-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد عقود طوال من العطاء

رحيل الفنان أحمد بن عيسى والشاعر مظفر النواب

زهية منصر
  • 1184
  • 0
رحيل الفنان أحمد بن عيسى والشاعر مظفر النواب

 فقدت الساحة الفنية، الجمعة، واحدا من كبار قاماتها، برحيل الممثل والفنان القدير، أحمد بن عيسى، عن عمر ناهز 78 عاما، بمدينة أورلي الفرنسية، على إثر وعكة صحية ألمت به.

ويعتبر بن عيسى واحدا من الأسماء الكبيرة، التي تركت بصمتها في المسرح والسينما، في بلادنا، إلى جانب صونيا وسيد أحمد أقومي وزياني شريف عياد وغيرهم…

ولد أحمد بن عيسى في الفاتح من مارس عام 1944، بمدينة ندرومة ناحية تلمسان، وترعرع في بلعباس، قبل أن يغادرها إلى العاصمة، حيث التحق بالمسرح في سن مبكرة، وهو ابن 17 عاما، حيث شارك في تربص تكويني نظمه المسرح الوطني عام 1964 بسيدي فرج، قبل أن يدخل إلى المعهد الوطني للفنون الدرامية برج الكيفان، عام 1965، ثمّ اشتغل كمدرّس إلى جانب الأستاذ “آلان فيتي”، بالتزامن، دعاه كاتب ياسين إلى المسرح الوطني لأداء أحد الأدوار في مسرحيتي “الخالدون” و”ما ينفع غير الصح” لمصطفى كاتب.. كما اشتغل أحمد بن عيسى أيضا، إلى جانب حبيب رضا وعبد القادر سفيري.

كان والده ناشطا ثوريا، اعتقل وسجن في الجزائر، وأطلق سراحه بعد الاستقلال. انتقل بعدها إلى باريس التي عاش بها قرابة 18 عامًا. خلال هذه الفترة، تلقى التدريب في مدرسة المسرح الوطنية، ونال فيها جائزة أحسن تمثيل، عن دوره في عرض “المطرقة” لـ “رامون لاميدا”.

بفرنسا، شارك أحمد بن عيسى في عدة مسرحيات، منها “يزدادون ضراوة” لــ “كاتب ياسين”، “أنظر إلى الحيطان وهي تسقط” لـ “جان لوي بريناتي”، كما عمل كمساعد مخرج في عدة أعمال هناك.

عاد إلى الجزائر عام 1971، وهي السنة التي وقع فيها على أولى عقود العمل مع المسرح الوطني الجزائري، مع صديقه سيد أحمد أقومي. عاصر الراحل وعمل مع عدة قامات مسرحية، على غرار عبد القادر علولة، عز الدين مجوبي، الحاج عمر، محمد بودية، مصطفى كاتب، ولد عبد الرحمان كاكي، كاتب ياسين، الأمر الذي جعل منه واحدا من المرجعيات في فن الخشبة في بلادنا، سواء كان ممثلا أم مخرجا. من أبرز أعماله “غرفتان ومطبخ” لعبد القادر سفيري، “132 سنة” لولد عبد الرحمان كاكي، و”النقود الذهبية” لعبد القادر علولة. ومن أبرز أعماله كمخرج، “الزيتونة” عن نص محمد بودية و”الطير الأخضر” لــ “كارلو ڨودزي”، إضافة إلى ”عجاجبية وعجائب” (1986)، ”وصية دمنة” للأطفال (1994) وأعاد تقديمها في 2004، “الثمن” (2000)، ”المغارة المنفجرة” (2007) و”المفترسون” (2008)، إضافة إلى “الرتيلة” مع مسرح عنابة الجهوي و”نجمة”، و”الحب المفقود” للمسرح الوطني الجزائري (2015).

تولى بن عيسى إدارة مسرح سيدي بلعباس الجهوي، في فترة الإرهاب (1995)، واستحدث مهرجان المسرح الممتاز الذي استقطب عدداً كبيراً من الجمعيات المسرحية.

قضى أحمد بن عيسى نصف قرن في المجال المسرحي والفني عموما، أثمر ما يربو عن 120 عمل سينمائي وتلفزيوني، إلى جانب عشرات الأعمال المسرحية، حيث شارك في عدة أعمال تعتبر اليوم من ربرتوار الشاشة الجزائرية، على غرار “كحلة وبيضا”، “الانتحار”، “أبواب الشمس”، “دليس بالوما”، “خارجون عن القانون”، “الصوت الخفي” و”الجزائر إلى الأبد” (2015.

وقد خلف رحيل أحمد بن عيسى حالة حزن كبيرة في الساحة الفنية والثقافية، حيث رثاه جمع من الفنانين والمثقفين، معتبرين أن غيابه خسارة كبيرة للفن الجزائري، ومن الصعب اليوم تعويض اسم في وزنه، كما رثت وزارة الثقافة الراحل، في بيان اعتبرته فيه مولوجي بن عيسى “أحد القامات البارزة، الذي ترجل من صهوة الفن فارس من فرسانها، الذي يغادرنا تاركا وراءه إرثا فنيا مسرحيا وسينمائيا، فهو صاحب عديد الأعمال المسرحية التي تركت بصمتها في عالم أبي الفنون، وصاحب رصيد سينمائي غني”.

كما رثى المسرح الوطني الجزائري، في بيان له، أحد صناع مجده، معبرا عن الحزن الذي خيم على الأسرة المسرحية، على إثر فقدان أحد رجالاته.

للإشارة، كان منتظرا أن يحضر أحمد بن عيسى عرض آخر أفلامه، “القطرة الذهبية”، في أسبوع النقاد، على هامش مهرجان كان السينمائي، حيث ظهر بن عيسى في دور يونس في فيلم لـ كليمنت كوجيتور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!