-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قال إن دورة العودة حققت المطلوب.. محافظ مهرجان المالوف إلياس بن بكير:

خيار “الزنيت” كان ناجحا والمنتقدون خدموني من حيث لم يتوقعوا

زهية منصر
  • 1055
  • 0
خيار “الزنيت” كان ناجحا والمنتقدون خدموني من حيث لم يتوقعوا
أرشيف
الياس بن بكير

يعود محافظ المهرجان الدولي للمالوف، الياس بن بكير، إلى فعاليات الطبعة 11 التي وصفها بالناجحة، مؤكدا أن دورة العودة كانت قوية تليق بسمعة مدينة قسنطينة وبمكانة هذا التراث الموسيقي الذي تستعد الجزائر لتقديمه لقائمة التراث العالمي، كما توقف محافظ المهرجان خلال هذا الحوار عند أهم النقاط التي أثارت الجدل والنقاش خلال هذه الدورة، منها معايير برمجة الفنانين والمشاركة الأجنية.

كيف تقيمون طبعة العودة لمهرجان المالوف بعد سبع سنوات من الغياب؟
أنا جد سعيد بتكلل جهود محافظة المهرجان بالنجاح، رأيت هذا النجاح في أعين الناس، في تصفيقات الجمهور، في الاهتمام الإعلامي الكبير لأول مرة بهذا المهرجان. أنا إنسان أحلم كثيرا وأرى بعيدا. والحمد الله حققت حلمي بإعادة المهرجان إلى مدينته إلى مهده وحضنه. وأشكر بالمناسبة كل الذين بفضلهم تحقق هذا الحلم، الفنانين والموسيقيين الذين تعبوا كثيرا الإعلاميين الذين سهوا على نقل تفاصيل المهرجان. أشكر السيدة الوزيرة صورية مولوجي على دعمها المادي والمعنوي خاصة ومعها كل إطارات المركزية الذين لم يدخروا أي جهد في سبيل إنجاح هذه الدورة.

ما مساهمة المهرجان في تقديم هذا التراث لليونسكو؟
لدينا برنامج على المدى القصير، المتوسط والبعيد نحن محافظة لا تسعى فقط لبرمجة الحفلات بل لدينا تصور يرمي إلى ابتكار أفكار جديدة والبحث عن الإضافة. سنعمل على برمجة ورشات تكوينية و”ماستر كلاص” على مدار العام وسنعمل على إطلاق تبادلات ثقافية وتكوينات لفائدة الفنانين الموسيقيين والمؤطرين. محافظة المهرجان ليست مجرد محافظة بل هي مشروع يرمي إلى الحفاظ على هذا الموروث الأصيل تساهم فيه كل جهود الخيرين والمحبين لهذا الفن. وأدعوهم للالتفاف حول هذا المشروع.

كلام كثير دار حول برمجة الأصوات التي اعتلت منصة السهرات، ما معايير المحافظة في اختيار المشاركين؟
المعيار الأول هو الصوت، والمعيار الثاني هو الجهد، من غير المعقول برمجة أناس لا يشتغلون على أنفسهم، وينتظرون فقط برمجتهم في المهرجانات. لا أقول أنهم ليسوا فنانين لكن علينا مواكبة المعايير الدولية والعالمية في المهرجانات الكبرى. وفي مواكبة أذواق الجمهور الذي صار اليوم متطلبا بفضل الإمكانيات التي صارت توفرها التكنولوجيا الحديثة في الاطلاع الواسعة والمتابعة الدقيقة لكل جديد في مجال الفن والمعرفة الدقيقة لكل ما يدور.
على الفنانين الاشتغال على أنفسهم وبذل قصارى جهودهم للترويج لمسيرتهم وتسويق أنفسهم.
لا يجب أن نكتفي بالبقاء مكتوفي الأيدي وانتظار البرمجة في المهرجانات وعندما لا يتم ذلك نحتج. عدم البرمجة في المهرجانات ليس نهاية العالم ولا تسقط صفة الفنان عن أي مغن. أنا كفان لم أبرمج في عديد المهرجانات لكني لم أحتج ولا مرة. واصلت الاشتغال على نفسي وكان لي دائما برنامجي الخاص “أعراسي وحفلاتي”.

