الرأي

دموع أوباما وابتسامة بشار!

رشيد ولد بوسيافة
  • 6170
  • 12

دموع الرئيس الأمريكي بارك أوباما على الأطفال الذي قتلوا في المجزرة المروعة التي ارتكبها شاب ربما يكون مختلا عقليا تجعلنا نفكر قليلا في قيمة الإنسان الغربي التي وصلت درجة تجعل بلدا كبيرا مثل أمريكا ينسى كل مشاكله وخلافاته ويتوحّد على التعاطف مع العائلات الأمريكية التي فقدت أحد أفرادها في المذبحة.

لكن باراك أوباما يذرف الدموع على عشرين طفلا قتلوا على يد مجنون، بينما لا تحرك المجازر التي ارتكبتها إسرائيل قبل أيام شعرة واحدة فيه، بل إن إدارته كافأت إسرائيل بأسلحة جديدة وعرقلت قرارا ضدها في مجلس الأمن، وبررت كل تلك البشاعة التي انتجتها آلة الحرب الإسرائيلية بكون الأمر لا يعدوا أن يكون دفاعا عن النفس.

الرجل الأول في البيت الأبيض يذرف الدموع على مواطنيه، بينما يتجاهل كل تلك المآسي التي تسببت فيها السياسة الأمريكية في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا وغيرها من البلدان التي يموت فيها عشرات الضحايا بتورط أمريكي مباشر أو غير مباشر.

دموع أوباما تحولت إلى بكائية عالمية انخرطت فيها وسائل الإعلام عبر القارات الخمس، وتحولت إلى حدث كبير يفضح نفاق العالم الذي دخل في “مندبة” كبيرة بسبب عشرين طفلا، بينما يتدخل بشكل يعمق مآسي شعوب كاملة مثلما يجري في سوريا منذ سنتين.

لكن العيب هنا ليس في الرئيس الأمريكي الذي تفاعل مع مأساة عاشتها مدرسة معزولة في كونتيكت، بل في الحكام العرب الذين جثموا على صدور شعوبهم لعقود ويرفضون المغادرة مهما كانت المصائب والكوارث، ولم يحدث أن خرج حاكم عربي باكيا على شاشات التلفزيون بسبب كارثة من الكوارث.

وآخرهم بشار الأسد يصر على عدم المغادرة، إلا بعد أن تدمر آخر مدينة في بلده، وإلى حد الآن لم تدفعه تلك المشاهد البشعة التي تبثها الفضائيات لأطفال مزقتهم الطائرات الحربية التي يستخدمها شبيحته لإخماد الثورة السورية إلى فعل شيء يخفف من معاناة شعبه، بل إن الإعلام السوري الرسمي يصر أن لا يظهر الرئيس إلا وهو منبسط ومتبسم وغير متأثر بما يجري في بلده، والأكثر من ذلك تصر وسائل إعلام قريبة منه على نشر تقارير تفيد بأن بشار الأسد يعيش حياة عادية ولا يفوت حصص الرياضة والسباحة وينام خلال عشر دقائق.

مقالات ذات صلة