الرأي

خليه يهدر!

قادة بن عمار
  • 2463
  • 4
ح.م

نقلت الصحافة بالأمس، غضب مدير سوناطراك عبد المومن ولد قدور من إطارات شركته “العظمى” وأولئك المختصين بالقطاع بعدما اجتمعوا لطرح مشاكل إنتاج الطاقة، فأغدقوا عليه بسيل من لغة الخشب إلى درجة مقاطعته الاجتماع أكثر من مرة!
إذا كان مدير أكبر شركة بالبلاد، يعاني من لغة الخشب التي باتت تسود الكثير من المجالات، ويتصرف بغضب حيالها فيقاطع اجتماعا رسميا، فما بالك بالمواطن العادي الذي يضطر إلى سماع تلك اللغة يوميا، يستمع إليها في الإدارة، وفي الشارع، بالحافلة وداخل سيارة الأجرة، بمدرسة أبنائه وبالأسواق الشعبية، وفي المستشفيات، ويسمعها ليلا عندما يعود إلى البيت، عبر نشرات الأخبار وفي كل البرامج وكل القنوات!
خشب.. خشب.. وخطابات بالية وفاقدة للمصداقية، فهذا وزير الصحة يدافع عن العقارب، ووزيرة التربية تتهم الأولياء بتشجيع الدروس الخصوصية ووزير الثقافة يحاصر العربي بن مهيدي ووزير التجارة يبحث عن بيع منتجات محلية (لا يشتريها الجزائريون) في أمريكا، ووزير المجاهدين يقول إنه بصدد عدّ المجاهدين بعد 56 سنة من الاستقلال وووو..!!
أحيانا، يحسب الواحد أننا أصبحنا كائنات خشبية من كثرة لغة الخشب التي تسود الخطاب الرسمي في البلاد، كما بتنا نعاني من الصدإ الجماعي (رجعنا مصدّيين) نتيجة غياب رؤية حقيقية، حتى بات من الضروري وموازاة مع إطلاق بعض الحملات الشعبية على غرار (خليها تصدي) لمقاطعة شراء السيارات، و(خليه يتعفن) لمقاطعة اللحوم، أن يطلق الجزائريون حملة (خليه يهدر) لوقف الاستماع إلى لغة الخشب، لعل وعسى!

مقالات ذات صلة