خطة عمل استباقية لمجابهة الاكتظاظ خلال الدخول المدرسي

ستشرع مديريات التربية للولايات في ضبط الإجراءات النهائية والأخيرة، وتهيئة كافة الظروف لإنجاح الدخول المدرسي للموسم الدراسي المقبل 2023/2024، إذ سيتم الانطلاق في تشكيل الأفواج التربوية، ووضع خطة عمل محكمة لمجابهة الاكتظاظ، والذي من المتوقع أن يطرح بقوة بأقسام الأولى متوسط والثالثة ثانوي، بسبب نسبة الإعادة المرتفعة.
وأفادت مصادر “الشروق” بأن مديري المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة، وبناء على تعليمات مديري التربية للولايات، سيشرعون وبعد عودتهم من العطلة السنوية، في تشكيل الأفواج التربوية وفق نظام التمدرس العادي، إذ تلقوا تعليمات تحثهم على ضرورة اتباع خطة عمل محكمة، تتضمن مجموعة إجراءات وتدابير استباقية لمواجهة ومجابهة “الاكتظاظ”، والذي من المتوقع أن يطرح بقوة خلال الدخول المدرسي القادم، بسبب نسبة الإعادة المرتفعة، وكذا لتحقيق إدماج أكبر عدد ممكن من التلاميذ، لحمايتهم من التسرب المدرسي.
وأضافت مصادرنا بأن المديرين مطالبون وجوبا بإيجاد الحلول المناسبة لتوفير مقعد بيداغوجي لكل تلميذ، إذ تم الترخيص لهم باللجوء إلى العمل بالأقسام المتنقلة أو ما يعرف “بالأقسام الدوارة”، إلى جانب الاستغلال الأمثل والعقلاني لجميع المرافق التربوية الشاغرة والمتاحة، والمتواجدة بشكل خاص بالمدارس الابتدائية الموزعة وطنيا، بالإضافة إلى اللجوء أيضا إلى ملحقات الابتدائيات إن توفرت، وذلك بغية استيعاب العدد الهائل للتلاميذ المعيدين، خاصة بأقسام الأولى متوسط، أين تم تسجيل نسبة إعادة كبيرة عبر عديد متوسطات الوطن.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن مديري ثانويات ومفتشين قد اقترحوا على السلطة الوصية أهمية العودة إلى تشكيل ما يصطلح عليه “بالأقسام الخاصة”، لتحقيق الهدف المبتغى وهو ضمان مقعد بيداغوجي لتلاميذ السنة ثالثة ثانوي، والذين لم يسعفهم الحظ في نيل شهادة البكالوريا دورة جوان 2023 وفاق عددهم 254 ألف راسب ما يعادل نسبة 49.63 بالمائة.
وأشارت نفس المصادر إلى أن مصالح مديريات التربية للولايات المختصة، ستشرع أيضا في التنسيق المباشر مع مصالح مديريات الشبيبة والرياضية للولايات، لأجل افتكاك تراخيص تؤهلها لاستغلال مقارها الشاغرة ولو بصفة مؤقتة، لضمان حق التمدرس لكافة التلاميذ الذين لم يتجاوزوا سن 16 وتفادي الطرد العشوائي لهم.
وفي سياق متصل، تلقى مديرو التربية للولايات، وخلال أشغال الندوة الوطنية التي انعقدت مؤخرا حول تقييم امتحان مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، تعليمات وزارية تحثهم على ضرورة “رقمنة” كل العمليات المرتبطة بالتمدرس، باستغلال النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية لوزارة التربية الوطنية، سواء ما تعلق بتسجيلات التلاميذ، إعادة التسجيل، إعادة التوجيه والطعن والقرارات الخاصة “بتخفيض السن” بالنسبة لتلاميذ الأولى ابتدائي.