-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رأس المال!!

الشروق أونلاين
  • 1068
  • 0
رأس المال!!

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

الصفقة التي أبرمت لصالح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بين الأوربيين وليبيا، كان ينبغي أن تتكرر مع الكثير من الموقوفين والمعتقلين العرب والمسلمين في السجون الأوروبية والأمريكية، على غرار قوافل المحتجزين ظلما وقهرا في معتقل العار بغوانتانامو من الجزائريين والعرب والمسلمين.لقد توحدت أوربا لتحرير الممرضات البلغاريات وجندت كل إمكانياتها لمنع أي إجراء عقابي في حقهن، رغم أن القضية تتعلق بعملية إجرامية في حق أطفال أبرياء حقنوا بفيروس السيدا بلا رحمة ولا ضمير، ولاتزال عائلاتهم تتجرع مرارة الألم والحسرة وهي ترى المتسببين في هذه الكارثة يرحلون إلى بلدانهم على طريقة “عودة الأبطال”، بينما يصارع الأطفال الأبرياء المرض القاتل وينتظرون الموت البطيء، ولم تهدأ أوربا حتى استطاعت تهريب الممرضات بطريقة “هوليودية” من الحساب والعقاب، بل وظلت كل أسلحتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وحتى العسكرية “الوعود بدعم النشاط النووي السلمي” من أجل إنقاذ حياة الممرضات، وقد رأينا تفاني أوربا قبل ذلك في إنقاذ حياة السياح الألمان من أيدي الجماعة السلفية ورأينا استعمال كل الأسلحة، وكلما تعلق الأمر بمختطفين أو رهائن أوربيين حدثت نفس الهبّة وتكللت بالنجاح، أما عندما يتعلق الأمر بالضحايا العرب والمسلمين في السجون والمعتقلات الغربية، فكأنما الأمر يتعلق “بحشرات ضارة” ترفض بلدانها استلامها وترفض البلدان الأوروبية إفلاتها من العقاب.

وقد رأينا ذلك في قضايا عربية عادلة كثيرة منها المعتقلون بغير وجه حق في غوانتانامو ومنهم جزائريون برأتهم محاكم أوربية، ومنهم صحفيون ذنبهم الوحيد أنهم ضبطوا بكاميراتهم في قلب الحدث، على غرار ما حدث لسامي الحاج وما حدث لتيسير علوني، وما يحدث يوميا للكثير من فعاليات الجالية المسلمة في أوربا التي لا تجد محاميا يدافع عنها في المحافل الدولية وتدفع ثمن تخاذل حكوماتها أضعافا مضاعفة ثم لا يكون إلا ما تريده اللوبيات المناهضة للإسلام والمسلمين. الغرب يعطي قيمة للإنسان كونه رأس المال غير القابل للزوال، أما في عالمنا العربي، فرأس المال الوحيد المعترف به هو النفط به تباع وتشترى الذمم، أما الإنسان، فمجرد “خبرة بشرية” يمكن أن تشترى بريع النفط، ولذلك ليس في أجندة الأنظمة العربية أن تدافع عن جاليتها المضطهدة في الخارج ولا حتى في الداخل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!