-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دفاع عن الرسول ضد مفتريات القمص زكريا بطرس

محمد بوالروايح
  • 2992
  • 0
دفاع عن الرسول ضد مفتريات القمص زكريا بطرس

لا يحتاج الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي تكفل الله سبحانه وتعالى بعصمته “والله يعصمك من الناس” إلى عبد ضعيف مثلي ليدافع عنه، ولكن حبنا لهذا النبي المستقر في أعماقنا والذي نشأنا عليه منذ نعومة أظفارنا يحتم عليَّ أن أبرِّىء ذمتي وأؤدي بعض واجبي تجاه هذا النبي الذي أرسله الله إلى الناس كافة شاهدا ومبشِّرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فأكمل به الدين وأتم به النعمة ورضي لنا الإسلام دينا.

أفرغ القمص زكرياء بطرس ما في كنانته من الحقد الدفين على الرسول صلى الله عليه وسلم وأطلق لنفسه العنان وأمعن في السباب الذي لا يليق بذي شيبةٍ مثله، اشتعل رأسُه شيبا، ولا يليق برجل دين مسيحي يدّعي أنه على خطى المسيح وبطرس الرسول. لقد آليتُ على نفسي ألا يغمض لي جفن حتى أرد على هذا السفيه الذي أسف واستخف بخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم الذي نقرأ عن سيرته العطرة في كتب الغربيين المنصفين ما يجعله بريئا مما رماه به عيٌّ جاهل ارتكس في حمأة الضلالة من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه.

القمص زكرياء بطرس –لمن لا يعرفه- هو “نجم” قناة “الحياة” المسيحية التي تستهدف بالدرجة الأولى الجماهير الواسعة من المسلمين في القارات الخمس وخاصة المنطقة العربية، وهي قناة تنصيرية بامتياز يدير برامجها مجموعةٌ من رجال الدين المسيحي الذين تخصصوا في الطعن في الإسلام ونبي الإسلام ببضاعة مزجاة وكلام مهلهل لا يستقيم أوله ولا آخره. ويمثل القمص زكريا بطرس في نظر مسيري القناة أحد أبرز الرهبان الدعاة وأحد أشهر أساطين علم اللاهوت، ولكن رأينا فيه أنه أدنى من ذلك بكثير ولا يفضل المسيحي الأمي إلا بقلنسوته وقميص الرهبان .

طعن القمص زكرياء بطرس في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وفي رسالة الإسلام بكلام أبتر على طريقة “الحكواتي” الذي يسترسل في سرد الحكاية ولا يكترث للتناقض الذي يشوبها والملل الذي تحدثه في نفوس سامعيها. من مفتريات بطرس على نبينا اتهامه عليه الصلاة والسلام بأنه –كما زعم- :”يُضِلُّ العالم كله، وبأنه ظهر على حقيقته، ففي لحظة “سطلة وسكر” كتب الحقيقة، سورة الجن وكلام الجن الذاهبين إلى جهنم والنار وبئس المصير. يقول محمد في القرآن في سورة الأعراف: “ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم  أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هو أضل أولئك هم الغافلون”. أرأيتم: الجن أضلُّ من البهائم فإذا كانوا أضلَّ من البهائم فلماذا أتى الرسول محمد بسورة الجن في القرآن؟. “مسطول سكران كتب القرآن”.

من الضروري قبل الرد على مفتريات بطرس الإشارة إلى أنه مما يجب على المسلمين معرفته هو التمييز بين بطرس ومن لفّ لفه وبين عقلاء المسيحية، فمشكلتنا نحن المسلمين ليست مع النصارى الكتابيين الذين يشملهم قول الله سبحانه وتعالى: “ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون”، بل مع النصارى المحاربين الذين أعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين .

لقد سارعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى شجب أقوال القمص زكرياء بطرس وأصدرت بيانا شديد اللهجة، تعري فيه صفحة هذا المدّعي والمفتري، ومما جاء في هذا البيان أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد أمرت بفصله منذ أكثر من ثمانية عشر عاما بسبب نشره تعاليم لا تتناسب مع رسالة الكنيسة ثم أعيد دمجُه في كرسي الكهنوت بعد تقديمه اعتذارا رسميا للكنيسة فنُقل إلى استراليا ثم إلى المملكة المتحدة ولكنه استمر في سلوكه المخالف لرسالة الكنيسة وروح المسيحية، ولكن قبل أن تصدر الكنيسة في حقه هذه المرة قرارا نهائيا بالطرد، تذرع بطرس إلى الكنيسة بأنه لم يعد قادرا على العطاء كما كان بعد أن وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا فكتب إلى البابا شنودة يطلب الإحالة على المعاش فقبل طلبه، ومنذ ذلك الوقت أي من شهر يناير 2003 لم يعد له صلة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واختتم بيان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالتأكيد على أن هذه الأخيرة تكنُّ احتراما كبيرا للمسلمين ولا تسمح بالإساءة إلى أي دين من الأديان أو أي رمز من الرموز الدينية.

