-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متزوجات يقضين يومياتهن في مقارنة حياتهن بحياة الأنستغرام

رائدات السوشل ميديا يهدمن البيوت

نسيبة علال
  • 4294
  • 5
رائدات السوشل ميديا يهدمن البيوت
بريشة: فاتح بارة

تقضي فئة واسعة من السيدات يومياتهن في المنزل، وبين المسؤوليات الكثيرات أصبحن يجدن وقتا كافيا لتصفح مواقع التواصل المختلفة ومتابعة نشاطات سيدات أخريات عبر الستوري أو المنشورات، ما أنتج ظاهرة اجتماعية جديدة، حيث تسعى المؤثرات عبر فايسبوك، أنستغرام، يوتيوب وتيك توك، لإظهار قدرات خارقة وحياة استثنائية، فيما لا تتوقف ربات البيوت عن مقارنة حياتهن البسيطة بما يشاهدنه عبر الإنترنت.

مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب

اتفق الخبراء والأخصائيون في علم النفس وطب الأعصاب على أن الإدمان على الإنترنت من أكبر مسببات الاكتئاب في العصر الحالي، خاصة إذا كان الفرد يتعرض لمحتويات ثابتة بصفة مستمرة وبوتيرة متتالية، كألعاب الفيديو، أو تتبع حياة المشاهير ويومياتهم، ما يجعله يشعر بصغر حجمه الاجتماعي، فما بالك بأن تستمر السيدة في متابعة يوميات سيدات مثلها قد يعشن في بيئة وظروف مادية أسوإ، لكنهن يستمتعن بالحرية الشخصية، وبعيش تفاصيل مميزة كتكوين علاقات جيدة، واكتشاف أماكن وثقافات جديدة، ويعملن على تطوير ذواتهن بأساليب مختلفة، كالتكوين، الرياضة، السفر… فيما تعجز هي كمتفرجة عن عيش الحياة ذاتها بسبب ارتباطات شريكها المهنية، أو البيئة المحافظة والتزامها بوتيرة محددة.. هذه المحتويات التي توجه إليها يوميا وبلا انقطاع، هي جرعات من الاكتئاب قد يستمر ليشعرها بالطبقية والعجز، وقد ينفجر حسب أخصائيين محدثا انتفاضات أسرية.

مؤثرات عبر الشبكة ينجحن في هز استقرار الأسرة الجزائرية

بعيدا عن ظاهرة تقليد كل ما تعرضه المواقع عن نمط العيش، وسعي السيدات بكل السبل لجعل جوانب كثيرة من حياتهن مشابهة أو مطابقة لحياة المشاهير، بدأت الظاهرة تأخذ منعرجا خطيرا في السنوات القليلة الأخيرة، بحيث امتد تأثير الإنترنت نحو العلاقات الزوجية، حين بدأت السيدات في بيئات مختلفة يطالبن بمعاملة زوجية ومفاجآت ورحلات وأسفار وهدايا، كتلك التي تنشرها المؤثرات على حساباتهن الشخصية. وفي هذا الصدد، تفسر الأخصائية النفسية والاجتماعية، مريم بركان: “تعرض المرأة، خاصة الماكثة بالبيت، إلى محتويات رومنسية، يحضر

في ذهنها أوتوماتكيا شريك حياتها ومعاملته لها، وبطبيعة الأنثى، تقارن وتغار.. هذا الأمر بات يدخل الكثيرات في جدالات ساخنة مع أزواجهن، ومن دون أن ينتبهن أو ينتبه أزواجهن، هناك من بلغ بها الأمر حد المطالبة بالطلاق، أو الخلع، نتيجة اقتناعها بأن حياتها البسيطة غير عادية وغير مثيرة، ولا تستحق العيش”.

