الشروق العربي
الظاهرة في انتشار...

خلف بوابة “الفيس بوك ” فتياتٌ ينزعن الحجاب ويضربن موعداً مع الإثم و العذاب !

الشروق أونلاين
  • 37189
  • 35

بعد أن أضحى الحجاب في ظل العصرنة مجرّد زيّ تحاول بعض الفتيات الجزائريات من خلاله كشف مفاتنها ،و تكتفي بوضع ذلك الخمار فوق رأسها فحسب باسم السترة و العفة ،أصبحن اليوم يتجرّدن منه بالكامل عبر بعض مساحات التواصل الاجتماعي كالفايس بوك و تويتر لأغراض شتى ،و يستبدلنه بصورهنّ في هيئاتٍ لا تمتّ لأخلاق و خصائل الفتاة المتحجبة بصلة ،الأمر الذي دفعنا للتقرب من بعضهنّ و تحديداً الناشطات بالفايس بوك.

بحُلّة بهية الطلعة و بنقاءٍ امتزج فيه الخُلُق مع الهندام المحترم ،تظهر لنا “ابتسام “مُرتديةً حجابها و هي في أرقى درجات الطُهر و الجمال ،لتُحدّثنا عن تطليقها لذات الصفات بمجرّد ولوجها للموقع الأزرق “أنا كما ترين أرتدي الحجاب في الشارع ،لكنّي أنزعه في الفايس بوك عند وضع صورة لي ،فالحجاب فُرض عليّ من قِبَل أبي و أنا لم أكن مقتنعة به و لازلتُ كذلك ،و بحكم أنّه ليس لديّ إخوة ذكور و أبي لا يفقه في مثل هذه المواقع فأنا أجد فيها ضالّتي للوصول إلى ما أريد “مضيفة “الشباب في هذا الزمن يبحثون عن الجمال الخارجـي فحسب و ليس الداخلـي ،كما أنّ الفتاة أضحتْ مصـدر سخرية و تهميـش من طرفـهم إن لـم تظهر بكامل أنـوثتها ،لـذا فالوضع يفتـرض عليـها أن تظهر بكـامل لياقتها و تُبيّن ما تملكه من محاسن أنثويّة إن أرادت أن تكون مصدر اهتمام الجميع “.من جهتها لم تتوان “أحلام “في سرد قصّتها مع حبيبها الافتراضي و الذي تعرّفتْ عليه عبر هذا الموقع لتُرسل له صورها دون حجاب مع أنها ترتديه في الواقع قصد رؤية محاسنها بشكل جليّ ،على أساس أنّها تُعادل الرؤية الشرعية التي تتم في القرب و هذا بسبب بُعد الحبيب الافتراضي عن العاصمة–من وجهة رأيها -“.

عُريٌّ في سبيل البروز و تغطية شبح العنوسة  !

“فرح “هي الأخرى تروي لنا حكاية صديقتها “سارة “ذات الـ 29 ربيعاً بأسفٍ شديد “كانت تنشر صورها عبر الفايس بوك بدون حجاب فقط كي تجلب عريساً يُخرجها من عالم العنوسة التي دخلته –حسبها-وفق مبدأ (الغاية تبرّر الوسيلة)”لتواصل حديثها “في الحقيقة لم تكن لها نية في فعل هذا مع استخداماتها الأولى للفايس بوك ،فتفطّنها للفكرة كان فور لمحِ أحد الشباب لصورتها دون حجاب في هاتفها و اعترافه لها بأنها أجمل بكثيرٍ من كونها محجبة “.

من جهة أخرى تقول “حياة “إحدى ضحايا نشرها السلبي لصورها “أنا أيضاً لم أتوان في الماضي عن وضع صوري في الفايس بوك من دون حجاب ظنّاً منّي أنّ أخي لن يتفطّن للبحث في امكانية وجودي كعضو فيه لكنّي حذفتها الآن ،و بعد ماذا ؟!“-متحسّرة-“بعد أن زوّجني أخي بالغصب في العشرين من عمري لأنّ إحدى صوري وصلتْ إليه من قِبَل بعض الجيران و أنا في هيئةٍ مخلّة بالحياء ،حتى أنّ جلّ أصحابه أصبحوا يطلقون تعابير مستهزئة كلّما مرّ بجانبهم “.

