-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

د.يحي الغوثاني للشروق: الجزائر بلد المليون شهيد والمليون حافظ للقرآن الكريم

الشروق أونلاين
  • 3484
  • 0
د.يحي الغوثاني للشروق: الجزائر بلد المليون شهيد والمليون حافظ للقرآن الكريم

يتحدث الباحث في الدراسات القرآنية والمدرب المحترف في التنمية البشرية الشيخ الدكتور يحي الغوثاني في هذا الحوار مع »الشروق اليومي« عن تجربة دورته »أفكار إبداعية في حفظ القرآن الكريم باستخدام تقنيات الدماغ المتقدمة ومهارات التفوق« هنا في الجزائر وتقييمه لها، كما يرد فضيلته على بعض الأسئلة التي جمعناها من بعض المتابعين لدورته.والشيخ الغوثاني هو أحد جامعي القراءات العشر للقرآن الكريم وله سند يعتبر من أعلى الأسانيد في العالم حيث بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم 27 قارئا فقط.

‭*‬‮ ‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬لندخل‮ ‬مباشرة‮ ‬في‮ ‬دورتكم،‮ ‬تقولون‮ ‬إن‮ ‬الحفظ‮ ‬ممكن‮ ‬للصغار‮ ‬والكبار،‮ ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬لمن‮ ‬شاب‮ ‬رأسه‮ ‬أن‮ ‬يحفظ،‮ ‬والمعروف‮ ‬أن‮ ‬الحفظ‮ ‬في‮ ‬الصغر‮ ‬كالنقش‮ ‬على‮ ‬الحجر؟‮ ‬
** الدكتور يحي الغوثاني: هذه القضية نناقشها على مدار أكثر من نصف ساعة في الدورة، القاعدة التي تقول كلما كبر الإنسان ماتت ذاكرته أو ماتت خلاياه ليست صحيحة… فلقد أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان كلما كبر كلما نضج عقله وكان أكثر وعيا، وأكثر المبدعين نضجوا بعد الأربعين، وأكثر الأنبياء بعثوا بعد الأربعين… وأثبتت الدراسات أن الحفظ مستمر مع الإنسان إلى الثمانين وإلى التسعين من العمر، لا يتوقف كخلايا، لأنها لا تموت، إنما تضمر؟ نعم، من عطّلها تتعطّل ومن شغّلها تشتغل… فالحفظ في الصغر كالنقش على الحجر صحيح، هو قانون رباني يجعلنا نلتفت من أجل تحفيظ أبنائنا الصغار، لأنه أول ما يتلقى القرآنَ الكريم، لكن عندنا قانون ثانٍ يغيّر هذا القانون، أيضا هو قانون رباني، أنا أسميه قانون العامل الخارجي، وهو قوة الإرادة، والعزيمة، والإصرار، والهمة والتصميم، هذه الكلمات الخمسة إذا وجدت عند أي شخص يستطيع أن يكسر القاعدة الأولى، لا تقُل لي قدرات، لعلك تقول لي الآن »خلينا واقعيين«، الناس قدرات، السن له حكمه، أقول لك ائتني بأي شخص في الستين من العمر ـ وحضر في دوراتي ناس في الستين والسبعين ـ إذا حقق لي هذا الهدف وقام على العامل الخارجي يستطيع أن يكسر القاعدة ويحفظ، إذا رغب في ذلك… لكن بحكم كلام الناس وبرمجة الناس والأصدقاء والمعلمين يقولون »لا يا أخي، انتهى… أنت كبرت في السن«، أو »بعد ما شاب أخذوه للكُتّاب«، هذه برمجة سلبية للعقول للأسف.

‭* ‬على‮ ‬ذكرك‮ ‬البرمجة،‮ ‬يدّعي‮ ‬البعض‮ ‬أنها‮ ‬موجودة‮ ‬في‮ ‬القرآن‮ ‬والسنة،‮ ‬هل‮ ‬هذا‮ ‬صحيح،‮ ‬خاصة‮ ‬وأن‮ ‬تخصصك‮ ‬شريعة؟
** أولا البرمجة هي إحدى التقنيات المعاصرة، لها ما لها وعليها ما عليها، انتقدها منتقدون وأيدها مؤيدون، وأنا أخذت بعض الأشياء التي تفيد في حفظ القرآن الكريم مثل قضية الثقة بالنفس وما إلى ذلك… أما موجودة في القرآن والسنة، فنعم، ويوجد الكثير من الأمثلة… أساليب‮ ‬البرمجة‮ ‬موجودة‮ ‬عند‮ ‬الناجحين‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮.‬

