رأس الوادي تتحول إلى الفلوجة واستمرار أعمال الشغب

تحولت مدينة راس الوادي بولاية البرج الى “الفلوجة” من جراء أعمال الشغب التي لازالت متواصلة الى حد الساعة، حيث تم تسجيل عشرات الجرحى في صفوف المواطنين ورجال الامن مع توقيف أكثر من مئة شخص لم يفلح الوالي الذي تنقل الى عين المكان من تهدئة الوضع، لتبقى حالة الاستنفار مستمرة في بلدية يطالب سكانها بإعادة تبعيتها الى ولاية سطيف والانفصال عن برج بوعريريح.حاملين بذلك شعار الولاية 19 أو 49. بمجرد اقترابنا الى بلدية راس كانت أعمدة الدخان المتصاعدة كافية لتؤكد بأننا وصلنا الى ما اسماه بعض الناس بالفلوجة، حيث كانت المدينة مغلقة من كل الاتجاهات، وعند المدخل صادفنا صاحب سيارة في حالة استنفار ونصحنا بالرجوع لأن المدينة غارقة في الفوضى، وقد تم الهجوم على شرطي وقع في قبضة بعض المشاغبين.

وبالرغم من خطورة الوضع اضطررنا الى ركب السيارة خارج المدينة والدخول مشيا على الاقدام، وعند الوصول الى مقر الصندوق الوطني للتوفير وجدناه محاطا بقوات الامن، حيث تحدثنا مع أحدهم فقال لنا بأنه لا يفهم ما يريده هذا الشعب وأغلبية الشباب لا يفهمون لماذا يحتجون وماذا يريدون… وبالقرب من مقر البلدية وجدنا مئات الاعوان في حالة تأهب مدعمين بالشاحنات الثقيلة وكل آليات مكافحة الشغب، حيث دخلوا في عمليات الكر والفر مع شباب المدينة الذين كانوا يحتمون وراء ألسنة النيران الملتهبة في أكثر من مكان، هذا التراشق بين رجال الامن والشباب لازال مستمرا الى غاية كتابة هذه الاسطر، وفي كل مرة يقوم أعوان الأمن بإلقاء القبض على بعضهم، وحسب الإحصائيات الرسمية فقد مثل لحد الساعة 65 شخصا أمام وكيل الجمهورية، وفي الوقت الذي ارتفعت حصيلة الموقوفين الى حوالي 150 شخص فقد تم الافراج عن 11 قاصرا بإلحاح من ذويهم الذين تنقلوا بكثرة الى مركز الامن.

أما مستشفى المدينة فقد عرف هو الآخر حالة استنفار حيث تم تسجيل أكثر من مئة جريح بين الشباب ورجال الامن الذين تنقلوا من مختلف الجهات المجاورة. هذا في الوقت الذي انتشرت إشاعة عن مقتل طفل بحي ملوزة وهو الامر الذي اثار غضب السكان، لكن تبين فيما بعد ان الخبر كاذب وبأن الطفل المدعو عدالة محمد البالغ 14سنة قد نجا من الموت. هذه الاحداث دفعت بوالي الولاية الى التنقل أمس الى رأس الوادي، حيث التقى بجمع من المواطنين بقاعة الحفلات وحاول تهدئة الوضع، مؤكدا للجميع أنه سيطالب بإنشاء لجنة للتحقيق في اللقاء الذي جمع برج غدير ورأس الوادي والذي كان وراء اثارة أعمال الشغب كما وعد بالتدخل لإطلاق سراح الموقوفين الذين لم تحرر لهم محاضر من طرف مصالح الشرطة.

لكن بمجرد ان غادر الوالي المكان عادت أعمال الشغب من جديد، وحسب الشباب الذين تحدثنا معهم فإن موجة الغضب سببها التهميش والحقرة التي يعاني منها سكان رأس الوادي وكذا البطالة المتفشية وسط الشباب والتي دفعت العديد منهم الى الانحراف والغرق في موجة المخدرات مع التدرني الفظيع في الاوضاع الاجتماعية، لذلك يطالب السكان بإلحاق بلديتهم بولاية سطيف لأن البرج لم تقدم لهم أي شيء. للتذكير ان لقاء رأس الوادي وبرج غدير من أجل الصعود الى القسم ما بين الرابطات لم يكن سوى القطرة التي أفاضت الكأس وحدثت على إثرها أعمال الشغب التي لازالت مستمرة الى حد الساعة.

سمير مخربش