من الفايسبوك إلى السكايب تهديداتٌ تطال العاشقات 

أمّا “باية “فتحدّثت عن تجربتها في الفايس بوك أين تعرّفتْ على أحد الشباب في قولها “دخلتُ عالـم الفايس بوك ككلّ أقراني قصد تمضيـة الوقـت و التسلية مع الأصدقاء ،إلّا أنّي تعرّفتُ يوماً إلى شابٍّ أوهمني في البداية أنّه غريبٌ عن العاصمة ،فرُحتُ أرسلُ له صوري دون حجاب تماماً كما كان هو يفعل محاولةً من كلينا لكسر حاجز الافتراض في علاقتنا ،و شيئاً فشيئاً حتى صارت جلّ صوري بين يديه ،من الفايس بوك إلى السكايب و من الصور إلى مقاطع الفيديو تطوّرت العلاقة و بدأتْ معاناتي “لتصمت “باية “بعد تنهيدة عميقة و عيناها تغرورقان ثم واصلت “نعم ،فقد بدأتْ معاناتي بعد أنْ كشف لي هوّيّته و تأكّدتُ بأنّه صديقٌ لطالما كان المقرّب لي أيام الثانوية و طلبني للخروج لكنّي قابلته بالرفض ،و ذلك لأنّي أعتبره في مقام أخٍ عزيزٍ لي ،لكن أن ينتقم من رفضي له بهذه الطريقة أمرٌ لم يتبادر لذهني مطلقاً ،لأنّه أعاد الطلب هذه المرة مقابل إخفاء الصور التي أرسلتها له “مضيفة “هدّدني مراراً بنشرها أمام أنظار الجميع فرفضتُه مرة أخرى لأجد صوري بعد أسبوعٍ في إحدى الصفحات على ذات الموقع و وصل الأمر حتى لعائلتي ،و البقية تعلمونه “لتمتنع “باية “عن مواصلة الحديث مغادرةً و الدموع تسيل على خدّها.

..نهايتها إخلالٌ بالحياء و إثمٌ عظيم


“لقد انتشرت كثيراً هذه الظاهرة السلبية و صارت للأسف تُقترن بمصطلح (عادي )،و كأنّ العُزوف عن التّقيّد بتعاليم الإسلام رغم الانتماء له عادي !!“-باستغراب –تلك جملة مقتضبة استهلّتْ بها “خليدة “كلامها للشروق العربي ،و هي تحاول ايصال مدى اشمئزازها من أفعال هؤلاء الفتيات ،قبل أن تُضيف “الفتيات اللّواتي يفعلن مثل هذه الأمور بكلّ أريحيّة الضمير هنّ في الحقيقة يتعمّدن ذلك مع عِلمهنّ أنّ فيه إثماً كبيراً ،فقط قصد لفتِ انتباه الشباب و كشفِ ما أخفاه الحجاب من أنوثتهنّ العظيمة “-بشيءٍ من الشماتة ظلّت “خليدة “تردّدها –

بغية التزوّد برأي الجنس الآخر حول الموضوع كانت لنا دردشة بسيطة مع “حمزة “و هو أحد الناشطين بالفايس بوك و الذي يقول “هناك العديد من الفتيات اللواتي تضرّرن من نشر صورهنّ على ذات الموقع دون سترة أو حجاب ،و رغم أنّهنّ يعملن جاهداً على إخفائها بعيداً عن أنظار الجميع ما عدا الأصدقاء ،فإنّهنّ يجهلن مع الأسف أنّ التكنولوجيا و بتطوّرها السريع سيفتح المجال للكثير من الرجال لأخذ صورهنّ و لو كانت مخفيّة عنهم ،و بالتأكيد لن يتوانوا عن نشرها بالطريقة التي يريدونها ،سواء كانت تهديداً لتصفية حساباتٍ سابقة ،أو لأغراض إباحية “.

مقالات ذات صلة