العالم
ترامب:

دعم القوات الكردية في سوريا “مكلف للغاية”

الشروق أونلاين
  • 1080
  • 2
أرشيف
دونالد ترامب

دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، عن قرار إدارته سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وقال إن مواصلة دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مكلف للغاية.

وقال في سلسلة تغريدات على تويتر: “الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود”.

وأضاف “سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع”.

وبدأت الولايات المتحدة في سحب بعض قواتها من شمال شرق سوريا، الاثنين، في تحول سياسي كبير يمهد الطريق أمام هجوم عسكري تركي على قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد ويسلم أنقرة المسؤولية عن آلاف الأسرى من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، إن الخطوة تمثل “طعناً بالظهر”. والقوات هي الشريك الأقوى لواشنطن في قتال التنظيم المتشدد في سوريا.

واتهمت القوات الولايات المتحدة بالتخلي عن حليف لها محذرة من أن الهجوم التركي سيكون له “أثر سلبي كبير” على الحرب على تنظيم “داعش”.

وفي مؤشر على المخاوف الإنسانية المتصاعدة، علق مسؤول بالأمم المتحدة على الخطوة قائلاً، إنه ينبغي حماية المدنيين في أي عملية تركية بشمال شرق سوريا، مضيفاً أن المنظمة الدولية تأمل في الحيلولة دون وقوع انتهاكات أو موجات نزوح.

وقال مسؤول أمريكي، إن القوات الأمريكية انسحبت من موقعين للمراقبة على الحدود عند تل أبيض ورأس العين وأبلغت قائد قوات سوريا الديمقراطية، بأن الولايات المتحدة لن تدافع عن القوات في مواجهة هجوم تركي وشيك.

وقال البيت الأبيض بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان: “ستمضي تركيا قريباً في عمليتها التي تخطط لها منذ وقت طويل بشمال سوريا”.

وأضاف “القوات المسلحة الأمريكية لن تدعم أو تشارك في العملية، ولن تظل في المنطقة بعد أن هزمت ‘خلافة’ داعش”.

“منطقة حرب”

قال أردوغان، إن القوات الأمريكية بدأت تنسحب من أجزاء في شمال شرق سوريا بعد الاتصال الهاتفي بينه وبين ترامب. وأضاف أنه يعتزم زيارة واشنطن للقاء ترامب في النصف الأول من نوفمبر حيث سيناقشان خططاً بشأن “المنطقة الآمنة”.

وتدعو تركيا منذ وقت طويل إلى إقامة منطقة “آمنة” على الحدود بعمق 32 كيلومتراً تحت سيطرة أنقرة وطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تمثل القوة المهيمنة على قوات سوريا الديمقراطية وتعتبرها تركيا منظمة إرهابية وتهديداً لأمنها القومي.

وساعدت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب على هزيمة مقاتلي تنظيم “داعش” في سوريا وتسعى إلى “آلية أمنية” مشتركة مع تركيا على الحدود لتلبية احتياجات أنقرة بخصوص الأمن بما لا يهدد قوات سوريا الديمقراطية.

واتهمت قوات سوريا الديمقراطية واشنطن، الاثنين، بخيانة حليف لها.

وقال مصطفى بالي وهو مسؤول بقوات سوريا الديمقراطية، إن القوات الأمريكية تركت المنطقة لتتحول إلى منطقة حرب.

وقال كينو جبريل المتحدث باسم القوات في مقابلة مع تلفزيون الحدث: “التصريح (الأمريكي) الذي صدر اليوم كان مفاجئاً ويمكننا القول إنه طعناً بالظهر لقوات سوريا الديمقراطية”.

وذكر مسؤول تركي فيما بعد أن الانسحاب الأمريكي قد يستغرق أسبوعا وأن تركيا ستنتظر على الأرجح إلى أن يُستكمل الانسحاب قبل شن أي هجوم.

أسرى “داعش”

وسلم بيان البيت الأبيض تركيا المسؤولية فيما يبدو عن مقاتلي “داعش” الأسرى المحتجزين حالياً في منشآت تابعة لقوات سوريا الديمقراطية إلى الجنوب من المنطقة الآمنة التي اقترحتها أنقرة في بادئ الأمر.

وأضاف “تركيا ستكون الآن مسؤولة عن كل مقاتلي داعش في المنطقة الذين تم أسرهم خلال العامين الماضيين”.

وأشار البيان إلى حلفاء واشنطن الأوروبيين قائلاً، إن العديد من المقاتلين الأسرى ينتمون لهذه البلدان التي ترفض دعوات أمريكية لاستعادتهم.

وقال البيت الأبيض: “لن تحتجزهم الولايات المتحدة لسنوات قد تكون طويلة وبتكلفة باهظة على كاهل دافع الضرائب الأمريكي”.

وفي أول تعليق تركي على البيان، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إن خطة “المنطقة الآمنة” التركية تأتي في إطار وحدة الأراضي السورية.

وكتب كالين على تويتر يقول: “المنطقة الآمنة لها هدفان: تأمين حدودنا بطرد العناصر الإرهابية وتحقيق عودة اللاجئين بطريقة آمنة”.

لكن الكرملين، أقوى حليف خارجي للرئيس السوري بشار الأسد، قال إنه ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مضيفاً أن موسكو ستواصل السعي لانسحاب كل القوات الأجنبية التي توجد “بشكل غير قانوني” في سوريا.

وتقول تركيا، إنها ترغب في توطين ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري في المنطقة. وتستضيف حالياً 3.6 مليون سوري منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثماني سنوات.

وبعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان، قالت الرئاسة التركية، إن أردوغان عبر خلال المكالمة عن شعوره بخيبة الأمل إزاء تقاعس المسؤولين العسكريين والأمنيين الأمريكيين عن تنفيذ الاتفاق بين البلدين.

ووافقت تركيا والولايات المتحدة في أوت على إقامة منطقة في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا.

وتقول تركيا، إن الولايات المتحدة تباطأت بشدة في إقامة المنطقة وهددت أنقرة مراراً بشن هجوم منفرد في شمال شرق سوريا.

مقالات ذات صلة