‭*‬‮ ‬ما‮ ‬أمثلتها‮ ‬في‮ ‬القرآن‮ ‬والسنة؟
** مثلا عندما يركز القرآن الكريم على آيات التوحيد ويكررها، فهذه برمجة للنفس البشرية على توحيد الله… كل تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم نستطيع القول عنها بأنها برمجة، في معركة بدر الكبرى عندما كان يقول أشيروا عليّ أيها الناس ويعيدها فهذا في اصطلاحات البرمجة اللغوية العصبية تسمى »إعادة التأطير«، هم خرجوا في إطار تحصيل التجارة والعير، أما الآن فتغيرت التجارة وأصبحت حربا، فكيف يغيّر النفوس؟ استطاع ببرمجة لغوية عقلية، إن صحت العبارة، أن يغيّر عقول الصحابة، فأشيروا علي أيها الناس… »إننا أمام حرب طويلة وأمام قتال«، فقام سيدنا أبو بكر وقال خيرا، وقال سيدنا عمر خيرا، ومازال يقول أشيروا عليّ أيها الناس، فقال الأنصار لعلك تريدنا فوصلت الرسالة وتبرمجوا الآن، فقام سيدنا المقداد وسيدنا سعد بن معاذ وقالا كلاما رائعا فتبرمجت عقول كل الصحابة رضي الله عنهم.

‭*‬‮ ‬يقال‮ ‬إن‮ ‬البرمجة‮ ‬العصبية‮ ‬اللغوية‮ ‬علم‮ ‬غربي،‮ ‬وقُنّن‮ ‬غربيا‮..‬؟
** (مقاطعا) الصحيح أنه أُطّر، ووضعت له هياكل في الغرب، أما هو كمعلومات أو اكتشاف فموجود عند كل ناجح على وجه الأرض من الأنبياء والرسل والحكماء والمبدعين، وهذه البرمجة هي لغوية وعصبية، لكن هذا الاسم بالذات اسم جديد… أصلا الذي فعله باندلر وغراندر أنهم جاءوا‮ ‬إلى‮ ‬أشخاص‮ ‬ناجحين‮ ‬ونظروا‮ ‬في‮ ‬أنماطهم،‮ ‬ماذا‮ ‬يفعلون؟‮ ‬فاكتشفوها‮ ‬فسموها‮ ‬برمجة‮..‬الآن‮ ‬قد‮ ‬تأتي‮ ‬إلى‮ ‬أحد‮ ‬الدعاة‮ ‬إلى‮ ‬الله‮ ‬الناجحين‮ ‬جدا،‮ ‬تجد‮ ‬كلماته‮ ‬مبرمجة‮ ‬ودقيقة‮ ‬جدا‮ ‬وأسلوبه‮ ‬رائع‮ ‬وكأنه‮ ‬حضَر‮ ‬هذه‮ ‬الدورات‮.‬

‭*‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬عدنا‮ ‬إلى‮ ‬دوراتكم،‮ ‬البعض‮ ‬يقول‮ ‬إن‮ ‬الحفظ‮ ‬إنما‮ ‬يكون‮ ‬بتقوى‮ ‬الله‮ ‬وليس‮ ‬بهذه‮ ‬الأعمال‮ ‬الرياضية‮ ‬التي‮ ‬تقدمونها‮ ‬في‮ ‬الدورة،‮ ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
**الدكتور يحي الغوثاني: جيّد، ما فيه تعارض، نحن نركز على تقوى الله بشكل قوي جدا وأحد أعمدتي في الدورة أني أركز على تقوى الله سبحانه وتعالى وأول قاعدة من قواعدي في حفظ القرآن الكريم هي “الإخلاص سر الفتح من الله تعالى”، والآية تقول:”واتقوا الله ويعلّمكم الله”حتى في الدورة عندما يتخذون القرار أقول للإخوة قل:” قررت ونويت بإذن الواحد الأحد متوكلا على الله سبحانه وتعالى وكلّي يقين أن الله يكرمني وأنّ الكريم إذا أعطى أدهش، أن أحفظ مثلا عشر صفحات في اليوم” تجد أن هذه النية القوية جدا والمعتمدة على الله سبحانه وتعالى‮ ‬تفيد‮..‬أما‮ ‬الرياضة‮ ‬كالتنفس‮ ‬الذي‮ ‬هو‮ ‬أحد‮ ‬أعمدة‮ ‬دورتي،‮ ‬فهذه‮ ‬أسباب،‮ ‬مثلما‮ ‬أن‮ ‬الزواج‮ ‬سبب‮ ‬للولد،‮ ‬ولكن‮ ‬تقوى‮ ‬الله‮ ‬يجعل‮ ‬الحمل‮ ‬سهلا‮ ‬وسريعا‮ ‬ومباركا‮ ‬أيضا‮.. ‬وهكذا‮..‬

