الرأي

رد‮ ‬على‮ ‬رسالة‮ ‬يأس

محمد سليم قلالة
  • 2782
  • 6

باسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمان‮ ‬الرحيم‮ ‬والصلاة‮ ‬والسلام‮ ‬على‮ ‬أشرف‮ ‬المرسلين‮ ‬سيدنا‮ ‬محمد‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬وصحبه‮ ‬ومن‮ ‬تبعه‮ ‬بإحسان‮ ‬إلى‮ ‬يوم‮ ‬الدين،‮ ‬أما‮ ‬بعد‮: ‬

سيدي‮ ‬الفاضل‮ ‬يشرفني‮ ‬أن‮ ‬أتواصل‮ ‬مع‮ ‬حضرتكم‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬قرأت‮ ‬المقال‮ ‬المنشور‮ ‬على‮ ‬عمود‮ ‬مساحة‮ ‬أمل‮ ‬لجريدة‮ ‬الشروق‮ ‬اليومي،‮ ‬لكن‮ ‬قبل‮ ‬ذلك‮ ‬أريد‮ ‬أن‮ ‬أعرفكم‮ ‬على‮ ‬نفسي‮…..‬

الشيء الذي جعلني أتصل بكم هو تعليقكم على الرسالة اليائسة البائسة التي وصلتكم من أحد المواطنين القانطين، وصدّقوني أثناء حديثكم عن هذا الشخص خُيّل إليّ أنكم تتحدثون عنّي، غير أن تحليلكم لهذه الشخصية بدا لي غير منطقي وغير مقنع، وكأن هذا الواقع المرير الذي نعيشه هو من صُنْع غيرنا، لكن صدقني سيدي، الحقيقة أننا نحن الذين صنعناه، فلا يجب أن نلوم الآخرين عن واقع صنعناه بأنفسنا تحت اسم الأخلاق والمبادئ، فرغم أخلاقنا ومبادئنا، إلا أننا كنا مُقصّرين في الكثير من الأحيان، ويتجلى ذلك في كوننا ننتظر الشكر من الآخرين على محافظتنا‮ ‬على‮ ‬مبادئنا‮ ‬وهذا‮ ‬خطأ‮.‬

 فعلا في وقت من الأوقات كنت أقنط من هذا الواقع الذي يُقابَل فيه صاحب المبادئ والأخلاق بالازدراء والسخرية، بينما يتبوأ صاحب الرذيلة المكانة الرفعة، غير أنني قررت عدم انتظار شكر الشاكرين وإنما أنتظر جزاء الله وحده… لذلك قررت أخذ زمام المبادرة وحدي دون انتظار‮ ‬أحد،‮ ‬بل‮ ‬العكس‮ ‬كلما‮ ‬قررت‮ ‬أمرا‮ ‬سارعت‮ ‬إلى‮ ‬ركعتي‮ ‬الاستخارة‮ ‬ثم‮ ‬أقدم‮ ‬عليه،‮ ‬والحمد‮ ‬لله‮ ‬رغم‮ ‬الواقع‮ ‬البائس‮ ‬إلا‮ ‬أنني‮ ‬لا‮ ‬أيأس‮ ‬أبدا‮ ‬ولا‮ ‬أقنط‮ ‬أبدا‮.‬

 هذا ما يجب أن نغرسه في نفوس شبابنا وأبنائنا حتى يتمكنوا من مواجهة ما يُحاك ضدهم هنا وهناك، أنا أقول لصاحب المبادئ اليائس: لا تقنط ولا تيأس إن الله مع الصابرين ولا تنتظر الشكر من أحد على عمل قمت به، بل اجعل ذلك كله في سبيل الله تنل ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة‮. ‬وابقى‮ ‬متمسكا‮ ‬بمبادئك‮ ‬ولا‮ ‬تمنن‮ ‬على‮ ‬أحد،‮ ‬فما‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬هو‮ ‬واجب‮ ‬عليك‮ ‬لا‮ ‬مزية‮ ‬لك‮ ‬في‮ ‬ذلك‮.‬

أرجو منكم أن لا تُآخذوني على ما تقدمت به إليكم، فهي المبادئ التي تجعل المرء يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، رغم أنكم لم تسيئوا ولكنكم وكما يبدو لي لم تقدموا الحل الناجع لمعضلة هذا الشاب اليائس.

يُسعدني‮ ‬التواصل‮ ‬معكم‮ ‬سيدي‮ ‬وتقبلوا‮ ‬مني‮ ‬فائق‮ ‬الاحترام‮ ‬والتقدير‮.‬

ع‮. ‬ح‮ ‬

مقالات ذات صلة