-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 خمس إشارات أمل في الجزائر

 خمس إشارات أمل في الجزائر

أكثر من إشارة إيجابية حاملة لمستقبل واعد للجزائر تبدو اليوم واضحة للعيان علينا الانتباه إليها وتثمينها للمضي قُدما نحو الأفضل.

الأولى: انه خلافا لكل التوقعات لم تعرف سنة 2022 نضوب احتياطي الصرف، بل بدأت هذه الاحتياطات تنتعش فيها بفائض قدره مليار دولار في نهاية السنة الماضية بعد أن كان سالبا في حدود 10 ملايير دولار في السنة التي قبلها، ويُتوقع أن ترتفع احتياطات الصرف في سنة 2022 بدل أن تنخفض بالنظر إلى الارتفاع المستمر لأسعار النفط والغاز زيادة عن التصدير خارج المحروقات، وهو أمرٌ لم يكن متوقعا من قبل أغلب الخبراء.

الثانية: أن شركاء الجزائر الأساسيين وبخاصة في آسيا (الصين وروسيا) وإفريقيا (جنوب إفريقيا) (من دول البريكس الرئيسة) باتوا اليوم أكثر إيجابية في التأثير على العالم. ولم تعد المبادرة للحلف الغربي كما كانت في السنوات السابقة في المجالين الاقتصادي والجيواستراتيجي، بل بالعكس بدأ الغرب اليوم يعيش حالة ردة فعل بعد أن كان طوال العقود الماضية ومنذ نهاية الحرب الباردة هو الفاعل الرئيس في العلاقات الدولية.

الثالثة: لعبت الحرب الدائرة في أوكرانيا دورا كبيرا في تثمين الموقف الجيواستراتيجي للجزائر في البحر الأبيض المتوسط، وزادت من قيمة الطاقة الجزائرية بالنسبة للاتحاد الأوروبي وبشكل خاص بالنسبة للشركاء الأساسيين للجزائر في هذا المجال. وعندما شَذَّت  الحكومة الاسبانية الحالية عن القاعدة إثر خطأ سياسي يتعلق بالتزاماتها السابقة بشأن الصحراء الغربية وجدت نفسها في وضع لا تُحسَد عليه غير قادرة على لعب أي دور إيجابي تجاه تزويد أوروبا بمزيد من الطاقة الجزائرية خلافا لإيطاليا التي بات بإمكانها القيام بهذا الدور.

الرابعة: بقيت الجزائر، وهي تستعد لعقد القمة العربية المقبلة في شهر نوفمبر القادم، واضحة وثابتة في موقفها من القضية الفلسطينية، متمسكة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس دون خضوع لشرط التطبيع المسبق، أو الادِّعاء بأن طريق الدولة الفلسطينية يمر عبر التطبيع كما زعم البعض. وبذلك ازداد الموقفُ التفاوضي الجزائري قوة ولم يضعف على حد إدّعاء البعض، ناهيك أن يكون معزولا، بل إن موقفها سيُمكِّن دولَ التطبيع ذاتها من مساحة واسعة للمناورة مع الكيان الصهيوني الزاعم بأنه يتحكم في خيوط اللعبة السياسية في المنطقة.

الخامسة: على صعيد الجبهة الداخلية فتحت مبادرة لم الشمل التي بادرت بها القيادة الجزائرية الباب أمام مصراعيه للجميع لمراجعة حساباتهم دون خشية أيِّ خسارة تُذكر، إن في الموقف السياسي أو فيما يتعلق بشأن المشاركة في إدارة البلاد. ويبدو من خلال الإشارات الأولى أن هذا المسعى سيحقق غاياته في الأشهر القادمة وسيُمكِّن الجزائر من سد ما بقي من ثغرات في جدارها الداخلي التي يراهن عليها الأعداء لإضعاف بلدنا ووضعها ضمن خانة الدول المغلوبة على أمرها.

 يبقى في الأخير، علينا جميعا، أن نُثَمِّن هذه العناصر الإيجابية، وأن نمنع عن أنفسنا كل ما من شأنه زرع الإحباط واليأس في النفوس. إن اليأس هو المدخل لكل الشرور، والأمل هو الباب الواسع الذي من خلاله نتجاوز جميع الصعاب. وما أسلفنا، بكل تأكيد، ينزع بنا أكثر نحو الأمل ويمُدنا بما يكفي من الطاقة والقوة للتغلب على جميع الصعاب المقبلة إن شاء الله خاصة ونحن نعيش اليوم أفراح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وبعد أيام أفراح الذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!