‭*‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬في‮ ‬المستوى‮ ‬الثاني‮ ‬من‮ ‬الدورة،‮ ‬تقدمون‮ ‬استراتيجيات‮ ‬لحفظ‮ ‬القرآن‮ ‬الكريم‮ ‬في‮ ‬أقل‮ ‬من‮ ‬شهرين،‮ ‬والقاعدة‮ ‬أيضا‮ ‬تقول‮ “‬ما‮ ‬حُفظ‮ ‬سريعا،‮ ‬يُنسى‮ ‬سريعا‮” ‬أليس‮ ‬هذا‮ ‬صحيحا؟
**الدكتور يحي الغوثاني: اسألني ما صحة هذه القاعدة؟ هذه المقول صحيحة بشرطين وغير صحيحة بشرطين، دعني أضرب لك هذا المثل: قبل مدة كنت في إحدى دول الخليج وكانت هناك ساحة فارغة، رجعت بعد شهرين أو ثلاثة أشهر فوجدتها مليئة بأبراج مرتفعة حوالي ستين طابقا، قلت لأحد المهندسين: أليست القاعدة ما بني سريعا يُهدم سريعا؟ قال لي كلامك صحيح بشرطين: إذا كان هذا البناء غير مدروس دراسة دقيقة، يعني ليس مبنيا على أساس جيد، والشرط الثاني عقد الصيانة والمتابعة فيما بعد، نحن عندنا دراسات هندسية حديثة جدا الآن، هذا الكلام لو قيل قبل أربعين سنة لن يُصدّق، فبناء البرج كان يحتاج إلى عام أو عامين، أما اليوم فيمكننا أن نبني أقوى برج في شهر إذا تحقق الشرطان السابقان”هذا الكلام أعجني، فقلت ما بني سريعا لا يهدم سريعا إذا تحقق شرطان” ونفس الشيء بالنسبة للحفظ ما حفظ سريعا نعم ينسى سريعا، إذا حفظ الإنسان على مبدأ سلق المعلومة، يريد أن ينتهي بسرعة، أو حفظ على أسس غير صحيحة، لم ينتبه للتنفس لم ينبته لتركيز المعنى، لم ينتبه لتقوى الله الذي ذكرناه قبل قليل، هذا بلا شك سيُطيّر الحِفظ منه لأنه ليس هناك أساس قوي، الشرط الثاني هو الصيانة والتي هي المراجعة، أنا في الدورة أضع برنامجا للمراجعة، أقول بعد حفظ القرآن لابد أن تسيروا إمّا على تسديس القرآن أو تسبيعه، هاتان هما أهم طريقتين للمراجعة بعد الحفظ، إن سار عليها والتزم بإذن الله يكون حافظا حفظا متينا..

