الجزائر
في ظل انتشار مفزع للطلاق.. حورية المرأة تطلق:

دورات تكوينية لتأهيل الشباب للزواج

كريمة خلاص
  • 3317
  • 8
ح.م

أطلقت جمعية حورية المرأة مشروعا للحد من ظاهرة الطلاق في المجتمع بالتعاون مع جامعة برج بوعريريج يتعلق بـ”تأهيل الطالب الجامعي للحياة الأسرية”، وفق ما أكّدته رئيسة الجمعية عتيقة حريشان.
ويستفيد الطلبة الجامعيون المنضمون إلى المبادرة من دورات تكوينية على مدار سنتين تتناول مختلف المحاور الهامة في كيفية تكوين الأسرة وإدارة العلاقة الزوجية.
تحرك الجمعية لإطلاق مشروعها جاء في وقت يعاني فيه المجتمع الجزائري من تفكك وانهيار لأقدس علاقة وهي العلاقة الزوجية حيث صدمت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة العدل نهاية العام الماضي المختصين والمتابعين للشأن الاجتماعي بالإعلان عن وجود ما يناهز 67 ألف حالة طلاق في بلادنا..
رقم مهول أذهل الجميع ودفع إلى ضرورة التفكير في الخلل وكيفية المساعدة على إصلاحه.
التجربة تعد الأولى من نوعها في بلادنا، غير أن دولا أخرى سبقتنا إليها على غرار بعض الدول الأوروبية والآسياوية ومنها ماليزيا، حيث حققت نجاحا وساهمت في التقليل من حالات الطلاق التي كانت منتشرة قبل ذلك.
وتسعى “حورية المرأة ” إلى تعميم الفكرة على سائر الجامعات الوطنية حيث أبدت جامعة البرج استجابتها للفكرة ومرافقة الجمعية في المبادرة من خلال تأطير بعض الدورات إلى جانب مستشارين في العلاقات الزوجية وخبراء ومدربين وكذا نماذج ناجحة لأزواج جزائريين.
وأكدت حريشان أن باب التسجيل مفتوح أمام جميع الطلبة من خلال ملء استمارة متوفرة على صفحة الفايسبوك للجمعية وهي “جمعية حورية المرأة الجزائرية”، حيث ستنطلق أول دورة أواخر شهر نوفمبر الجاري وتمتد بين يومين إلى 3 أيام بشكل دوري.
المبادرة لاقت اهتمام كثير من الطلبة إناثا وذكورا، حيث عرفت تسجيل عشرات الأشخاص إلى غاية الآن.
وتأمل الجمعية في الحصول على مرافقة ودعم من قبل السلطات الوصية لتبني المشروع فهي الآن كما قالت حريشان بصدد تحضير ورقة عنه لتقديمها إلى الجهات المختصة والحصول على مرافقة.
وتؤكد رئيسة “حورية المرأة ” أنّ تشخيصهم للواقع الاجتماعي ببلادنا، لاسيما على صعيد العلاقات الزوجية أثبت نقص التأهيل وعدم إلمام المقبلين على الزواج والأزواج الجدد بالمعلومات اللازمة لإدارة حياتهم والعقبات التي تعترض طريقهم، فهم يفتقدون خبرة التسيير ويجهلون لغة الشريك.
وقد أثبت الواقع، حسب المتحدثة، أنّ أكثر حالات الانفصال والطلاق التي تصل المحاكم تسجل خلال السنتين الأوليين من الزواج، في ظل طبيعة الأسرة النووية التي لا يوجد التفاف أسري حولها مثلما كان الأمر عليه في الأسرة الممتدة سابقا.
وختمت المتحدثة بالقول إن مشروع جمعيتها هو اجتهاد منها بدل تشريح الواقع في كل مرة والشكاوى والتذمر المتكرر، حيث تقدم معلومات علمية وشرعية ونفسية لقيادة سفينة الأسرة نحو بر الأمان.

مقالات ذات صلة