نؤمن نحن المسلمين بأن ما غالبَ هذا الدينَ أحدٌ إلا غلبه، وما أعلن أحدٌ الحرب على الرسول صلى الله عليه وسلّم إلا  قصمه الله وكانت نهايتُه كئيبة مخزية كنهاية مسيلمة الكذاب وسجاح، فقد انتهى الكل وهُزم الجمع وبقي صاحب جوامع الكلم محمد صلى الله عليه وسلم الذي مدحه الله من فوق سبع سماوات: “إلا تنصروه فقد نصره الله…”.

وجاء الرد الناري من إدارة الأزهر على مفتريات بطرس، ومما جاء في هذا الرد اختصارا: “إن شواهد التاريخ ناطقة بهلاك المستهزئين بالنبي الأمين صلى الله عليه وسلم”.

لقد درستُ شيئا من علم النفس الذي يمكِّنني من قراءة شخصية الكاتب والمتحدث، فالإنسان مخبوءٌ وراء لسانه ووراء مكتوبه، إن صح التعبير، ولقد بدا لي أن بطرس -بناء على حركاته غير المنسجمة وكلامه المهلهل غير المتسق- كان مخمورا حتى الثمالة فتلعثمه في الكلام وعيناه الجاحظتان تدلان على أنه لم يكن في حالة طبيعية، ومن ثم فإن كلامه ينطلي وينطبق عليه انطباقا كليا.

مما أضحكني من كلام القمص زكرياء بطرس أنه ساق الآية من سورة آل عمران: “ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس”، فطفق يقول كلاما كيفما اتفق ويدّعي أنه أفصح بلغة العرب من منزل القرآن فادّعى أن كلمة “ذرأنا” قرآنٌ قديم -أي لغة قديمة- أكل عليه الدهر وشرب، ولو أنه تبحَّر حقا في علوم البلاغة والعربية كما ادّعى أكثر من مرة لعلم أن فعل “ذرأ” يحمل معاني أوسع وأشمل، ولكنه الجهل الذي يفعل بصاحبه ما لا يفعله العدو بعدوه.

للقمص زكريا بطرس من جملة الهراء الذي قاله حسنة واحدة وهي استدلاله بالآية من سورة آل عمران: “ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون”. يبدو أن هذه الصفات تنطبق عليه قلبا وقالبا، هذا بالإضافة إلى أن تفسير الآية ليس على النحو الذي ذكره بطرس، وإنما تفسيرها أن الله ميّز من ذكرهم من غيرهم بأن أمدّهم بالسمع والبصر والقدرة على التمييز، فإن هم عطلوا ذلك انتفت عنهم هذه الميزة وارتكسوا إلى درجة البهائم بل أضل، وهذا التفسير لا يختلف فيه اثنان ولا يجادل فيه إنسان إلا إذا كان من أمثال بطرس الذي لا يفهم معاني الألفاظ العربية ناهيك عن الألفاظ القرآنية.

أنصح القمص زكرياء بطرس الذي كثر لغطه وغلطه أن يستقيل من الوعظ الكنسي لأنه غير مؤهَّل لذلك، وأن يترك كرسي الرهبنة لمن هم أولى منه، فأقلُّ الناس حظا من العلم لا يستسيغ الآراء الشاذة والساذجة التي يبثها في قناة “الحياة”.

نؤمن نحن المسلمين بأن ما غالبَ هذا الدينَ أحدٌ إلا غلبه، وما أعلن أحدٌ الحرب على الرسول صلى الله عليه وسلّم إلا  قصمه الله وكانت نهايتُه كئيبة مخزية كنهاية مسيلمة الكذاب وسجاح، فقد انتهى الكل وهُزم الجمع وبقي صاحب جوامع الكلم محمد صلى الله عليه وسلم الذي مدحه الله من فوق سبع سماوات: “إلا تنصروه فقد نصره الله…”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!