*الشروق اليومي: بعض الشيوخ يعيبون على من يحفظ القرآن في شهرين أو ثلاثة أشهر..يقولون إن الأصل في القرآن تدبره وفهم تفسيره على أيدي الشيوخ وبالتالي فإنّ الحفظ في مدة قصيرة هو نوع من الخروج عن الأصل، ما رأيكم؟
الدكتور يحي الغوثاني: من تتبع الدورة عندي يعرف أنه ليس الهدف الأساسي منها الحفظ بسرعة، إنما هو أحد أهدافها، الهدف أن نكسر الحاجز عند الشخص ليبدأ الحفظ، في آخر يوم في الدورة أقول: القرار قرارك تحب أن تحفظ في شهرين حياك الله، تحب أن تحفظ في سنة جيد، تحب أن تحفظ في ستة أشهر جيد، أنا لا أحشد في الدورة كل طاقاتي وكل أفكاري وكل التقنيات للحفظ لمدة شهرين، لا أبدا، هذا ليس هدف الدورة الأساسي، إنما هو أحد أهدافها.. السؤال الثاني عن حفظ القرآن الكريم مع تدبره وفهمه أحسن؟، طبعا أحسن، إذا ما وجد الوقت وهذا ما فعله الصحابة. وهناك طريقة أشير إليها في الدورة بأن يأخذ كل يوم عشر آيات ويتدبرها ويفهما ويحفظها في أربعة سنوات، هذه طريقة صحابية رائعة وجميلة جدا، لكن هناك شبهة في هذا الموضوع، إدا قلنا أن حفظ القرآن يجب أن يتوقف ولا نحفظه حتى نفهمه فنكون قد أوقفنا خيرا كبيرا جدا، حيث يوجد آلاف من الطلاب يحفظون وليس شرطا أن يفهموا، يوجد الملايين منهم في باكستان والهند وتركيا وغيرها من البلدان الإسلامية، لا نقول للطالب يجب أن تقرأ الشرح أولا وإلا أوقفنا حفظ القرآن، بل نقول إذا وجد الطالب القدرة على الحفظ نقول له احفظ ، ثم شيئا فشيئا تبدأ تفهم وتتدبر، القاعدة التي أنطلق منها أن نحفظ لنفهم ونتدبر، في النهاية عند دورة ثانية اسمها “رشفات من رحيق البيان القرآني” بعد حفظ القرآن نقول له “الآن المجال لك للتدبر”، فالمقصد الأساسي حينذاك هو التدبر.

‭*‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬مركز‮ ‬صناع‮ ‬الحياة‮ ‬هنا‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬قدم‮ ‬لنا‮ ‬28حافظا‮ ‬في‮ ‬موسم‮ ‬2005‮-‬2006‮ ‬،‮ ‬هل‮ ‬ترى‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الرقم‮ ‬جيد؟‮ ‬
‭**‬الدكتور‮ ‬يحي‮ ‬الغوثاني‮: ‬هؤلاء‮ ‬ليسوا‮ ‬كل‮ ‬الحفاظ،‮ ‬بل‮ ‬28‮ ‬ممن‮ ‬حفظوا‮ ‬في‮ ‬أقل‮ ‬من‮ ‬شهرين،‮ ‬أما‮ ‬الذين‮ ‬حفظوا‮ ‬في‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬فهم‮ ‬كُثُر‮ ‬بعضهم‮ ‬يبلغنا،‮ ‬وبعضهم‮ ‬يؤثر‮ ‬الإخلاص‮ ‬والتواضع‮ ‬والرقم‮ ‬طبيعي‮..‬

‭*‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬ألا‮ ‬يمكن‮ ‬تفسير‮ ‬هذا‮ ‬الرقم28‮ ‬حافظا‮ ‬بأنه‮ ‬ذكاء‮ ‬خاص‮ ‬لهؤلاء‮ ‬المشاركين،‮ ‬يعني‮ ‬لو‮ ‬كان‮ ‬الدورة‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تؤثر‮ ‬لكان‮ ‬العدد‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬أن‮ ‬المشاركين‮ ‬بالمئات‮ ‬؟
**الدكتور يحي الغوثاني: أولا هناك قناعة في هذا الكلام تُفيد بأن الحفظ يكون للعباقرة فقط، أنا أقول لا، الحفظ يمكن أن يكون لهؤلاء وهؤلاء، السؤال هنا مزدوج نوعا ما هل هي قدرات خاصة؟، أنا أقول لا، إنما هي قناعات أقوى من قناعات، هؤلاء أكثر اقتناعا، ظروفهم ملائمة أكثر من غيرهم، أكثر توكلا على الله، أكثر اعتمادا عليه، أكثر التجاء إلى الله، هؤلاء الـ28 على الإطلاق حافظوا على قيام الليل بنسبة كبيرة جدا، توجهوا في لحظة صدق إلى الله والله أعطاهم، الشق الثاني من السؤال، أنا لست باحثا عن أرقام لأنه ليس هدفي أن أجمع عددا كبيرا من الأرقام التي حفظت القرآن في أقل من شهرين.. هناك دورات لا علاقة لها بدورتي تخرّج أكثر من مئة حافظ في أقل من شهرين، دورة مكة في الحرم تخرج هذا العدد بتقنيات أخرى وأساليب أخرى، فهذا فضل الله سبحانه يؤتيه من يشاء لكن في نفس الوقت أقول بأنّه من مشى على‮ ‬الخطوات،‮ ‬وتوكل‮ ‬على‮ ‬الله،‮ ‬ومن‮ ‬كان‮ ‬التقوى‮ ‬عنده‮ ‬عاليا،‮ ‬وتتهيأ‮ ‬له‮ ‬الظروف‮ ‬يحفظ،‮ ‬وليس‮ ‬الأمر‮ ‬متعلّقا‮ ‬بقدرات‮ ‬خاصة‮. ‬

