-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سبر آراء يكشف اختلال المفاهيم والقيم

دعوة إلى تعزيز العلاقات الأسرية من خلال خطب المساجد

وهيبة سليماني
  • 383
  • 0
دعوة إلى تعزيز العلاقات الأسرية من خلال خطب المساجد
أرشيف

دعا مختصون وخبراء وممثلون للجمعيات الحقوقية، إلى ضرورة إسناد مهمة الخطاب الديني إلى المساجد دون غيرها، وإعادة النظر في البرامج البيداغوجية الخاصة بتدريس التربية الإسلامية، وإضفاء الجانب الروحي عليها بعيدا عن الإطار التقني.

وقال إمام مسجد القدس بحيدرة، الشيخ جلول قسول، لـ”الشروق”، إن التغيرات التي طرأت على المجتمع الجزائري في ظل التطور التكنولوجي والحضاري، واختلال الكثير من القيم، يستدعي إبعاد الذين يقومون بدور المشايخ والأئمة دون تفقه في الدين، و”البزنسة” بخطابات وفتاوى تزرع العنف والتمييز والكراهية.

ودعا الشيخ جلول قسول، إلى ضرورة حصر مهمة الخطاب الديني في المساجد، ومتابعة هذه الخطابات من الجهات المعنية، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديوهات لشيوخ ومحدثين باسم الدين، تشجع على العنف ضد المرأة، وتعطي تفاسير خاطئة تحقق رغبة بعض المتعصبين، وأصحاب الأفكار السلبية.

وأكّد إمام مسجد القدس، على أهمية متابعة وزارة الشؤون الدينية، للخطاب الديني وإسناد مهمته للمساجد، والمطالبة بمتابعة هؤلاء الذين “يبزنسون” في الدين عبر بعض وسائل الإعلام، ويثيرون التفاعل السلبي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما الفايسبوك و”اليوتوب”، في وقت يحتاج فيه المجتمع الجزائري إلى مزيد من الإرشاد والتوجيه الجيد وتطور الخطاب الديني في المساجد واعتداله، بما يتماشى ومتطلبات الحياة.

اختلال بين البيئة الداخلية والخارجية للأسرة.. ومزيد من الحذر

وفي ذات السّياق، أكد عبد الحليم مادي، مختص في علم النفس التربوي والتنمية البشرية، أن النمو التكنولوجي الحضاري لم يتوازن مع النمو الثقافي في المجتمع الجزائري ولم يكن هنالك تفتح إيجابي يجعل البيئة الخارجية تتناسب مع البيئة الداخلية للأسرة، حيث كانت الأولى تساعد الأخيرة ولم يكن بينهما فرق شاسع.

وقال إنه على مستوى المحك الخارجي لم تعد لحرية الفرد علاقة بالدين الحقيقي، حيث كانت القيم الاجتماعية سابقا مبنية على قناعة الموروثات، ولما تغيرت البيئة الخارجية وأصبح المجتمع يستورد أفكارا وقيما من مجتمعات أخرى ظهر الاختلال وهنا، حسب مادي، تظهر أهمية الخطاب الديني.

ويرى مادي، أنّ الخطاب الديني اليوم يجب أن يكون في المساجد، بعيدا عن “بزناسية” الدين، والفتاوى التي تهدف إلى الربح المالي، وجلب الانتباه، وإرضاء المتطرفين، وأصحاب الأفكار البدائية والمتخلفة، والسلوكيات السلبية.

وقال عبد الحليم مادي، مختص في علم النفس التربوي والتنمية البشرية، إن برامج المؤسسات التربوية الخاصة بالتربية الإسلامية، يجب أن تركز اليوم على الروحيات وليس على الأمور التقنية التي من شأنها إعطاء صورة تقنية للدين في أذهان التلاميذ، حيث يشعرون أنهم يقرؤون الرياضيات.

دراسة تؤكد أن المجتمع الجزائري يتجه نحو الانغلاق

وكشفت عملية سبر أراء قام بها مركز الإعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة “سيداف”، عن تراجع العلاقات الاجتماعية، وانتشار حالات الطلاق لأسباب تافهة، حيث أكدت رئيسة المركز الحقوقية نادية آيت زاي، لـ”الشروق”، إن سبر الآراء شمل خلال 2022، نحو 2200 امرأة و2200 رجلا، و750 مراهقا، وبالمقارنة مع سبر الآراء الذي أجراه المركز خلال سنتي 2002، و2008، تبين وجود اختلال في القيم والمفاهيم، وتفكك في العلاقات الاجتماعية.

وقالت آيت زاي إنّ المساواة في الحقوق بين الجنسين لا تزال بعيدة عن التحقيق، خاصة في الجانب السياسي والعملي، وإن العلاقات الأسرية شهدت تدني وتراجع في المستوى، في الوقت الذي توجه المجتمع الجزائري نحو الانغلاق والتخلّف في العقلية التي أصبحت رجعية عند شريحة معتبرة منه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!