتقنين والمختصين في شتى المجالات الفنية، الذين سيساهمون لا محالة في الرفع من مستوى الإنتاج الفني المعروض على الجمهور.