‭ *‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬يلاحظ‮ ‬أن‮ ‬أغلب‮ ‬الحفاظ‮ ‬هم‮ ‬نساء،‮ ‬هل‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬سر؟
**الدكتور يحي الغوثاني: نعم هذا ملفت للنظر، أما لماذا من النساء فهناك عدة تحليلات؛ منها أن المرأة – سبحان الله- في منطقتنا العربية هُضم حقها، وعندما هضم حقها لم تجد من يعيد لها الروح المعنوية ويعيد لها الثقة بنفسها، فلما تجد من يقول لها نعم يمكنك أن تكون حافظة، وعندما نبث فيهن هذه الروح تستجيب، والاستجابة قوية عندها، أيضا الجانب الدماغي، فالفص الأيمن من الدماغ جزء الخيال قوي، وبالتالي فبمجرد أن تحرك الخيال عندها تجدها تبدع وتنجز، المرأة أيضا تحب أن تثبت وجودها كعنصر فعال بالعكس ما هو مفهوم عند الناس أنها للبيت‮ ‬والطبخ‮ ‬والنفخ،وللقصص‮ ‬وللكلام‮ ‬الفارغ،‮ ‬فهو‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬إثبات‮ ‬الوجود،‮ ‬وفي‮ ‬ذلك‮ ‬فليتنافس‮ ‬المتنافسون‮ ‬ولا‮ ‬حرج‮ ‬في‮ ‬ذلك‮.‬

‭*‬الشروق‮ ‬اليومي‮: ‬هذه‮ ‬دورتكم‮ ‬الثامنة‮ ‬بالجزائر‮ ‬كيف‮ ‬تقيمون‮ ‬نتائجها‮ ‬مقارنة‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬الأخرى؟
**الدكتور يحي الغوثاني: ما شاء الله، الجزائر بلدٌ محب للقرآن، بلد عاطفي، بلد رائع، الجو العام حكومة وشعبا مُهيّأ للخير، هذا ما لامسته في كل المناطق التي قدمت فيها دورات، ووجدت إقبالا فيها كبيرا جدا، لا شك أن هذا الإقبال يُبشّر بالخير، وهو متشابه مع بقية البلدان، ولكن في الجزائر تميّز، التميّز يظهر في الأرقام القياسية التي حققت، يظهر بالجدية عند البعض.. وهي تجربة ننتظر المزيد منها، أنا متوقع أن يكون هناك إنجاز كبير جدا، لأننا رفعنا شعار “بلد المليون شهيد والمليون حافظ” ننتظر بضع سنوات، فالأشجار لا تُؤتي ثمارها سريعا وشعاري الآخر “تحبيب الآخرين لكتاب رب العالمين”، إذا وصلت إلى نتيجة أن يحب الآخرون كتاب الله سبحانه وتعالى ويحبونه حبا عميقا، بعد ذلك حفظوه في سنتين، في سنة أو حفّظوه لأولادهم، يعني لو أن أحدهم حضر الدورة عندي ولم يحفظه هو وحفّظه لأولاده أو زوجته أكون‮ ‬أنا‮ ‬قد‮ ‬حصلت‮ ‬على‮ ‬هدفي،‮ ‬نشر‮ ‬الايجابية‮ ‬التي‮ ‬تنتشر‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬هذه‮ ‬الدورة‮ ‬التي‮ ‬أعتبر‮ ‬نتائجها‮ ‬قيمة‮ ‬جدا،‮ ‬وأنا‮ ‬راض‮ ‬عنها،‮ ‬والحمد‮ ‬لله‮..‬

حوار‮ ‬وتصوير‮: ‬هشام‮ ‬موفق

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!