الرأي

خطاب البارونة وارسي في مسقط

مارتن روبر
  • 1550
  • 2

خلال زيارتها إلى سلطنة عمان، الأسبوع الماضي، قدمت البارونة سعيدة وارسي خطابا فريدا من نوعه. البارونة سعيدة وارسي، وزيرة الدولة في وزارة الخارجية وكذلك أول وزيرة شؤون الجاليات والأديان بوزارة الخارجية، التي تحدثت في جامع السلطان قابوس الأكبر في مسقط حول التسامح الديني وعن التيارات الطائفية والتطرفية المعادية للإسلام.

أصبحت البارونة وارسي، وهي مواطنة بريطانية من أصل باكستاني، في عام 2010 أول وزيرة مسلمة في مجلس الوزراء البريطاني. وقالت إنها لا تخجل من التحدث عن إيمانها وكيف شكل نشأتها وسياساتها. كما تحدثت عن معاناتها من الإسلاموفوبيا في الماضي في بعض أجزاء المملكة المتحدة وأوروبا، وكيف عالجت المشكلة مع الحكومة البريطانية من خلال العمل مع الشركاء مثل منظمة التعاون الإسلامي.

لقد ذكرت البارونة وارسي من قبل أن العقيدة تشكل الخطوط الفاصلة للصراع الحديث، وهو شيء قد برز بوضوح في الآونة الأخيرة. إلا أن هذه التصدعات قائمة، ويزداد عمقها في كثير من الحالات داخل المعتقدات الدينية كما هو الحال بين بعضها البعض ونادرا ما تتم مواجهتها؛ ولكنها شيء يشكل خطرا كبيرا على العقيدة وعلى عالمنا. وأعربت عن حزنها بشأن الطائفة التي أصبحت العامل الذي له الغلبة في التعريف بالهوية، حيث بات أتباع العقائد الدينية على نحو متزايد بتعريف أنفسهم ليس فقط بالطائفة التي ينتمون إليها، ولكنهم أيضا يعرفون أنفسهم بالمقارنة مع الآخرين وفي الاستعلاء عليهم.

إن الاختلاف الطائفي استغل كوسيلة لتبرير أعمال التطرف الدينيي. وقد وصل مثل هذا العنف في جميع أرجاء العالم إلى مستويات عالية وغير مسبوقة. على سبيل المثال توفي أكثر من 8,000 عراقي في مثل ذلك العنف العام الماضي وحده.

وفي الباكستان، وعلى مدار العامين الماضيين وحدهما، لقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم في عنف طائفي. والعنف الطائفي ما يزال يعصف بلبنان، كما أنه يحدث في الصومال بين حركة الشباب ومعارضيها، وفي اليمن أيضا حيث يتم استهداف الحوثيين وهم من المسلمين الشيعيين.

إن الكره الذي يمكن أن يوجد بين المذاهب، بين الذين يؤمنون بنفس الإله ويتبعون نفس الكتاب المقدس هو شيء يحدث في بريطانيا أيضا.

  فعلى مدار عقود كانت الانشقاقات في الصراع التاريخي في أيرلندا الشمالية تتوافق مع الاختلاف الديني؛ ويقصد به ما بين البروتستانت والكاثوليك. وقد أُزهقت خلال ذلك أرواح كثيرة، وبقيت المشكلات وما خلفته من أضرار. وفي الواقع، إن مسار تاريخنا في المملكة المتحدة، وبصورة أكبر في أماكن أخرى في أوروبا، قد تشكل بالصدامات المريرة والتاريخية داخل المسيحية.

وتحدثت البارونة وارسي عن اختزال العقيدة في مجموعة من النواهي في الأمور السلبية فقط، وحددوا عقيدتهم بما هم ضده، وليس بما يؤيدونه، وهم بذلك يعصفون بالروحانية والعطف اللذين يشكلان جوهر الاسلام.

كما أعربت البارونة وارسي أنه حتى في بريطانيا لسنا بمنأى عن تلك المشاكل، ومع ذلك، فعلى مر السنين، قد وصلنا إلى الاعتراف بمنافع التعددية كما أن التسامح بين الشعوب المختلفة قد جعلنا من أكثر البلدان ازدهارا واستقرارا، حيث إن الجالية الجزائرية هي مثال ساطع على ذلك. كنت مؤخرا قد أشدت بهذا الجالية من خلال قيامي بحفل تكريمي للجزائرية منى حميطوش، أول عمدة  من أصول جزائرية في منطقة أيلينجتون اللندنية، وأول امرأة جزائرية تتحصل على وسام تقدير من ملكة بريطانيا.

 تتعارض الطائفية والتعصب مع أسس معتقدات جميع الأديان في جميع أنحاء العالم، وضد المثل الديمقراطية التي يستند عليها المجتمع الحديث. يجب على القادة السياسيين والدينيين تكرار هذه الرسالة، بصوت عال وواضح.  

مقالات ذات صلة