.. خطوة استباقية لإنقاذ النفط

كشف مصدر رسمي رفيع بقطاع الطاقة لـ”الشروق”، الأحد، أن أعضاء من منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” سيخفضون الإنتاج بما يقارب مليون برميل يوميا، مع إمكانية أن تبادر دول أخرى من تحالف “أوبك+” بخطوات من هذا القبيل، بالنظر إلى استمرار أسعار الخام في التراجع رغم تقليص الإنتاج ووجود استقرار في قاعدة العرض والطلب.

وأوضح المصدر أنه لوحظ استمرار تراجع أسعار النفط الخام منذ مدة، رغم تخفيض الإنتاج المعلن عنه سابقا (في إشارة لقرار أكتوبر 2022 لخفض 2 مليون برميل يوميا)، وهو ما يشير حسبه إلى وجود تلاعب بأساسيات السوق.
وشدد مصدرنا على أن قاعدة العرض والطلب في السوق النفطية تبدو متوازنة إلى حد ما، ومع ذلك استمرت الأسعار في التراجع، وهو ما يدل على وجود جهات تعمل على دفع الأسعار نحو الانخفاض.
وأشار محدثنا إلى أن هذا الإجراء لتخفيض النفط جاء كي يعطي إشارات للسوق، لأنه “كما لاحظنا قبل أيام كانت هناك أزمة بنوك غربية، لكن تداعياتها دفعها قطاع النفط بانخفاض الأسعار”.
وتساءل بالقول “ما هو ذنب منتجي البترول في ذلك؟ إذن هناك الكثير من التلاعبات”، لافتا إلى أن قاعدة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، التي تسير وفقها منذ فترة طويلة، تقوم على أساس ضمان توازن السوق حتى لا يتضرر لا المنتجون ولا المستهلكون.
وعلق بالقول: “المنظمة ليست في مبادرات تستهدف رفع الأسعار ولكن تبحث عن توازن السوق”. ولم يستبعد محدثنا أن يبادر أعضاء آخرون من خارج منظمة أوبك، أي أعضاء بتحالف “أوبك+” بخطوات من هذا القبيل، أي بتخفيض كميات أخرى من الإنتاج اليومي.
واعتبر المصدر الرفيع بقطاع الطاقة، أن هذه المبادرة المتخذة لخفض إنتاج النفط هي طوعية وليست “ضمن حسابات تحالف “أوبك+” بل هي خطوة لموازنة السوق البترولية”. وختم بالتأكيد على أنه “لو لم يتم اتخاذ مبادرة من هذا القبيل، فإن الأسعار ستستمر في الانخفاض، خصوصا أن التراجع تزامن مع فترة الشتاء التي من المفروض أن يرتفع فيها الطلب”.

الجزائر تخفض طوعا إنتاجها النفطي بـ48 ألف برميل يوميا
وأعلنت وزارة الطاقة والمناجم، الأحد، أن الجزائر ستبدأ خفضا طوعيا لإنتاجها من النفط بواقع 48 ألف برميل يوميا، اعتبارا من ماي المقبل وحتى نهاية العام 2023، في وقت أعلنت فيه المملكة العربية والعراق تواليا عن تخفيضات بـ500 ألف و200 ألف برميل يوميا.
وجاء في بيان لوزارة الطاقة والمناجم تلقت “الشروق” نسخة منه، أن الجزائر ستقوم “بخفض طوعي مقداره 48 ألف برميل يوميا اعتبارا من مايو المقبل وحتى نهاية عام 2023 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+”.
وأضافت الوزارة أن “هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يتم بالإضافة إلى خفض الإنتاج المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لأوبك+ في 5 أكتوبر 2022”.
من جهتها، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستقلص طواعية إنتاجها اليومي من النفط الخام بواقع 500 ألف برميل، بداية من ماي وحتى نهاية العام الجاري. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن مصدر بوزارة الطاقة في بلادها، أن القرار جاء بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها.
وأوضح المصدر ذاته أن هذا التخفيض الطوعي للإنتاج، يضاف إلى تخفيض الإنتاج الذي اتُّفق عليه في الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المنتجة من خارجها (أوبك+)، الذي عقد في 5 أكتوبر 2022.
من جهتها، أعلنت وزارة النفط العراقية، الأحد، تخفيض إنتاجها من النفط بشكل طوعي بمعدل 211 ألف برميل يوميا اعتبارا من ماي المقبل وحتى نهاية العام. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن بيان لوزارة الطاقة، أن القرار جاء “بهدف اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة التحديات التي تواجه السوق النفطية العالمية، ولتحقيق التوازن بين العرض والطلب واستقرار السوق”، مضيفا أن الإجراء جاء “بالتنسيق مع بعض الدول المنتجة للنفط وبما لا يتعارض مع سياسة الخفض السابقة”.