-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ذكرى يوم التأسيس… قراءة في الأهداف

ذكرى يوم التأسيس… قراءة في الأهداف

ربما جاء اختيارُ الثاني والعشرين من فبراير من كل عام للاحتفاء بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية في نظر البعض متأخراً، وربما أثار هذا الاختيار عددا ًمن التساؤلات حول الأهداف الكامنة من وراء الاحتفاء به واعتباره توثيقاً لمرحلة مهمة من مراحل التاريخ الإنساني في الجزيرة العربية، الأمر الذي جعلني أحاول قراءة ما بين السطور واستجلاء خلفيات هذا القرار وأبعاده.

بدايةً، لا بد من القول أن إقرار الاحتفال بهذه المناسبة وبعد مرور تسعة عقود من تأسيس الدولة السعودية الثالثة في شكلها الحالي (المملكة العربية السعودية) إنما جاء تزامناً مع الفكر الجديد الذي تبنته قيادة المملكة في الآونة الأخيرة والمتمثل في توثيق هوية البلاد وإنعاش ذاكرتها الوطنية، خاصة في عصر تعددت فيه الأجندات المُغرضة وتصاعدت فيه وتيرة الحرب على العقول وسلخ الأجيال الشابة من تاريخها وتراثها.

جاء الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية على رأس الأهداف التي أرادت قيادة المملكة تحقيقها من وراء تحديد الثاني والعشرين من فبراير من كل عام للاحتفاء بيوم التأسيس، وإذا أردنا إمعان النظر في هذا الهدف، فإنه من المفيد الاستدلال بعلم الأحياء لفهم دور الجذور في عالم النباتات، إذ أنها

تلعب دوراً أساسياً في تثبيت النبات ومدّه بالعناصر الحيوية التي تضمن له الاستمرار والقدرة على البقاء. كذلك هو الأمر بالنسبة للبشر، فالاعتزاز بالجذور ضرورة إنسانية تمنح الشخص الثبات والقدرة على مجابهة التحديات من خلال استحضار شموخ الأجداد، واعتبار ما تكتسبه الأجيال الشابة من معرفة ومهارات وخبرات إنما هي نتيجة تراكمية لما اكتسبه أولئك الأجداد خلال حياتهم.

ومن ابرز الأهداف في هذا السياق أيضاً أن يوم التأسيس فرصةٌ لتجديد العلاقة الراسخة بين القيادة وشعبها، فهذا اليوم فرصةٌ للتأكيد على متانة هذه العلاقة وعلى قوة الارتباط بين الطرفين، فالشعب يرى في هذه القيادة رمزاً لوحدته واستقراره، فيما ترى القيادةُ في الشعب أسرةً واحدة تجمعها صلات الدين والدم والتاريخ والمستقبل المشرق. إن علاقة القيادة بشعبها تعززت يوماً بعد يوم لتبلغ أوج قوتها في هذا العهد الميمون في ظل مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – يحفظهما الله – حيث تجلت فيها قيمٌ نبيلةٌ منها الولاء والإخلاص والأمن والمواطَنة والانتماء وجودة الحياة ورفاهية الإنسان.

        ومن الأهداف الجليلة الأخرى التي يُتطلع إلى تحقيقها من وراء الاحتفاء بهذا اليوم هو تحقيقُ الاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الاستقرار والأمن. في الحقيقة، تعتبر المملكة من الدول التي تتمتع بنسبة عالية من الأمن والثبات في ظل قيادة حاسمة لا تعرف التقاعس في حماية مواطنيها والمقيمين على ترابها والسهر على سلامتهم وطمأنينتهم، بل وامتدت رعاية الدولة لأبنائها حتى وإن تواجدوا خارج أراضيها، ولعل خير مثال على ذلك ما حدث منذ عهد قريب عندما اجتاح العالم وباءُ كورونا حيث سارعت المملكة إلى تسخير كافة إمكانياتها الدبلوماسية واللوجستية لإجلاء مواطنيها من شتى اصقاع الأرض وضمان عودتهم سالمين إلى وطنهم. إن هذا الأمر يدعو فعلا إلى استحضار حالة فريدة من الفخر والاعتزاز في ذكرى يوم تأسست فيه هذه الدولة التي جعلت من الانسان استثمارها الأكبر.

كذلك، فقد استهدفت قيادة المملكة من خلال تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بذكرى التأسيس إلى تكريس الاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي أرساها الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -، وهو في اعتقادي أمرٌ يؤكد فعلاً دور تأسيس الدولة في تحقيق الوحدة لتراب المملكة، فقد كان يوم التأسيس الانطلاقة الأولى نحو التحول من مفهوم القبيلة إلى مفهوم الدولة بشكلها الحديث ومساحتها المحددة وشعبها الموحد والمنضبط بمنظومة عامة من الأعراف والقوانين والعادات والتقاليد.

