-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بحة في الحلق وتساقط للشعر ونقص الشم ومشاكل في القلب..

ذهبت كورونا وبقيت آثارها على المرضى

راضية مرباح
  • 2941
  • 0
ذهبت كورونا وبقيت آثارها على المرضى
أرشيف

اصطدم العديد من أصيبوا بفيروس كورونا وبعد مدة من الشفاء بالعديد من الآثار غير المرغوب فيها، فيما ظهرت علامات مرضية على البعض الآخر، وذلك باختلاف شدة الإصابة واكتساب المناعة، فمنهم من لا يزال يشتكي من بحة في الحلق رغم التعافي من المرض منذ شهور، ومنهم من يعاني من تساقط الشعر بشكل مخيف، في وقت يتحدث بعض من أصيبوا بالفيروس منذ أكثر من سنة باستمرار عن افتقادهم حاسة الشم أو التذوق معا.. أما أصعب الآثار التي يحصيها بعض الأطباء على غرار الحالات النفسية المستعصية، أمراض معقدة كداء السكري وأمراض القلب والضغط..
فيروس كورونا الذي أحدث طوارئ صحية، اقتصادية واجتماعية على المستوى العالمي، لم يمر على الجزائريين مرور الكرام لما خلفه من مآس وضحايا ووفيات.. فبقدر ما كانت الجائحة نعمة لفترة سنتين على الطبيعة والبيئة بسبب الإجراءات والبروتوكولات الصحية الدولية التي وقفت على المنع، تحولت إلى نقمة كبيرة على المصابين بالفيروس وعائلاتهم وأقربائهم وحتى القاطنين بالجوار بتسجيل بؤر لطالما فتكت بحياة أسر بأكملها وأبادت مداشر وقرى وأحياء خلال سنتين ستبقى راسخة في الأذهان تتناقل بين الأجيال على مرور السنين..

المخلفات الصحية ما بعد كورونا
الملاحظ، أن العديد ممن أصيبوا بفيروس كورونا، اصطدموا باستمرار بعض الأعراض ما بعد الإصابة أو آثار عميقة وأخرى خفيفة لا تبغي الزوال رغم الأدوية والتعافي من الإصابة، فهناك من يشتكي التساقط الكثيف للشعر وآخرون من استمرار بحة في الحلق بعد ذبحة صدرية قوية أو سعال طويل المدى.. وتعتبر المشاكل المتعلقة بفقدان الشم والتذوق أو فقدانهما معا من أكثر المشاكل الصحية الشائعة بعد التعافي من كورونا، وتشير بعض الشهادات في السياق، أن العديد من الذين أصيبوا بالفيروس، تعرضوا لمشاكل في القلب والشرايين وتجلطات دموية ونفس الأمر ينطبق مع داء السكري الذي ارتفع عدد المصابين به في فترة الجائحة، فضلا عن مشكل التذبذب في البصر، وذهب بعض الأطباء إلى القول إن الفيروس يمكنه أن يخفض نسب الفيتامينات التي يعيش عليها جسم الإنسان، كالحديد وفيتامين دي.. وخير دليل على ذلك، الشكاوي التي تصل العيادات تباعا من طرف المرضى في هذه الفترة بالتحديد منذ ظهور الجائحة، وتبقى المشاكل النفسية من الآثار المزعجة هي الأخرى التي خلفها كوفيد 19 كالاكتئاب والعزلة والقلق وغيرها..

محمد كواش طبيب مختص في الصحة العمومية:
أعراض كورونا طويلة الأمد تختلف بحسب شدة الإصابة

يرى محمد كواش، طبيب مختص في الصحة العمومية، بأن متلازمة كوفيد 19 طويلة الأمد تعرف علميا أنها من الأعراض التي تظهر بعد التعافي من الإصابة من الفيروس أو بعض الأعراض التي تستمر رغم التعافي من المرض، مشيرا أن العديد من الأطباء بالعيادات يستقبلون حالات كثيرة لمرضى لا يزالون يعانون من فقدان الشم رغم شهور أو سنين من المرض فضلا عن الإرهاق أو الخوف، معتبرا أن الأعراض الجسدية والنفسية تختلف درجاتها بحسب شدة الإصابة. فمنهم من أجبرته حالته على دخول المستشفى، ومنهم من تلقى العلاج بالمنزل وآخرون ادخلوا العناية المركزة ومنهم من لم يشعروا بالمرض، غير أن الأعراض طويلة الأمد التي تناولها الأطباء وركز عليها العلماء في مجال الوقاية من الأوبئة خاصة كوفيد 19 خلال الفترة الأخيرة، منها الأعراض والآثار النفسية كاضطرابات في النوم، القلق، التوتر، الاكتئاب والكوابيس الليلية التي تكون أكثر شدة لأولئك الذين أصيبوا بكوفيد 19 بشدة وأدخلوا المستشفيات والإنعاش، حيث ظهرت علامات كاضطرابات في مردودية العمل وصعوبة في الانسجام في الحياة الاجتماعية بعد استقرار الوضع الوبائي. أما الأعراض الجسدية –بحسبه- فهي مرتبطة بشدة الإصابة بعد التعافي، فقد تكون خطيرة أو اقل منها على حسب طريقة العلاج، فإن كانت نوعية تكون الآثار اقل والعكس صحيح أما عن الأعراض، فذكر الدكتور منها صعوبة في التنفس، سعال مستمر، حساسية وتفاعل مع الطقس قد تكون شديدة فضلا عن أمراض القلب والضغط الدموي، وأشار الدكتور في السياق، أنه تم تسجيل حالات للذبحة الصدرية المتكررة وإصابات بالداء السكري.

