-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رائحة الصهيونية

رائحة الصهيونية
أرشيف
محمد السادس

لم يكن مفاجئا أن تقيم المملكة المغربية علاقات في كل مجالات الحياة مع الكيان الصهيوني، وتفتح صدرها للإسرائيليين، وتستقبل وفدا رفيعا كان برفقة مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتهية صلاحياته، فما بالك بمستشاره، الذي غرس في القدس رفقة نتانياهو شجرة قبل طيرانه إلى المغرب، قيل إن جذورها وأوراقها سترمز إلى العلاقة التاريخية والمستقبلية بين إسرائيل والمغرب، لكن المفاجأة كانت في اختيار التوقيت وأيضا في هوية الحكومة المغربية التي يرأسها سعد الدين العثماني وهو رجلٌ زعم دائما أنه إسلاميّ، بل كتب في عدة مناسبات، عن المُطبّعين وكان يصفهم بالخونة ويدعو إلى رميهم في مزبلة التاريخ، كما يُقدّمه المغاربة بصفة فقيه، سبق له طرق أبواب الفتوى وله شهادة في الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط.

الذين يقولون إن الغرب هو من يريد ضرب الإسلام، مخطئون، فأول عدو للدين الحنيف هم من يزعمون الإيمان. ومن الصدف المؤلمة، أن كان أول من طبّع مع إسرائيل في أفريل 1979 هو الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي كان يُسمى من الإعلام المصري بـ”الرئيس المؤمن”، وآخر من طبّع مع إسرائيل هو الملك محمد السادس الذي مازال يسمى من الإعلام المغربي بـ”أمير المؤمنين”، وهو من مسح الموسى كاملا، في الفقيه سعد الدين العثماني الذي وقف متبخترا أمام علم الكيان المغتصِب وممثل دويلتهم ومستشار الرئيس الأمريكي المنتهية صلاحيته، يقدم الهدايا المجانية لكيان لن يفيد بلده، ولن يُرعب جاره الشرقي، حتى ولو نفش ريشه في وجدة أو في العيون المحتلة.

يؤلمنا أن نرى جارنا الذي أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم، خيرا، وهو يخون شهداء معارك بني قينقاع والنظير وبني قريظة وخيبر وحطين والحروب الكلاسيكية الأخيرة من سنة 1948 إلى الحرب على غزة، ولكن ما يؤلمنا أكثر أن تأتي الخيانة من الذين كانوا يحمّلون الزعماءَ تبعات الذل والعار، ويصيحون في مسيرات المظاهرات: “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود”، فمنظر سعد الدين العثماني وهو يُساق إلى العار، كان أقبح من كل مشاهد التطبيع التي سيق إليها غيرُه من الزعماء والمسؤولين.

لقد وجد المصريون أعذارا لأنور السادات وهو يصافح جيمي كارتر ومناحيم بيغن، ووجد الفلسطينيون والأردنيون الأعذار لزعمائهم في كل اتفاقيات السلام التي لا سلام فيها من إسرائيل، وقد يجد البحرينيون والسودانيون والإماراتيون بعضا من الأعذار، ولكن المغرب الأقصى المتواجد في أبعد منطقة عربية وإسلامية عن فلسطين، لن يجد ما يقوله، اللهم إلا إن كان يؤمن فعلا بأن الحب أعمى، وأن عينيه فعلا قد اسودتا من النفاق والوهن فما عادتا تفرقان بين الجوار والأولى بالمعروف.

الغريب أنه في حفل استقبال الملك السادس للوفد الصهيوني والأمريكي برفقة رئيس حكومته، أخطأ مقدّم الحاضرين على مسامع الملك بتسمية سعد الدين بصلاح الدين، والحقيقة أنه ما كان سعد بن أبي وقاص فاتح العراق، ولا صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، بل كان رجلا مثل ملكه، قدّم بلاده على طبق للصهيونية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • علي عبد الله الجزائري

    سؤال للمغربين
    كيف يكون ملككم امير مؤمنين وسلالة رسول الله وهو يتحالف ويطبع مع اكبر عدو للاسلام عدو الله ورسوله ؟؟
    ام نزل عليه وحي او حديث يامره بالتطبيع ؟!!!!!!!
    ربما نسي ان يتلوا حديثه علينا ليلة الدخلة عفوا ليلة التطبيع