إن الأهداف الكامنة وراء تحديد الثاني والعشرين من فبراير يوماً  للاحتفاء بذكرى التأسيس كثيرةٌ لا مجال لحصرها في هذه العجالة، ولذلك ارتأيتُ من خلال هذه المقالة عرض قراءتي لبعض تلك الأهداف، متطلعاً إلى غدٍ مشرقٍ لهذه البلاد العظيمة وأبنائها الفخورين بتاريخهم وجذورهم

تلعب دوراً أساسياً في تثبيت النبات ومدّه بالعناصر الحيوية التي تضمن له الاستمرار والقدرة على البقاء. كذلك هو الأمر بالنسبة للبشر، فالاعتزاز بالجذور ضرورة إنسانية تمنح الشخص الثبات والقدرة على مجابهة التحديات من خلال استحضار شموخ الأجداد، واعتبار ما تكتسبه الأجيال الشابة من معرفة ومهارات وخبرات إنما هي نتيجة تراكمية لما اكتسبه أولئك الأجداد خلال حياتهم.

ومن ابرز الأهداف في هذا السياق أيضاً أن يوم التأسيس فرصةٌ لتجديد العلاقة الراسخة بين القيادة وشعبها، فهذا اليوم فرصةٌ للتأكيد على متانة هذه العلاقة وعلى قوة الارتباط بين الطرفين، فالشعب يرى في هذه القيادة رمزاً لوحدته واستقراره، فيما ترى القيادةُ في الشعب أسرةً واحدة تجمعها صلات الدين والدم والتاريخ والمستقبل المشرق. إن علاقة القيادة بشعبها تعززت يوماً بعد يوم لتبلغ أوج قوتها في هذا العهد الميمون في ظل مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – يحفظهما الله – حيث تجلت فيها قيمٌ نبيلةٌ منها الولاء والإخلاص والأمن والمواطَنة والانتماء وجودة الحياة ورفاهية الإنسان.

        ومن الأهداف الجليلة الأخرى التي يُتطلع إلى تحقيقها من وراء الاحتفاء بهذا اليوم هو تحقيقُ الاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الاستقرار والأمن. في الحقيقة، تعتبر المملكة من الدول التي تتمتع بنسبة عالية من الأمن والثبات في ظل قيادة حاسمة لا تعرف التقاعس في حماية مواطنيها والمقيمين على ترابها والسهر على سلامتهم وطمأنينتهم، بل وامتدت رعاية الدولة لأبنائها حتى وإن تواجدوا خارج أراضيها، ولعل خير مثال على ذلك ما حدث منذ عهد قريب عندما اجتاح العالم وباءُ كورونا حيث سارعت المملكة إلى تسخير كافة إمكانياتها الدبلوماسية واللوجستية لإجلاء مواطنيها من شتى اصقاع الأرض وضمان عودتهم سالمين إلى وطنهم. إن هذا الأمر يدعو فعلا إلى استحضار حالة فريدة من الفخر والاعتزاز في ذكرى يوم تأسست فيه هذه الدولة التي جعلت من الانسان استثمارها الأكبر.

كذلك، فقد استهدفت قيادة المملكة من خلال تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بذكرى التأسيس إلى تكريس الاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي أرساها الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -، وهو في اعتقادي أمرٌ يؤكد فعلاً دور تأسيس الدولة في تحقيق الوحدة لتراب المملكة، فقد كان يوم التأسيس الانطلاقة الأولى نحو التحول من مفهوم القبيلة إلى مفهوم الدولة بشكلها الحديث ومساحتها المحددة وشعبها الموحد والمنضبط بمنظومة عامة من الأعراف والقوانين والعادات والتقاليد.

إن الأهداف الكامنة وراء تحديد الثاني والعشرين من فبراير يوماً  للاحتفاء بذكرى التأسيس كثيرةٌ لا مجال لحصرها في هذه العجالة، ولذلك ارتأيتُ من خلال هذه المقالة عرض قراءتي لبعض تلك الأهداف، متطلعاً إلى غدٍ مشرقٍ لهذه البلاد العظيمة وأبنائها الفخورين بتاريخهم وجذورهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابراهيم احمد المسلم

    شكرآ لجريدتنا المؤقرة على نشر مقال السفير السعودي الدكتور عبدالله البصيري مقال رائع فيه اهم مرتكزات الدولة السعودية حفظها الله حكومة وشعبا ربي يسعدكم ويوفقكم