التجلطات الدموية والضغوطات النفسية من أسباب المتلازمة طويلة الأمد
وتطرق الدكتور كواش إلى أسباب متلازمة كوفيد 19 طويلة الأمد، مقسمة إلى نفسية، التي تعود إلى الضغط النفسي والرعب الذي عاشه المريض طوال الفترة الماضية. أما الجسدية، فذكر المتحدث أن العديد من حالات الوفيات سجلت بسبب السكتة القلبية حتى بين فئة الرياضيين، وهنا يبقى التساؤل مطروحا بين الناس عن هذه الوفيات، محذرا في الوقت نفسه من كون المتلازمة طويلة الأمد تعود للتجلطات الدموية التي حدثت بفعل نقص الأكسجين الناجم عن الإصابة، فكلما كانت الإصابة أشد-يقول- يكون هناك نقص الأكسجين في الدم ما يؤدي إلى تجلطات دموية تتسبب في السكتة الدماغية أو القلبية، وأعطى مثالا عن ذلك باستقباله مؤخرا شخصا رياضيا حدث له انسداد في أحد الأوعية الدموية التي تغذي الكبد والأمعاء، مشيرا أن كل التحاليل والأبحاث أرجعت السبب إلى الإصابة بكوفيد 19، مؤكدا أنه كلما كان تخثر بالدم بفعل نقص الأكسجين من شدة الإصابة مقابل عدم أخذ العلاج المناسب أو حتى عدم التعامل الصحيح مع الإصابة أو عدم أخذ حقن منع تخثر الدم، يؤدي إلى تشكل تجلطات دموية تهجر من الأوعية الواسعة لتصل إلى الدقيقة منها. هذه الأخيرة مهمتها تغذية بعض أعضاء بالجسد، وهو ما يؤدي حتما إلى مشاكل صحية تظهر على المصاب ومنها داء السكري والسكتة القلبية والدماغية، تجلطات دموية كثيرة قد تسبب مشاكل صحية في مختلف الأعضاء الأخرى لجسم الإنسان.
يقول الدكتور كواش إن الشخص الذي يكون قد تعرض مسبقا للإصابة بكوفيد 19 ويبقى يشعر بالإرهاق أثناء تأديته لعمل بسيط او صعوبة في التنفس أو يلاحظ عليه تغيرات في درجات أطراف جسده كيديه أو رجليه مع الشعور بألم في القلب واضطرابات صحية في الرؤية، يجب عليه –يقول الدكتور- التقرب من الطبيب للتشخيص وإعطائه الأدوية المناسبة، مذكرا بأنه إذا كانت الأعراض بسيطة تزول مع الوقت في حالة التعامل معها بحكمة مع محاولة الاندماج، لا سيما بالنسبة للاضطرابات النفسية، أما الجسدية، فإذا كانت الحالات بسيطة تمر مع الوقت مع تحسن في المناعة، في حين تبقى الأمراض المستعصية كداء السكري أو القلب والذبحة الصدرية أو بعض التجلطات التي تحدث في أوعية القلب والدم، فهي تحتاج إلى علاج طويل المدى ومتابعة دورية، ويبقى –بحسبه- الحذر واليقظة أكثر ما يهم المريض وعدم الاستهتار بأي أعراض قد تظهر بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات من الإصابة.
وخلص حديثه بذكر ملاحظة حول البحوث التي أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية التي تؤكد أن أغلب الأعراض التي تظهر بعد متلازمة كوفيد19 طويلة الأمد، تزول بعد تلقي الجرعات المختلفة الخاصة باللقاحات، لأن اللقاح ينشط المناعة وينتج الأجسام المضادة التي تتصدى للمشاكل الصحية، حيث أثبتت الدراسات أنه بعد تلقي الجرعة الثانية، تزول الأعراض البسيطة المتعلقة بكوفيد 19 طويلة الأمد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!