الكثير من الكلام دار أيضا حول برمجة الأسماء الأجنبية.. ما علاقة الأسماء التي برمجت بالمالوف؟

في ظل التوجهات الجديدة للبلاد، التي تتطلع إلى تسويق ثقافتنا يجب أن نخرج من عقلية التقوقع، هذا مهرجان دولي يتطلع إلى التبادل وعقد شراكات ثقافية مثمرة من شأنها تسويق تراثنا وموروثنا وهذا دور الدبلوماسية الثقافية.
اخترنا تونس، لأنها بلد شقيق وصديق وبيننا وبين تونس أواصل قرابة ثقافية وموروث واحد من زمان قديم حتى إن ثمة مثل يقول: “قسنطينة تصنع وتونس تطبع”، وهناك مهرجان في تونس للمالوف أيضا. وبين المالوف التونسي والجزائري تقاطعات وأوجه تشابه كبير ومن لبنان جئنا بصوت طربي جميل جاهدة وهبة التي أدت بصوتها رائعة من روائع المالوف القسطيني. نفس الشيء بالنسبة للإيطالية التي تحمل في نصفها نسب جزائري من جهة الأب وقد أدت أغنية حرمت بك نعاسي. هذه الأسماء عندما تنقل التراث الجزائري إلى الخارج سيكون في خدمة البلد. السنة المقبلة بحول الله ستكون هناك أصوات أخرى وتجارب أخرى ستكون ضمن نفس الخط التسويق للموروث الجزائري.

ما آفاق المهرجان المستقبلية؟
سنعمل بحول الله على تحقيق استقلالية المهرجان ليصبح مؤسسة قائمة بذاتها ومهيكلة بإطاراتها ومديرياتها تعمل بشكل مستمر. لا يمكن أن ينحصر دور المحافظة فقط في برمجة الحفلات وتنظيم المهرجان بالطريقة التقليدية. بل علينا أن ننخرط في المقاربة الجديدة التي تحتم على التظاهرات الثقافية أن تصبح جزءا من النسيج الاقتصادي الوطني، والبحث عن مصادر تمويل بمعزل عن دعم الوزارة التي أصبحت اليوم هذه التظاهرات تثقل كاهلها، لأن دور الوزارة هو الرعاية والتأطير في حين يجب أن تكون المهرجانات مؤسسات قائمة بذاتها تساهم في تحقيق الإضافة الثقافية والاقتصادية أيضا لهذا فمن أهداف المهرجان المستقبلية البحث عن تمويلات خاصة والانتقال من مجرد محافظة إلى مؤسسية تسعى إلى مواكبة كبرى المهرجانات مثل موازين وقرطاج وغيرها بطريقة احترافية ومهنية. وفي هذا السياق فانه بداية من الطبعة المقبلة سنعمل على تثمين جهود التنظيم وتحديد أسعار الدخول إلى الحفلات، حيث فضلنا في طبعة العودة جعل التذاكر بسعر رمزي وكان حفل الاختتام مجانيا لمنح الفرصة لكل سكان قسنطينة والمدن المجاورة الاحتفاء بطبعة العودة لكن التصور الجديد للتظاهرات الثقافية يحتم علينا إعادة النظر في تثمين الجهود وتسويقها بإشراك الفاعلين وخاصة أرباب العمل ورؤساء المؤسسات الاقتصادية.

لكن هل تعتقدون أن أرباب العمل سينخرطون في دعم الثقافة؟
كان مؤخرا لرئيس منتدى أرباب العمل لقاء مع الوزيرة تطرق إلى عدة نقاط منها تمويل ومرافقة المهرجانات الثقافية والتظاهرات. علينا أن نغير من طريقة التفكير التي تبقي فقط محصورة في كرة القدم.

في طبعة العودة انتقل المهرجان من المسرح الجهوي إلى قاعة الزنيت، هل كان الرهان ناجحا؟

أشكر بعض الأطراف التي انتقدت هذا الخيار لأن الانتقادات التي طالت هذا الخيار كانت دافعا لي للبحث عن الحلول وإشراك عدة مؤسسات على غرار مديرية النقل التي وفرت مشكورة النقل للعائلات والأشخاص الراغبين في حضور الحفلات والحمد أن قاعة أحمد باي التي كانت لا تمتلئ حتى في حفلات الراي والهيب هوب امتلأت بجمهور المالوف. وكانت كل السهرات ناجحة.
مهرجان المالوف هو مهرجان دولي يعني كل الجزائريين وليس مهرجان قسنطينة وحدها، لذا، نحن مطالبون اليوم بالتفتح على كل المبادرات التي من شانها أن تجعل مهرجان المالوف حدثا دوليا محترفا ذا سمعة دولية وسنعمل مستقبلا على استقطاب الأفكار التي من شأنها تقديم الإضافة. وسننطلق في التفكير في الطبعة المقبلة بمجرد تسليم حصيلة هذه الطبعة للوزارة الوصية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!