دروس وعبر في ودية مصر ونرفزة بلماضي تثير قلق الجماهير

خرجت الجماهير الجزائرية بآراء متباينة بعد المباراة الودية التي نشطها المنتخب الوطني الأحد أمام نظيره المصري، التي انتهت بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، حيث تلقى زملاء ماندريا هدف السبق في منتصف الشوط الثاني قبل أن يعادل الهداف سليماني النتيجة في الوقت بدل الضائع في مباراة حملت الكثير من الدروس والعبر قبل المواعيد الرسمية المقبلة مثلما شهدت نرفزة واضحة للمدرب بلماضي خلفت الكثير من التحفظات والقلق وسط الجماهير والمتتبعين.

أجمع الكثير من المتتبعين على وصف ودية مصر بأفضل اختبار للعناصر قبل الخوض في التحديات الرسمية المقبلة، ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي، إلا أن تفاصيلها ومجرياتها سيقف عليا الناخب الوطني بغية تصحيح النقائص المسجلة مثلما يسعى إلى تثمين المسائل الإيجابية التي تستحق التثمين.

وأكد الكثير من المتتبعين بأن الخلل لا يزال يكمن في خط الوسط الذي يحتاج إلى مزيد من التوازن باختيار العناصر المناسبة التي تتولى المهمة، وهو الخلل الذي لم يجد له الناخب الوطني الحل بسبب عديد العوامل التي مر بها المنتخب الوطني، بسبب غياب قديورة واصابة بن ناصر وعدم الحضور المنتظم لبلايلي وغيرها من المعطيات التي حتمت على بلماضي فتح ورشة جديدة على وقع اللاعبين الجدد بغية إيجاد البدائل المناسبة، كما عرف خط الدفاع عدة هفوات وأخطاء مؤثرة، خاصة في الكرات الثابتة التي نفذها المنتخب المصري، ما كلف تلقي الهدف الوحيد في المباراة، ناهيك عن أخطاء كادت تتسبب في تلقي أهداف أخرى، ما يتطلب علاجا سريعا لتحصين الجهة الخلفية سواء على مستوى المحور أم الظهيرين، في الوقت الذي أبانت التشكيلة الوطنية عن رد فعل إيجابي بناء على الفرص المتاحة التي أقلقت دفاع المنتخب المصري بقيادة البديل عمورة وعدة أسماء تسعى إلى كسب ثقة الطاقم الفني، وهي الجهود التي أثمرت بمعادلة النتيجة في اللحظات الأخيرة من المباراة عن طريق الهداف سليماني برأسية محكمة، وهي العودة التي وصفها الكثير بالايجابية من الناحية النفسية، بحكم أن انتهاء اللقاء بالتعادل سيحفز رفقاء عوار على مواصلة العمل في ظروف مريحة تحسبا لتدشين تصفيات المونديال، وكذلك ضبط ساعتهم مع رهانات الكان.

وإذا كانت المباراة قد خلفت أراء متباينة من الناحية الفنية، بناء على الوجه الذي قدمه المنتخب الوطني، فإن المباراة كانت اختبارا مهما أمام منافس قوي وفي مواجهة تحمل طابعا محليا هاما، إلا أن الذي أثار حفيظة الجماهير الجزائرية هو نرفزة المدرب جمال بلماضي، وفي مقدمة ذلك تعامله السلبي مع بن رحمة مباشرة بعد استبداله، وهي اللقطة التي عرفت تداولا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وسط استياء واسع من خرجة بلماضي التي وصفها الكثير بغير المسؤولة، خاصة وأن ذلك حسبهم يسيء إلى سمعته مثلما يسيء إلى سمعة المنتخب الوطني، وهي اللقطة التي تأتي بعد أقل من أسبوع على الذي حدث في ودية الرأس الخضر بين بن رحمة وسليماني بسبب إصرار هذا الأخير على تنفيذ ركلة الجزاء، مثلما أعاد إلى الأذهان النرفزة المبالغ فيها لبلماضي الذي سبق له أن دخل معارك كلامية وشبه جسدية، على غرار ما حدث في ودية تونس، وحتى في ودية أول أمس دخل نقاش حاد مع حكم المباراة ومدرب المنتخب المصري، ما يتطلب من بلماضي ضبط النفس وتفادي مثل هذه النرفزة التي تؤثر سلبا على نفسية اللاعبين، بدليل ما حدث في نهائيات “كان 2022″ بالكاميرون” وفي مناسبات أخرى كان يفترض على بلماضي أن يضبط نفسه ويتحلى بالرزانة قدر الإمكان.