خسائر تفوق 10 ملايين دولار بمركب أرسيلور ميتال بعنابة

بلغت خسائر مركب أرسيلور ميتال الحجار بولاية عنابة، جراء الإضراب عن العمل الذي يشنه عمال شركات المناولة منذ قرابة العشرين يوما، نحو الـ10 مليون دولار، بسبب تراجع إنتاج الفرن العالي جراء قيام العمال المضربين بالاحتجاج عن طريق لجوئهم إلى قطع طريق مسار السكة الحديدية داخل المركب، وهي الوسيلة الوحيدة التي تتكفل بنقل المواد الأولية من الحديد الخام القادم من منجم الونزة بتبسة والفحم القادم من ميناء عنابة.

كما أن قيام بعضهم بالإضراب عن الطعام واتخاذ أماكن حساسة داخل ورشات مركب الحديد والصلب وفي مواقع عمل ساهم في عرقلة أداء العمال، وتوقف العمل والإنتاج بعدة ورشات خاصة على مستوى الفرن العالي الذي يعد العصب الحقيقي للمركب. وذكرت مصادر مطلعة لـ”الشروق”، بأن الإضراب ألحق إلى حد اليوم خسائر فادحة بالمركب بلغت حدود الـ10 ملايين دولار، وهي مرشحة للارتفاع في حال توقف الفرن العالي الذي يتطلب إعادة تشغيله أزيد عن 60 يوما، في حال اضطر مسؤولو المركب إلى توقيفه، وخرج أمس العشرات من الإطارات والعاملين بمركب أرسيلور ميتال، في مسيرة سلمية داخل المركب يطالبون بوقف الإضراب والسماح باستئناف العمل داخل جميع ورشات ووحدات مركب الحجار، ضمانا لعدم توقف النشاط وضمان لمصلحة العمال. وأعلن المعنيون وقوفهم إلى جانب عمال شركات المناولة الذين يطالبون بالإدماج والتثبيت في المنصب ضمن الحظيرة البشرية لعمال أرسيلور، وتمكينهم من نفس الحقوق والواجبات التي يتوفر عليها عمال المؤسسة، كما أبدووا مؤازرتهم لهم فيما يخص المطالب المرفوعة للوصاية، لكنهم أكدوا في المقابل رفضهم لمواصلة الإضراب والاحتجاج بصورة ألحقت ولازالت تلحق أضرارا مادية بالمركب، مما يعرض مستقبله ومستقبل العمال للخطر، علما أن العشرات من عمال شركات المناولة كانوا قد دخلوا في إضراب عام ومفتوح عن العمل منذ قرابة الـ20 يوما، أغلقوا من خلاله عدة ورشات بالمركب وكذا الخط الرئيسي للسكة الحديدية الناقل للمواد الأولية، للمطالبة بالتوظيف المباشر ضمن مؤسسة أرسيلور ميتال، التي تعهدت في وقت سابق بتمكينهم من التوظيف على مراحل وآفاق لن تتعدى شهر نوفمبر المقبل، علما أن المدير العام للمؤسسة الجديد ذو الجنسية الأمريكية جو كازادي، كان قد سارع إلى رفع شكوى لدى القسم الاستعجالي بمحكمة عنابة، يطلب فيها إخلاء ساحات العمل ووقف الإضراب، حيث صدر بشأنها حكم لصالحه لكنه لم يلق مصيرا للتنفيذ بعد، إذ يواصل العمال من بينهم خمسة نقابيين إضرابا عن الطعام.