الفراغ والانشغال بحياة الآخرين ظاهرة عالمية في زمن التكنولوجيا

لقد أصبح عدم امتلاك هاتف ذكي مزود بالإنترنت أمرا خارقا للعادة، حتى لدى الماكثات بالبيت وذوات المستوى العلمي المتدني، ما يعني أن الغالبية أصبحن يتواصلن على الإنترنت عبر مواقع عديدة، بل إن الولوج إلى الشبكة يأخذ أكثر من ربع يوم السيدات رغم مسؤولياتهن الكثيرة، إذ وبحسب الإحصائيات والدراسات المتكررة، تمكنت الإنترنت من الاستحواذ على مكانة الإذاعة والتلفزيون وحتى الأنشطة والهوايات اليومية للمرأة العربية على وجه الخصوص، وتم تصنيفه كأول انشغال يلجأن إليه لسد فراغهن. وهذا، ما يفسر ارتفاع مستوى التأثير والتأثر بمحتويات غريبة ودخيلة وأحيانا تافهة.. تقول الأخصائية الاجتماعية والنفسية: “لم تكن المرأة عبر الحضارات المختلفة بهذا التدني الذي هي عليه اليوم، فقد شهد العالم إنجازات وإبداعات لنساء من مختلف الطبقات وفي جميع المجالات، بينما تسود المجتمعات حاليا موجة من الركود كنتيجة للتقليد الأعمى والأصم لما تسوقه مواقع الإنترنت ليس إلا. فقد أصبحت ربات البيوت يعتمدن على وصفات المواقع لإعداد موائدهن بأدنى إبداع شخصي، ويتبعن نسق المؤثرات في تكوين إطلالاتهن حتى وإن كانت لا تناسب شخصياتهن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الديكور وتربية الأبناء والسفر وحتى العادات والتقاليد..”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • أمستردام الرائعة

    والله الذي لا إله إلا هو...اعيش في أمستردام منذ 1989 ...و والله ماعندي لا فاسبوك و لا انستاغرام وووووو كل ما املك هو Messenger للدردشة مع الاهل و الأقارب...الإنسان لابد أن يكون رجل ذا شخصية واعرة و صنديد في قراراته...و كم هي الحياة جميلة بدون ضغوط هذه التفاهات و الله المستعان

  • مستغرب

    الحمقى جعلوا من الحمقى اشبابهم مشاهير واختفى معه دور العلماء والباحثين المختصين حين تقع الكوارث يلام الباحثون والعلماء بينما لا يلام الحمقى لانهم كانوا مشغولين بحياتهم الخاصة حادثة وقعت العام الماضي حين تهجم حمقى ايطاليون على حكوماتهم ومسؤوليهم وهو ما يقع اليوم بالجزائر بعد انتشار الفيروس ونقص الاكسجين وكثرة الموتى ردت عليهم عالمة في البيولوجية اذهبوا لكريستيانو رونالد او ميسي ربما يجدون لكم لقاحات كورونا بسبب متابعات وانشغالات الجماهير الحمقى بهذا العالم تنفق مليارات وتريليونات الدولارات سنويا على التفاهات على حساب ماينفع البشرية ويعاني معهم العلم والعلماء من شح الدعم المعنوي والمادي ابسط مثال مليارات تصرف على رقص وغناء وملاهي وكرم قدم وهناك ملايين الفقراء لا يجدون ما يسد رمقهم اليس دليل اننا نعيش بعالم الحمقى النرجسيين

  • خليفة

    التقليد الاعمى يبلد العقول و يخرب البيوت ،و يستهلك من العمر اوقات في متابعة التفاهات، و يخلق في البيت خصومات بين الازواج و الزوجات ،نتيجة الغيرة القاتلة بين المءوثرين و المتءاثرات.

  • علي

    اغلبهن يكذبن

  • مواطن

    الحل بسيط و هو رفع سعر وحدة الانترنيت أضعافا حتى تقل مشاهدة الفيديوهات التافهة و المضرة و تستبدل بالبحث في المواقع و الوثائق و الكتب و النشريات ذات الفائدة الكبيرة و الحجم القليل و لا يلجأ للفيديو إلا عند الضرورة. ما فائدة الدولة و المجتمع من رفع التدفق و هو لا يستعمل في 99% من حجمه إلا في تنزيل فيديوهات تافهة لصناع محتوى تافهين.